ما الذي يجب على الصين القيام به لتصبح دولة ديمقراطية بشكل فعلي؟ هذا السؤال ينعش المناقشات الأكثر تقدماً حول هذه القوة العظمى المحتملة. في هذا العمل، يحاول الناقد الصيني البارز وانغ هوي، الالتفات إلى الماضي الصيني للإجابة عن هذا السؤال، إذ يقف على ولادة السياسة الحديثة في ثورة عام 1911، ثم يعاين الازدهار الأولي للحياة السياسية وينتقل إلى سنوات الستينات المتطرفة، وبعدها الانحدار في ليبرالية الصين الأكثر حداثة، حتى يصل إلى مفترق طرق في وقتنا الحاضر، ومن خلال رؤيته ومناقشاته لآراء كتّاب ومفكرين يقدم الكثير من المقترحات التي من شأنها أن تحقق المساواة والعدالة الاجتماعية في بلاده ضمن سياق تحليلي.
ينقسم الكتاب إلى تسعة أقسام هي: الثورة والتفاوض 1911-1913: صحوة آسيا في الصين بداية القرن العشرين، تحول الثقافة والسياسة: الحرب والثورة و«حرب الأفكار» في 1910، من الحرب الشعبية إلى حرب التحالف الدولي 1949 -1953: الحرب لمقاومة العدوان الأمريكي ومساعدة كوريا من وجهة نظر التاريخ الصيني في القرن العشرين، أزمة التمثيل وسياسة ما بعد الأحزاب، نوعان من الفقراء الجدد ومستقبلهم: تراجع وإعادة تشكيل السياسات الطبقية وسياسة الفقراء الجدد، ثلاثة مفاهيم عن المساواة، المساواة بين جميع الأشياء ومجتمع ما بعد النظام.
غرابة «القرن العشرين»
يشير الكاتب إلى أنه بالنسبة للشعب الصيني المعاصر، كان مفهوم «القرن العشرين» «شيئاً غريباً»، حيث بدا لهم خارج المكان، وهذا يرجع إلى أن الصين لم تتعرف إلى «القرن التاسع عشر» أو حتى «الثامن عشر»، حتى تأتي وتتعرف إلى القرن الذي بعده، لم يكن هناك شيء سوى أحداث تاريخية معينة، وخاصة حكم إمبراطور ما أو فترة حروب مع دولة أخرى.
ويعلق على بعض الظواهر السياسية والاجتماعية في الصين، قائلاً: «تميزت الصين في القرن العشرين بالعديد من الظواهر التي أنتجتها العملية السياسية بشكل واعٍ بقيادة شخصيات جديدة قيد التشكيل»، ويضيف: «إن إنشاء جمهورية سيادية واحدة على قاعدة إمبراطورية متعددة الإثنيات، وفي الوقت نفسه السماح لهذه الدولة السيادية القيام بنوع من التعددية المؤسساتية، وتحديد سياسة جديدة من خلال حركة ثقافية ترفض الأحزاب السياسية الموجودة والدولة، فإنه بالتالي سيقام شكل جديد من السياسة مختلف عن سياسات تلك الأحزاب السياسية في القرن التاسع عشر، وسيتم استخدام نموذج وتقنيات حرب الشعب لتنفيذ استصلاح الأرض، وبناء الحزب والحركات الدورية بين الحزب والجماهير لتشكيل حزب سياسي خارق مع عناصر أعلى الحزب، والدفع بحركة طبقية ناضلت من أجل الاشتراكية نحو الأمام، في مجتمع لم تكن البروليتاريا ولا البرجوازية ناضجة فيه»، ويجد أن تحويل السياسة والمبادرة إلى المحتوى الأساسي لمبدأ الطبقة في مجمله، ليس بهدف خلق سياسة الطبقة فقط، بل خلق ثورة اشتراكية ضمن إمبراطورية زراعية متعددة الإثنيات. ويرى الكاتب أنه «يمكن أن يتم فهم كل هذه الأمور كمنتجات تسييس العمليات».
ويضيف أن القرن العشرين دفع الصين إلى عهد لم يكن ممكناً توقع شيء من ماضيها أو الانبثاق عنه، وبالتالي أي رواية عن الصين يجب أن تحتوي على توضيح وشرح لهذا القرن من حيث الارتباطات التاريخية.
ويعلق على بعض الظواهر السياسية والاجتماعية في الصين، قائلاً: «تميزت الصين في القرن العشرين بالعديد من الظواهر التي أنتجتها العملية السياسية بشكل واعٍ بقيادة شخصيات جديدة قيد التشكيل»، ويضيف: «إن إنشاء جمهورية سيادية واحدة على قاعدة إمبراطورية متعددة الإثنيات، وفي الوقت نفسه السماح لهذه الدولة السيادية القيام بنوع من التعددية المؤسساتية، وتحديد سياسة جديدة من خلال حركة ثقافية ترفض الأحزاب السياسية الموجودة والدولة، فإنه بالتالي سيقام شكل جديد من السياسة مختلف عن سياسات تلك الأحزاب السياسية في القرن التاسع عشر، وسيتم استخدام نموذج وتقنيات حرب الشعب لتنفيذ استصلاح الأرض، وبناء الحزب والحركات الدورية بين الحزب والجماهير لتشكيل حزب سياسي خارق مع عناصر أعلى الحزب، والدفع بحركة طبقية ناضلت من أجل الاشتراكية نحو الأمام، في مجتمع لم تكن البروليتاريا ولا البرجوازية ناضجة فيه»، ويجد أن تحويل السياسة والمبادرة إلى المحتوى الأساسي لمبدأ الطبقة في مجمله، ليس بهدف خلق سياسة الطبقة فقط، بل خلق ثورة اشتراكية ضمن إمبراطورية زراعية متعددة الإثنيات. ويرى الكاتب أنه «يمكن أن يتم فهم كل هذه الأمور كمنتجات تسييس العمليات».
ويضيف أن القرن العشرين دفع الصين إلى عهد لم يكن ممكناً توقع شيء من ماضيها أو الانبثاق عنه، وبالتالي أي رواية عن الصين يجب أن تحتوي على توضيح وشرح لهذا القرن من حيث الارتباطات التاريخية.
ثلاث عمليات صينية
ينظر الكاتب إلى تسييس الصين في القرن العشرين بشكل أساسي من خلال معاينة ثلاث عمليات مختلفة وهي: التلاحم السياسي، والثقافة والسياسة، وحرب الشعب. وهذه المواضيع الثلاثة - حسبما يقول - كانت قد ولدت من عصر الثورة والحرب، لكنها ظهرت في أشكال مختلفة في فترات تاريخية أخرى. والمحاولة لإيجاد شكل الدولة الذي من شأنه أن يدمج الصين بشكل سياسي تحول إلى منافسة، ليس فقط بين القوى السياسية المختلفة، بل أيضاً بين المبادئ والمفاهيم السياسية المختلفة. والدولة التي ولدت من هذه العملية كانت مسيسة بشكل عالٍ جداً. ومحاولة شرح «الدولة» أو «الدولة - الأمة» في الخلاصة تفشل في استيعاب أهمية العلاقة بين الدولة والعملية السياسية.
ويضيف أن الحركة الثقافية المستمرة جددت فهم المشاركين للسياسة وأعادت تعريف العالم السياسي، وخلقت بذلك جيلاً جديداً من الشعب. وفي الحقيقة، حرب الشعب لم تغير في الأساس العلاقات بين الريف والمدن، بل حفزت التعبئة السياسية للهوية الوطنية، كما أنها حولت أيضاً وأعادت تركيب التصنيفات السياسية المتشابهة مثل الطبقة والحزب السياسي، والدولة والشعب. ومن دون التفكير بهذه العمليات المعقدة من التسييس - يقول - لدينا فرصة ضعيفة في استيعاب المعنى التاريخي لمثل هذه التصنيفات ضمن سياق القرن العشرين.
كما يجد أن هذه العمليات الثلاث من التسييس روت كل مرحلة من مراحل الصين في القرن العشرين. وقد تم التعبير عنها في الثورة الراديكالية وفي التسوية السياسية، بالإضافة إلى تصنيفها عبر العديد من القضايا مثل الأسئلة «الثقافية»: في الأسئلة عن كيفية رؤية الشباب، وتحرر النساء، والعمال والعمل، واللغة والأدب، والمدن والأرياف، وهكذا دواليك، تم جعل السياسة عالماً من الإبداع.
ويشير إلى أنه تم التعبير عنها أيضاً في حرب الشعب، والتي جلبت معاً النضال العسكري، واستصلاح الأراضي، وبناء السلطة الحكومية، والجبهة الموحدة في عملية واحدة. وكانت أيضاً واضحة في الطريقة التي حولت فيها حرب الشعب كل تصنيف سياسي بعد القرن التاسع عشر. على سبيل المثال، الخط بين الحزب السياسي والجموع أصبح غير واضح، والسلطة السياسية جاءت لتلازم شيئاً مختلفاً عن الفكرة التقليدية لجهاز حكومي، وحلت محل فكرة الطبقة الثابتة عمليات تشكيل الطبقة (في الطريقة التي أصبح فيها الفلاحون قوة سياسية بروليتارية) وهكذا دواليك. «وعلى الرغم من أن عالم السياسة الدولية في العادة يتم التفكير فيه من ناحية المفاهيم المعيارية للسيادة والمصلحة الوطنية، فإن الحرب من سنوات الخمسينات إلى الستينات في مقاومة العدوان الأمريكي ومساعدة كوريا والجدل بين الأحزاب الشيوعية السوفييتية والصينية تقدم نماذج التسييس في عالم العلاقات السياسية والعسكرية الدولية»، كما يقول.
ويضيف أن الحركة الثقافية المستمرة جددت فهم المشاركين للسياسة وأعادت تعريف العالم السياسي، وخلقت بذلك جيلاً جديداً من الشعب. وفي الحقيقة، حرب الشعب لم تغير في الأساس العلاقات بين الريف والمدن، بل حفزت التعبئة السياسية للهوية الوطنية، كما أنها حولت أيضاً وأعادت تركيب التصنيفات السياسية المتشابهة مثل الطبقة والحزب السياسي، والدولة والشعب. ومن دون التفكير بهذه العمليات المعقدة من التسييس - يقول - لدينا فرصة ضعيفة في استيعاب المعنى التاريخي لمثل هذه التصنيفات ضمن سياق القرن العشرين.
كما يجد أن هذه العمليات الثلاث من التسييس روت كل مرحلة من مراحل الصين في القرن العشرين. وقد تم التعبير عنها في الثورة الراديكالية وفي التسوية السياسية، بالإضافة إلى تصنيفها عبر العديد من القضايا مثل الأسئلة «الثقافية»: في الأسئلة عن كيفية رؤية الشباب، وتحرر النساء، والعمال والعمل، واللغة والأدب، والمدن والأرياف، وهكذا دواليك، تم جعل السياسة عالماً من الإبداع.
ويشير إلى أنه تم التعبير عنها أيضاً في حرب الشعب، والتي جلبت معاً النضال العسكري، واستصلاح الأراضي، وبناء السلطة الحكومية، والجبهة الموحدة في عملية واحدة. وكانت أيضاً واضحة في الطريقة التي حولت فيها حرب الشعب كل تصنيف سياسي بعد القرن التاسع عشر. على سبيل المثال، الخط بين الحزب السياسي والجموع أصبح غير واضح، والسلطة السياسية جاءت لتلازم شيئاً مختلفاً عن الفكرة التقليدية لجهاز حكومي، وحلت محل فكرة الطبقة الثابتة عمليات تشكيل الطبقة (في الطريقة التي أصبح فيها الفلاحون قوة سياسية بروليتارية) وهكذا دواليك. «وعلى الرغم من أن عالم السياسة الدولية في العادة يتم التفكير فيه من ناحية المفاهيم المعيارية للسيادة والمصلحة الوطنية، فإن الحرب من سنوات الخمسينات إلى الستينات في مقاومة العدوان الأمريكي ومساعدة كوريا والجدل بين الأحزاب الشيوعية السوفييتية والصينية تقدم نماذج التسييس في عالم العلاقات السياسية والعسكرية الدولية»، كما يقول.
ابتكارات سياسية
كانت ابتكارات القرن العشرين السياسية مرتبطة عن قرب بالحرب المطوّلة، الثورة والغضب العام. ومع التغيرات العالمية التي حدثت من 1989 إلى 1992، انتهى الأمر بالحركة الاشتراكية التي مثلتها الثورات الصينية والروسية إلى فشل. وزودت النهاية المأساوية ل«القرن القصير» بعض الناس بعدسة استطاعوا من خلالها الحكم على القرن العشرين بشكل سلبي، إلى جانب ظهور عملية التسييس نفسها التي تظهر كجذر التراجيديا. ويقول «مثل هذه النظرة تهدف إلى رفض الاعتراف بكل المفاهيم السياسية المرتبطة بشكل مباشر بهذا القرن، من بينها الطبقة، والحزب السياسي، والتحرر الوطني، والجماهير والخط الجماهيري، والشعب وحرب الشعب».
ويعلق أيضاً: «لكن، بدلاً من نبذ هذه المفاهيم، جدير أن نسأل متى وبأي شكل تم تسييس هذه المفاهيم؟ وتحت أي ظروف تم إعادة تسييسها؟ خذ الطبقة على سبيل المثال، في الوقت الذي لعبت فيه الطبقة دوراً كبيراً في التعبئات السياسية في القرن العشرين، احتوت التعبئة الطبقية في داخلها احتمالين. أولاً، وفقاً لمنظور الهوية ربما لم يكن لينتمي المرء إلى طبقة معينة، لكن كان لايزال هناك إمكانية لتصبح عميلاً أو جندياً في خدمة تلك الطبقة. على سبيل المثال، المثقفون من خلفيات فلاحية أو نخبوية حاكمة أصبحوا من البروليتاريا وحتى قادة. ثانياً، أصبحت الخلفية الطبقية فيما بعد علامة الهوية المتمأسسة، وأصبحت الدلالة الأساسية التي يتم بموجبها التمييز بين الأعداء والحلفاء. كل من هذين الاحتمالين قد يعبئ الشعب، لكن الأول ينبغي تصنيفه كمسيس، والثاني غير مسيس».
ولأخذ الحزب السياسي كمثال آخرتحت ظروف حرب الشعب - حسبما يقول الكاتب - فإن «الحزب» كان مرتبطاً عن قرب بالخط الجماهيري، مع ممارسة استحضار لأفكار من الجماهير، إلى الجماهير، مولدة بذلك قوة حيوية وهائلة. لكن «الحزب» الموجود في السلطة غالباً ما أصبح مبعداً من الجماهير وتحول إلى آلة سياسية نموذجية. ويعلق: «أشير إلى هذه الظاهرة بإرضاء الحزب.. هذه هي كما يمكن تسميتها حالة عدم تسييس الحزب».
ويعلق أيضاً: «لكن، بدلاً من نبذ هذه المفاهيم، جدير أن نسأل متى وبأي شكل تم تسييس هذه المفاهيم؟ وتحت أي ظروف تم إعادة تسييسها؟ خذ الطبقة على سبيل المثال، في الوقت الذي لعبت فيه الطبقة دوراً كبيراً في التعبئات السياسية في القرن العشرين، احتوت التعبئة الطبقية في داخلها احتمالين. أولاً، وفقاً لمنظور الهوية ربما لم يكن لينتمي المرء إلى طبقة معينة، لكن كان لايزال هناك إمكانية لتصبح عميلاً أو جندياً في خدمة تلك الطبقة. على سبيل المثال، المثقفون من خلفيات فلاحية أو نخبوية حاكمة أصبحوا من البروليتاريا وحتى قادة. ثانياً، أصبحت الخلفية الطبقية فيما بعد علامة الهوية المتمأسسة، وأصبحت الدلالة الأساسية التي يتم بموجبها التمييز بين الأعداء والحلفاء. كل من هذين الاحتمالين قد يعبئ الشعب، لكن الأول ينبغي تصنيفه كمسيس، والثاني غير مسيس».
ولأخذ الحزب السياسي كمثال آخرتحت ظروف حرب الشعب - حسبما يقول الكاتب - فإن «الحزب» كان مرتبطاً عن قرب بالخط الجماهيري، مع ممارسة استحضار لأفكار من الجماهير، إلى الجماهير، مولدة بذلك قوة حيوية وهائلة. لكن «الحزب» الموجود في السلطة غالباً ما أصبح مبعداً من الجماهير وتحول إلى آلة سياسية نموذجية. ويعلق: «أشير إلى هذه الظاهرة بإرضاء الحزب.. هذه هي كما يمكن تسميتها حالة عدم تسييس الحزب».
عن المساواة
يذكر الكاتب أنه على مدى السنوات الثلاثين الماضية، كانت هناك نقاشات لا نهاية لها حول الديمقراطية وتفسيراتها المتعددة. ويجد أن فرضية «نهاية التاريخ» في 1989 عاملت الديمقراطية الليبرالية على أنها الشكل الأخير من السياسة وعلامة وصول التاريخ العالمي. وهذا السياق كان قائماً على الفشل الملموس لكل من الديمقراطية الجماهيرية والحركات الاشتراكية، وافترضوا أن الديمقراطية الشعبية قادت بشكل متغاير إلى الاستبداد السياسي، معلقاً: «ثورة أكتوبر في 1917 في الصين واجهت النظام الرأسمالي بشكل معاكس. وتحت شروط الحرب الباردة، قاد الصراع بين هذين النظامين إلى انقسام أيديولوجي بين «الرأسمالية» و«الاشتراكية». وكانت إحدى نتائج هذا الانقسام أن نهاية الحرب الباردة أعطت الجانب الرأسمالي احتكاراً استطرادياً على الديمقراطية».
ويشير إلى أنه بعد انهيار الكتلة الاشتراكية، كشفت الحرب على الإرهاب والصراعات الدينية والدمار البيئي، والأزمات المالية والمجتمع القائم على مخاطر عالية، التناقضات العميقة ضمن النظام الرأسمالي العالمي.
ويشير إلى أنه مع توسع الرأسمالية عبر الكرة الأرضية، تغيّرت أشكال اللامساواة التي ركز عليها كتّاب القرن التاسع عشر، مثل العلاقات الطبقية. ويمكن أن تنوجد التناقضات الأساسية للعصر الحالي بين العاصمة الإمبريالية والمستعمرات، وبين مراكز الصناعة المتقدمة والمحيط الزراعي. وهذا يشار إليه في العادة بأنه سؤال الشمال - الجنوب. ويوضح الكاتب في الفصول الأخيرة تأثير البعد الدولي في اللامساواة المحلية داخل الصين، ويجده أنه ظرف سياسي على الصينيين مواجهته إذا ما كانت هناك نية في تحقيق المساواة في الداخل والخارج.
ويجد أن التراكيب الاجتماعية في الصين تتغير بشكل دراماتيكي. وبالنظر إلى سياقها في التنمية وإعادة البناء ينبغي أن يكون الأمر مثار قلق للشعب الصيني، وبالتالي ينبغي تأسيس وكالة سياسية جديدة على أساس مصالح أغلبية الصينيين، ويرى وانغ هوي أن إحياء الديمقراطية الاجتماعية هو الطريق الوحيد لمستقبل الصين.
ويشير إلى أنه بعد انهيار الكتلة الاشتراكية، كشفت الحرب على الإرهاب والصراعات الدينية والدمار البيئي، والأزمات المالية والمجتمع القائم على مخاطر عالية، التناقضات العميقة ضمن النظام الرأسمالي العالمي.
ويشير إلى أنه مع توسع الرأسمالية عبر الكرة الأرضية، تغيّرت أشكال اللامساواة التي ركز عليها كتّاب القرن التاسع عشر، مثل العلاقات الطبقية. ويمكن أن تنوجد التناقضات الأساسية للعصر الحالي بين العاصمة الإمبريالية والمستعمرات، وبين مراكز الصناعة المتقدمة والمحيط الزراعي. وهذا يشار إليه في العادة بأنه سؤال الشمال - الجنوب. ويوضح الكاتب في الفصول الأخيرة تأثير البعد الدولي في اللامساواة المحلية داخل الصين، ويجده أنه ظرف سياسي على الصينيين مواجهته إذا ما كانت هناك نية في تحقيق المساواة في الداخل والخارج.
ويجد أن التراكيب الاجتماعية في الصين تتغير بشكل دراماتيكي. وبالنظر إلى سياقها في التنمية وإعادة البناء ينبغي أن يكون الأمر مثار قلق للشعب الصيني، وبالتالي ينبغي تأسيس وكالة سياسية جديدة على أساس مصالح أغلبية الصينيين، ويرى وانغ هوي أن إحياء الديمقراطية الاجتماعية هو الطريق الوحيد لمستقبل الصين.
نبذة عن المؤلف
وانغ هوي أستاذ في قسم اللغة الصينية وآدابها في جامعة تسينغهوا في بكين، حيث يعيش حالياً. درس في جامعة يانغتشو، وجامعة نانجينغ، والأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية. كما كان أستاذاً زائراً في جامعة نيويورك وغيرها من الجامعات في الولايات المتحدة. في عام 1989، شارك في احتجاجات ميدان تيانانمين، وأرسل بعد ذلك إلى محافظة داخلية فقيرة بشكل إلزامي ل«إعادة التأهيل» عقاباً له على مشاركته. طور البروفيسور هوي النقد اليساري لسياسة الحكومة، إلى درجة أنه أصبح واحداً من المؤيدين الرئيسيين لليسار الصيني الجديد في سنوات التسعينات من القرن الماضي، على الرغم من أنه لم يختر هذا المصطلح. صنفته مجلة «فورين بوليسي» واحداً من بين أفضل 100 مفكر في العالم في عام 2008. له العديد من المؤلفات منها: «نهاية الثورة»، و«النظام الجديد للصين»، و«سياسة آسيا المتخيلة» تحياتي الشيخ فلاح الجربا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق