مفهوم اللغة من بين اهم المفهايم التي انشغلت بها الفلسفة المعاصرة اللغة والفكر والمجتمع هي ظواهر متداخلة تؤدى إلى تطور الحياة وقيام الحضارة الإنسانية الراقية، وتقدم فكرى واجتماعي وحضاري وثقافي باهر. ولما كانت اللغة قديما قدم الإنسان والمجتمع الإنساني فلا نجد تجمعاً إنسانياً إلا ونجد له وسيلة يتفاهم من خلالها مع الآخرين، وأداة يعبر من خلالها عما يجول في خلده من أفكار ومعان وإن كانت بسيطة، وعما يدور في خلجات نفسه من رغبات وتطلعات وانفعالات وأحاسيس.
فلغة الأمة هي وعاء فكرها وعواطفها عبر العصور ولما كانت ذاك الفكر وهذه العاطفة عرضه للتغيير ﻟﻠﻐﺔ ﺧﻴﻄﺎ ﺧﻔﻴﺎ ﺭﻓﻴﻌﺎ ﻳﺮﺑﻄﻨﺎ ﺑﻤﺂﺳﻴﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﻄﻲ ﺍﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ﻳﺸﺪﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﻀﺎﺭﺗﻨﺎ ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﻨﺎ ﻭﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﻭﻳﻨﺴﺎﺏ ﺑﺴﺨﺎﺀ ﻟﻴﻜﺸﻒ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ ﻭﻳﻔﻀﺢ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀﻧﺎ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﻔﺨﺮ ﻫﻮﺫﺍﺕ ﺍﻟﺨﻴﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺤﺎﻭﻝ ﺗﻤﺰﻳﻘﻪ ﻟﻨﻤﺴﻚ ﺑﻐﻴﺮﻩ ﻓﻴﺰﺩﺍﺩ ﺍﻟﺘﻔﺎﻓﺎ ﺣﻮﻝ ﺃﻋﻨﺎﻗﻨﺎ ﻭﻫﻮﺫﺍﺕ ﺍﻟﺨﻴﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻘﻲ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻧﺤﻮﻧﺎ ﺣﻴﻦ ﺗﺨﻮﻧﻨﺎ ﺧﻴﻮﻁ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﻴﺴﻌﻔﻨﺎ ﺗﺸﺒﺜﻨﺎ ﺑﻪ . ﻓﺎﻟﻤﺘﻔﺮﻧﺴﻮﻥ ﻟﻐﻮﻳﺎ ﻳﺼﻨﻔﻮﻥ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻭﺍﻟﻨﺨﺒﻮﻳﻴﻦ ﻭﺣﺘﻰ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﺒﻮﺭﺟﻮﺍﺯﻳﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﺘﺤﻘﻮﻥ ﺑﺎﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻀﻮﻥ ﺇﺟﺎﺯﺍﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺍﻟﺸﺘﻮﻳﺔ ﺑﺄﻭﺭﻭﺑﺎ . ﺃﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﻧﻤﺴﻚ ﺑﺨﻴﻂ ﻟﻐﺘﻨﺎ ﻭﻧﺮﺑﻲ ﺃﻟﺴﻨﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻄﻖ ﻭﻧﺘﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺃﺟﻤﻠﻬﺎ ﻟﻨﻜﺘﺐ ﺑﻪ ﻓﻨﺼﻨﻒ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻈﻬﺮ ﻭﺍﻟﺰﻳﻒ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﻂ ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ ﺍﻟﺠﻬﻠﺔ ﻭﻣﺤﺪﻭﺩﻱ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﻭﺑﺴﻴﻄﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﺗﺴﻌﻔﻬﻢ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻣﻌﺪﻝ ﺫﻛﺎﺋﻬﻢ ﻟﺘﻌﻠﻢ ﻟﻐﺔ ﺃﺟﻨﻴﺔ ﻓﺮﻛﻨﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ..ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮﺝ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭﺗﻨﻔﺮ ﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻣﻨﻪ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﻠﺘﺒﺠﺢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ . ﺗﺴﺎﺅﻻﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻟﻜﻦ ﺗﺴﺎﺅﻻﺗﻲ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﻭﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺪﺃﺕ ﻗﺒﻞ ﻣﺸﻬﺪ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻔﻊ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺑﻜﺜﻴﺮ .. ﻛﻨﺎ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻓﺼﻮﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﺴﻤﻴﻪ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﺑﻜﺎﻟﻮﺭﻳﺎ، ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺼﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺪ ﺃﺩﺭﺟﺖ ﻗﺴﺮﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻷﺻﺤﺎﺏ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ، ﻟﻜﻦ ﺟﻞ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﺗﻘﺒﻠﻮﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﺾ ﻭﺃﺟﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺍﻟﺤﺼﺔ ﻣﺪﻋﻴﻦ ﺃﻥ ﺿﺎﺭﺏ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﺿﻌﻴﻒ ﻭﻣﻌﻠﻨﻴﻦ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻜﺮﻫﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻌﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻤﻠﺔ . ﻛﻨﺖ ﺃﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺣﺼﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻤﻔﺮﺩﻱ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﺘﺠﺎﻫﻠﺔ ﺗﻌﻨﺖ ﺯﻣﻼﺋﻲ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺻﻢ ﺃﺫﻧﻲ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻬﺰﺍﺋﻬﻢ ﻷﻥ ﺑﺪﺍﺧﻠﻲ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺭﺍﺳﺨﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﻡ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺎﺩﺓ ﺗﺤﺪﺩ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺿﺎﺭﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ . ﺗﺠﺮﻳﺪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﻡ ﻭﻟﻌﻞ ﺗﺠﺮﻳﺪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺭﻣﺰﻳﺘﻬﺎ ﻛﻠﻐﺔ ﺃﻡ ﻭﺭﻛﻦ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻧﻘﺤﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺭﻫﺎﻧﺎﺕ ﺧﺎﺳﺮﺓ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ، ﺇﺫ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺗﻜﺘﺴﺐ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﻡ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﻭﺑﻤﻌﺎﻳﺸﺔ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻓﻨﺘﻠﻘﻔﻬﺎ ﺑﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﻭﺑﺪﺍﻫﺔ ﻟﺘﻠﺘﺼﻖ ﺑﺠﻴﻨﺘﻨﺎ ﻭﺗﺼﺒﺢ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻨﺎ . ﻭﻳﺨﺘﺰﻝ ﻛﻞ ﻟﺴﺎﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺷﻌﺒﻪ ﻭﺣﻀﺎﺭﺗﻪ ﻭﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺧﺎﺋﻨﺔ ﺧﻮﺍﻧﺔ ; ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﻜﺎﻥ، ﻓﻬﻲ ﺗﻘﺘﻞ ﻣﺎ ﺿﻤَﻨﻪ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻭﺧﻠﺠﺎﺕ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺳﻮﻯ ﻟﻐﺘﻪ ﺍﻷﻡ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻮﻋﺒﻬﺎ، ﻓﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻳﺸﺒﻬﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻻ ﻳﻜﻤﻦ ﺗﺨﻴﻠﻪ . ﺍﻟﻠﻐﺔ .. ﺣﺎﻟﺔ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻭﻣﺰﺍﺝ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﺗﺸﺒﻪ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﺎ ﻗﺎﻣﻮﺳﻪ ﻭﻣﺎ ﺗﺮﻛﻦ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﻧﺎ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﺍﺳﺘﻨﺠﺪﻧﺎ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﺮﺭﻫﺎ ﻭﺍﻟﺠﻤﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻟﺘﺼﻘﺖ ﺑﺸﺨﺼﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺣﺪﺳﻨﺎ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﺳﻠﻮﺑﻪ . ﻭﻛﻤﺎ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﻴﻦ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻣﺰﺍﺟﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﺋﻴﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻐﺘﻬﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﺣﻤﻴﻤﻴﺔ ﻭﺗﻔﺮﺩﺍ ﻓﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻣﺜﻼ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﻔﺮﺩﺍﺕ ﻭﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﻭﺍﻟﻨﻄﻖ ﻋﻦ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻧﺤﻦ ﻣﺜﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻧﺴﻤﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻣﺄﻭﻯ ﻭﺃﻫﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﻣﻠﺠﺄ ﺃﻭ ﻣﻮﻗﻒ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻨﻄﻖ ﺣﺮﻓﻲ ﺍﻟﻈﺎﺀ ﻭﺍﻟﻀﺎﺩ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﺮﻕ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺮﻓﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺨﻠﻂ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻈﺎﺀ ﻭﺍﻟﺰﺍﻱ . ﻭﺇﺫﺍ ﺩﻗﻘﻨﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺑﻴﺌﺘﻬﻢ ﻭﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ، ﻭﻟﻮﺃﻧﺼﺘﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭﻳﻦ ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﺎ ﻳﻌﻜﺲ ﻣﺎ ﻋﺎﻳﺸﻮﻩ ﻣﻦ ﻣﻐﺎﻣﺮﺍﺕ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺻﻮﺭ . ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺍﻟﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺑﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﺗﺠﺮﺩ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻋﻦ ﻟﻐﺘﻪ ﺩﻭﻥ ﺳﻠﺨﻪ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻭﺍﻗﻌﻪ؟ ﺧﻴﺎﺭ ﺍﻻﻧﺴﻼﺥ .. ﺳﻮﻱ ﻳﺰﻋﻢ ﻛﺜﺮ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻏﻤﺎﺗﻴﺔ ﺃﻭﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺯﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﺖ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺃﻧﻬﻢ ﺑﻬﺮﻭﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﻡ ﻭﺍﻧﺴﻼﺧﻬﻢ ﻋﻨﻬﺎ ﻳﻔﺴﺤﻮﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﻹﺗﻘﺎﻥ ﻟﺴﺎﻥ ﺛﺎﻥ ﺫﻱ ﻓﺎﺋﺪﺓ، ﻟﻜﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺃﻛﺪﺕ ﻟﻲ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺘﻘﻦ ﻟﻐﺘﻪ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ - ﻭﺇﻥ ﺯﻋﻢ - ﺃﻥ ﻳﺘﻘﻦ ﻟﻐﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻷﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﻡ ﻣﺪﺧﻞ ﻟﺘﻌﻠﻢ ﻟﻐﺎﺕ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺗﺬﻭﻗﻬﺎ ﻭﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻭﺇﻟﻘﺎﺀ . ﻓﻘﺪ ﺗﻌﻠﻤﺖ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺛﻢ ﺗﺪﺭﺟﺖ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﺍﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﻓﺼﻮﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﻟﻘﺪ ﻣﻬﺪ ﻟﻲ ﺣﺐ ﻟﻐﺘﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻌﻠﻢ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻭﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺃﺳﺮﺍﺭﻫﺎ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪﻫﺎ ﻭﻣﻔﺮﺩﺍﺗﻬﺎ، ﻭﻟﻌﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﺎﺭﻑ ﺣﺠﺎﻭﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻛﺘﻴﺒﻪ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﻫﻮﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺩ ﻟﻪ ﺑﺈﺗﻘﺎﻧﻪ ﻟﻠﻐﺔ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻣﻤﺎ ﻣﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺘﺮﺟﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻲ ﺑﻲ ﺳﻲ ﺧﻴﺮ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ ;ﺃﻫﻢ ﻣﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻣﻌﺮﻓﺘﻲ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻫﻮﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻲ ﺑﻠﻐﺘﻲ،ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﺎﻟﺮﺍﺳﺦ ﻓﻲ ﻟﻐﺘﻪ ﺍﻷﻡ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺑﻘﻠﺐ ﻭﺍﺛﻖ; ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻗﺪﺭ ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺸﻔﺖ ﺍﻷﺳﻄﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﺴﺖ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﺘﻘﻮﻗﻊ ﻭﺍﻻﻧﻐﻼﻕ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻭﻳﺠﺮﻣﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺣﺐ ﺍﻹﻃﻼﻉ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺃﺩﻋﻲ ﺍﻧﻪ ﻳﺤﻖ ﻟﻲ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻋﻦ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀﻧﺎ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ . ﻷﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺨﺘﺎﺭ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻭﺁﺑﺎﺀﻧﺎ ﻭﺃﺳﻤﺎﺀﻧﺎ ﻭﺟﻴﻨﺎﺗﻨﺎ .. ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﻡ ﺍﻧﺘﻤﺎﺅﻧﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻗﺪﺭﻱٌ ﺑﺤﺖ ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﺃﺣﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻭﺍﺷﺘﻘﺎﻗﻴﺔ ﻭﺁﺳﺮﺓ ﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺗﺒﺮﻳﺮ ﻗﺪﺍﺳﺘﻬﺎ - ﻭﺇﻥ ﺣﻖ ﻟﻲ ﺫﻟﻚ- ﻷﺣﺒﻬﺎ ﺃﻭﻻ ﻭﺃﺩﺍﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﺛﺎﻧﻴﺎ . ﺣﺴﺒﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻐﺘﻲ ﻭﺟﺰﺀ ﻻ ﻳﺘﺠﺰﺃ ﻣﻦ ﻛﻴﺎﻧﻲ ﻛﻔﺮﺩ ﻭﻫﻮﻳﺘﻨﺎ ﻛﺄﻣﺔﻥ ﻓﻬﻞ ﻧﺤﻦ ﻣﻨﺘﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻟﻐﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺃﻡ ﻻ؟ ﻭﻟﻌﻞَ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺆﺍﻟﻲ ﻻ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺑﺤﺚ ﻓﻬﻲ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺟﻬﺎﺕ ﻣﺤﻼﺗﻨﺎ ﻭﻣﻨﺸﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻣﻀﻤَﻨﺔ ﻓﻲ ﺃﻧﺎﺷﻴﺪ ﺃﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﻭﻣﻘﺮﺭﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ . ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺗﺰﺩﻫﺮ ﺑﺎﺯﺩﻫﺎﺭ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺔ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺷﻌﺐ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﻟﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻋﺰﻳﻤﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻭﻓﻬﻢ ﺻﺤﻴﺢ ﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﻡ ﻭﺛﻘﻠﻬﺎ، ﻓﺎﻟﻴﻬﻮﺩ ﻣﺜﻼ ﺣﺎﻓﻈﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻟﻐﺘﻬﻢ ﺍﻟﻌﺒﺮﻳﺔ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺸﺘﺎﺕ ﻭﺗﻨﺎﻗﻠﻮﻫﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺃﻭﺭﺛﻮﻫﺎ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﻢ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻘﺬﻭﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ ﺍﻟﺘﻠﻒ ﻓﻘﺎﻣﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻟﺘﺤﻮﻟﺖ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺒﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻟﻐﺔ ﺷﺒﻪ ﻣﻴﺘﺔ ﺇﻟﻰ ﻟﻐﺔ ﺣﻴﺔ، ﺟﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺗﺘﻮﻳﺠﺎ ﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻭﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻟﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﻧﺜﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻛﺪﻭﻟﺔ ﺃﻧﻘﺬﺕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻛﺸﻌﺐ ﻳﺪﺭﻙ ﺳﺮ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﻡ ﻭﺧﻴﻄﻬﺎ ﺍﻟﺨﻔﻲ ﻫﻮﻣﻦ ﺃﻧﻘﺬ ﺍﻟﻌﺒﺮﻳﺔ . ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺸﻒ ﺃﺟﺪﺍﺩﻧﺎ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﻣﺮﻛﺰﻳﺘﻬﺎ ﺯﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭﻓﻬﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﻳﺘﻘﺼَﺪ ﺇﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻓﺮﻧﺴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻓﻌﻤﺪﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺐ ﻭﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻟﺼﺪ ﺍﻟﻬﺠﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﺟﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﻟﻐﺘﻪ ﺍﻷﻡ ﻫﻜﺬﺍ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﻼﺡ ﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺛﺒﺎﺕ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺗﻤﺴﻜﻬﺎ ﺑﻬﻮﻳﺘﻬﺎ ﻟﻴﺮﺣﻞ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﺯﻣﻦ ﻭﺗﺨﻠَﺪ ﺃﺷﻌﺎﺭ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﻣﻔﺪﻯ ﻭﺃﺑﻮﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺸﺎﺑﻲ . ﺍﻧﻔﺼﺎﻡ ﺃﻡ ﺍﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ؟ ﺭﺑﻤﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﺟﺘﺜﺎﺙ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ ﻣﻊ ﺫﻫﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺭﺟﻌﺔ ﻟﻜﻦ ﺍﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺯﺣﻔﺖ ﻧﺤﻮﻧﺎ، ﻣﻨﺬ ﻋﻘﻮﺩ ﻟﺘﺸﻜﻞ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﺭﺍ ﻟﻐﻮﻳﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﻭﻧﺎﻋﻤﺎ . ﻭﺃﻇﻦ ﺃﻧﻪ ﻳﺤﻖ ﻟﻲ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻋﻦ ﺟﺪﻭﻯ ﺍﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﻣﺎﺭﺓ ﻛﻤﺎ ﻳﺼﻔﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺬﻭﺍﺩﻱ ﻭﺇﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﺳﻨﻌﺘﺒﺮ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﻨﺎ ﺣﻤﻞ ﺍﺭﺙ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ، ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻘﺪﺕ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻧﺤﺼﺎﺭ ﺩﻭﺭ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻛﻘﻮﺓ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻇﻬﻮﺭ ﻗﻮﻯ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ؟ ﻗﺪ ﻳﺒﺪﻭﻣﻄﻠﺐ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﺃﻭﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻟﻐﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﻟﻐﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻭﺗﻌﺮﻳﺐ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﺨﻴﻔﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻔﺮﻧﺴﺎ ﺃﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻟﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻛﺄﻓﺮﺍﺩ ﺃﻳﻀﺎ، ﺇﺫ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍ ﻓﻲ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﻠﻐﺔ ﻣﺴﺘﻌﻤﺮﻩ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﻐﻠﻮﺏ ﻣﻮﻟﻊ ﺃﺑﺪﺍ ﺑﺎﻻﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﺎﻟﻐﺎﻟﺐ ﻻﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ﺑﻞ ﻗﺪ ﺗﺠﺪﻩ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻧﺪﻓﺎﻋﺎ ﻭﺍﺳﺘﻤﺎﺗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺨﻮﺍﺟﺔ ﻓﺎﻟﻤﻘﻠِﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺷﺪ ﺗﻄﺮﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﻠَﺪ! ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻔﻲ ﺃﻥ ﺍﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻳﻔﻘﺪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﻡ ﻗﺪﺍﺳﺘﻬﺎ ﻭﺳﻤﻮﻫﺎ ﻭﻳﺴﺎﻭﻳﻬﺎ ﺑﻠﻐﺔ ﺩﺧﻴﻠﺔ، ﻓﻴﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻐﺘﻴﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻀﻴﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺠﺎﺣﻆ، ﺃﻭﺭﺑﻤﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻴﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﺒﺪﻭ . ﺍﻧﻌﺘﺎﻕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺇﻥ ﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻛﻠﻐﺔ ﺃﻡ ﻭﻣﻜﻮﻥ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺪﺀﺍ ﻋﺒﺮ ﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩ ﺛﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﺗﺼﺎﻟﺤﻪ ﻣﻊ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﺗﺤﺮﻳﺮﻩ ﻣﻦ ﻋﻘﺪﺓ ﺍﻟﺨﻮﺍﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺒﻠﻪ ﻣﻨﺬ ﻗﺮﻭﻥ ﻭﺗﺠﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺗﺒﻌﻴﺔ ﻋﻤﻴﺎﺀ ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺟﻨﺒﻲ . ﺛﻢ ﺇﻥ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺯﺡ ﺗﺤﺘﻪ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﻧﻈﺮﺍ ﻻﻧﻌﺪﺍﻡ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﻌﺔ ﻭﺗﻮﺍﺿﻊ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺳﻴﻌﻮﺩ ﺑﺎﻟﻨﻔﻊ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ، ﻓﺎﻟﻠﻐﺎﺕ ﺇﺟﻤﺎﻻ ﺗﻌﻴﺶ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻄﻮﺭ ﺩﺍﺋﻢ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻮﺍﻛﺒﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻟﻠﻤﻌﺠﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﻄﻮﺭ ﺗﻤﻮﺕ . الشيخ فلاح الجربا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق