الأحد، 13 نوفمبر 2016

" اسطورة طرزان " المؤلف الكبير بوروس


اسطورة طرزان هو شخصية خيالية ظهرت عام 1912 للمؤلف الامريكي الكبير ادغار رايس بوروس " القصة غير خافية على جمهور الأجداد والأبناء والأحفاد ممن حضر لمشاهدتها على الشاشة الكبيرة أو قرأها في عديد الكتب والمجلات التي صدرت بحقها حول ذلك الطفل الرضيع ابن الأرستقراطي البريطاني لورد الذي تسقط طائرته في مكان مهجور لم يصلة بشر في إحدى الغابات الأفريقية وبعد وفاة والديه تتبناه إحدى أناث القردة لتقوم بتربيته فيشب قوياً مدافعاً عن حاضنته وجماعة القرود ضد أعتى الحيوانات الضارية هناك هذه القصة الغريبة لم تقف عند حدود السينما بل شملت التلفزيون أيضا والمسلسلات الإذاعية ، ومجلات الكوميكس المصورة وأفلام الرسوم المتحركة التي أنتجتها شركات معروفة من ضمنها ديزني العملاقة ، والبضائع بما فيها السكاكين التي تحمل صورة طرزان الذي ألهم بقوته الجسدية أبطالا جاءوا من بعده كسوبرمان وباتمان ، وبسبب حكايته الإنسانية النبيلة التي حدثت في أعماق الغابات الاستوائية وحيواناتها المتوحشة فإنها ما زالت مستمرة في المخيال الشعبي واستطاعت أن تحوز على علامة تجارية معروفة الآن تبلغ قيمتها الملايين من الدولارات .
وحينما نتذكر هذه القصة الرائعة لطرزان لا بد أن نتذكر مبتدعها الكاتب الأمريكي إدغار رايس بوروس الذي أذهلنا بوصفه لتلك الأحراش السحيقة مع أنه لم يطأ بقدميه أفريقيا في حياته كلها أبدا ، وكان أحد المشردين الذين لفظتهم الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ميشيغان بعد تخرجه منها بسبب اكتشاف الأطباء خللاً في أحد صمامات قلبه فتم تسريحه من الخدمة العسكرية ليقوم بعدها ببيع زيت الثعبان الذي يأخذه من أحد المحال ، لكنه فشل في ان يكون رجل أعمال ناجحاً فبدأ الكتابة  لتسديد ما بذمته من ديون حيث فكر في ابتداع شخصية طرزان الرجل القرد والتي لاقى من خلالها نجاحاً كبيراً استطاع أن يبيع منها أكثر من 100 مليون نسخة .  ولكن على الرغم من نجاح هذه القصة في جميع أنحاء العالم فإن باقي أعماله لم تكن لتحظى بالتقدير كما حظيت قصة طرزان التي أنتج منها 24 رواية ترجمت إلى 30 لغة وشكلت الأكثر مبيعاً في تاريخ الرواية العالمية وحتى الآن . أما رواياته الخاصة في الخيال العلمي بما في ذلك "أميرة المريخ" التي أصبحت بعد عام 2012 فيلماً يحمل عنوان "جون كارتر" فقد استقطبت هي أيضا فيما بعد جمهوراً واسعاً من القراء احتل النصف الأول من القرن العشرين المنصرم ، ففي سؤال عن الكيفية التي جاء بها إلى الكتابة قال :" إن أفضل إجابة هي أنني كنت في حاجة الى المال عندما بدأت الكتابة في عمر  35 سنة بسبب فشلي في كل مشروع كنت أحاول العمل به " .  ولد إدغار رايس بوروس في شيكاغو عام 1875، وهو ابن أحد مالكي شركات  التقطير لإنتاج مشروب الويسكي حيث ينحدر من عائلة إنكليزية عريقة استوطنت أميركا وتم ارساله وهو طفل الى ايداهو حيث كانت الأسرة تملك مزرعة كبيرة للماشية لتجنب وباء الأنفلونزا وهناك تعلم كيفية ركوب الخيل واطلاق النار، لكنه راح يصادق القتلة واللصوص فقد كان يتوق للمغامرة حتى مع المحكومين من قبل الحكومة الفيدرالية والمشاغبين والمتمردين ولم يعمّر طويلا في الجيش بسبب مشاغباته وتمرده على قوانين الأكاديمية العسكرية فقد أقيل من قبل أكاديمية فيليبس المرموقة في ولاية ماساشوستس حيث عمل بعدها في وظائف جاءت مخيبة لكل آماله منها عامل في التنقيب عن الذهب ، حارس في السكك الحديدية ، محاسب ، مدير مكتب ، بائع مصابيح ، بائع للحلوى ، معالج للصلع والإدمان على الكحول فشل فيها جميها ، قال أنه تزوج حبيبة طفولته إيما هولبرت في عام 1900 ، حيث رزقا بطفلين وبسبب فشله في أعماله اضطر لرهن مجوهرات زوجته المفضلة من أجل شراء الطعام  وفي نهاية المطاف وجد بوروس وظيفة لبيع أقلام الرصاص ، وأثناء قراءته لمختلف المجلات خاصة التي تنشر قصص المغامرات أدرك أنه بإمكانه أن يكتب القصص فقدم لرئيس تحرير إحدى المجلات قصته الأولى "أميرة المريخ" حصل بموجبها على مبلغ 400 دولار ، لكن المجلة نفسها رفضت قصته الثانية وعادت لتنشر له "طرزان ملك القرود" قال عنها وقتها أنه لم يكن يعتقد بأنها قصة جيدة وشك كثيرا في نشرها حصل بموجبها عام 1912 على 700 دولار أي نحو 12850 دولاراً اليوم .
وعلى الرغم من ظهورها في تلك المجلة الشهيرة آنذاك إلا أن بعض الناشرين رفضوا إصدارها في كتاب وظلت مدة عامين لم يتمكن من نشرها حتى وافق أحد الناشرين على إصدارها لتتربع على أرفف المكتبات وتحوز على إعجاب أحد منتجي السينما لتصبح أول فيلم عن سيد الأدغال عام 1918 مكنه من الحصول على مليون دولار جعله هذا المبلغ الكبير ينسى أيام جوعه وتشرده انتقل بعدها إلى ولاية كاليفورنيا عام 1919 ليشتري مزرعة في شمال لوس أنجلوس أطلق عليها اسم تارزانا .وكان بوروز واحدا من أقدم الكتّاب الذين تناولوا هذا الفن من المغامرة حتى أصبحت شخصية طرزان عام 1931 ذات علامة تجارية خاصة وكبيرة نشر من خلالها  كتبه ومجلاته وأفلامه جمع من ورائها ثروة كبيرة اغدق معظمها على هوايته المحببة في تربية الخيول وحفلات الكوكتيل وشراء السيارات السريعة . . . الشيخ فلاح الجربا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق