الجمعة، 4 نوفمبر 2016

المعجزة اليابانية قوة المنطق لا منطق القوى والانتقام

اليابان  لم تفكر في الانتقام ولكنها آثرت البناء،انغماسهم بالتفكير في المستقبل شغلهم عن التفكير في الماضي.انها اليابان والتى أصبحت القوة المسيطرة
في منطقة شرق آسيا والعالم، مما دفع بعجلتها الاقتصادية إلى الأمام بسرعة فائقة ، وتحولت إلى امبراطورية عظمى.
ولعل النقلة النوعية التي أحدثها الشعب الياباني في التاريخ المعاصر ،تعتبر نموذجا يحتذى من قبل شعوب العالم .
مر نحو سبع عقود على كارثة هيروشيما تلك القنبلة النووية التى فجرتها الولايات المتحدة الأمريكية على مدينة هيروشيما والتي راح ضحيتها 140 الف شخص وكانت الهزيمة التي لحقت باليابان في الحرب العالمية الثانية قد أثارت في نفوس شعب اليابان الغيرة على بلادهم وألهبت الحماس في صدور شبابها 
والحرص على بناء مستقبلهم وتعزيز مكانتهم بين دول العالم . ولهذا صمموا على البحث عن سبل التقدم والرقي ، مدركين بأن لا سيادة لهم إلا
بالعلم وباليد العاملة ، فأصبحت دولتهم رائدة في الصناعات والاختراعات التقنية في العالم ، واستطاعت أن تنهض من تحت الركام ، لتبني
اقتصادا وتقدما نموذجيا تقتدي به الكثير من الدول .
التاريخ أثبت قدرة اليابان على النهوض، فبعد كارثة هيروشيما والحرب العالمية الثانية استعادت اليابان عافيتها، لتصبح من أكبر الكيانات
الاقتصادية والصناعية والمعرفية في العالم.
بالعزيمة والإرادة تمكنت اليابان من النهضة بعد ان اقتنعت  بأن طريق النهضة ليس في التوسع باستخدام القوة العسكرية ، بل أنه يكمن في الانسان الياباني داخل حدود بلادة ؟
وفي هذا السياق فقد اتبع رئيس الوزراء ‘ هاياتو إكيدا ‘ الذي لُقّب ــ بمهندس المعجزة الاقتصادية ــ سياسة الصناعات الثقيلة ، وتوجيه القروض إلى تجمع الشركات ووجه 80 % من تمويلات بنك التنمية الياباني إلى لقد ارتكزت النهضة الاقتصادية اليابانية على محاور عديدة من أهمها ما يلي :
الصناعات الاستراتيجية 
– الإدارة اليابانية .. وهي من أبرز عوامل النهضة التي أعقبت الهزيمة ، لكونها تُعنى بتطبيق المبادئ الإدارية الحديثة والتي من أهمها : إدارة
الجودة ، الابتكار والتطور ، إتقان العمل الإداري وتحويله إلى قيمة اجتماعية مرتبطة بالثقافة اليابانية ، وعمل الفريق بحيث تحدد مهمته بشكل
واضح ، ويحدد الوقت اللازم لانجازها بشكل دقيق .
–  الشخصية اليابانية .. نظرا لعدم توفر مصادر الثروة الطبيعية في اليابان بموقعها الجغرافي النائي في العالم ، كان العنصر البشري هو عماد
التنمية وركيزته الأساسية في النهضة الحديثة . لهذا فإن الاستثمار في العنصر البشري يأتي على رأس أولويات الخطط التنموية . ومما عزز
ذلك مميزات الشخصية اليابانية المنضبطة التي تقدس الوقت ، وتحترم النظام ، وتبدع ضمن عمل الفريق ، كما تلتزم بأخلاقيات العمل وأمانته .
–  المعلّم الياباني .. يؤمن اليابانيون بأن العلم والعمل الجاد هو السبيل إلى الرقي والتقدم ، وقد تم التركيز في هذا المجال على دعامتين أساسيتين
هما : المعلم وأسلوب التعليم :
أ‌. فالمعلم يحظى بالاهتمام والتقدير من قبل المواطنين ويحتل مكانة مرموقة في المجتمع . ويلاحظ ذلك من خلال النظرة الاجتماعية له ،
ب‌. وبالنسبة لأسلوب التعليم ، فيتم المزج بين النظام المركزي والنظام اللا مركزي ، فالأول يوفر المساواة في نوعية التعليم لمختلف فئات
الشعب على مستوى الدولة . وبذلك يتم تزويد الأطفال بأساس معرفي موحد ، إذ تحدد وزارة التعليم الإطار العام للمقررات الدراسية في كافة
المواد ، وتبين محتواها وعدد ساعات التدريس اللازمة لكل منها . ويعتبر مجلس التعليم في كل مقاطعة مسئولا عن إدارة وتنفيذ سياسة التعليم . الشيخ فلاح الجربا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق