ﻳﻘﺎﻝ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻤﺘﻮﻛﻞ ﻳﻮﻣﺎ ﻟﻠﺼﻴﺪ، ﻓﺮﻣﻰ ﻋﺼﻔﻮﺭﺍ ﻓﻠﻢ ﻳﺼﺒﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺧﻠﻔﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺍﺣﺴﻨﺖ ﻳﺎ ﻣﻮﻻﻱ، ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺑﻐﻀﺐ : ﺍﺗﻬﺰﺃ ﺑﻲ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ : ﻻ ﻳﺎ ﻣﻮﻻﻱ، ﻟﻘﺪ ﺍﺣﺴﻨﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﻭﻟﻢ ﺗﻘﺘﻠﻪ. ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﻛﻞ ﻣﻊ ﻭﺯﻳﺮﻩ ﺗﺸﺒﻪ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻤﻄﺒﻠﻴﻦ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻄﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﺔ ﻭﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮﻳﺔ نتحدث ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻄﺒﻠﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﻴﺪﻭﻥ ﺍﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ، ﻭﺗﺘﻮﺍﻓﺮ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻻ ﺗﺘﻮﺍﻓﺮ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻭﻫﻢ ﻳﻠﺘﻔﻮﻥ ﺣﻮﻝ ﺭﺅﺳﺎﺋﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﻠﺘﻒ ﺍﻷﻓﺎﻋﻲ ﺣﻮﻝ ﻓﺮﺍﺋﺴﻬﺎ ﻭﻳﺴﻴﻄﺮﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺄﺳﻠﺤﺘﻬﻢ ﺍﻟﻔﺘﺎﻛﺔ ﻣﻦ ﻏﺶ ﻭﺧﺪﺍﻉ ﻭﻛﺬﺏ ﻭﻧﻔﺎﻕ ﻭﺭﻳﺎﺀ، ﻭﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻗﻮﻯ ﺗﻀﺮﺏ ﺳﻴﺎﺟﺎ ﻗﻮﻳﺎ ﺣﻮﻝ ﺭﺅﺳﺎﺋﻬﻢ ﻓﻴﺤﻮﻟﻮﻥ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﺬ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺟﻬﻢ ﺇﻻ ﺑﺴﻠﻄﺎﻧﻬﻢ ﻫﻢ، ﻫﺆﻻﺀ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺮ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﻭﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮﻭﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﺣﻤﺎﺓ ﻟﺮﺅﺳﺎﺋﻬﻢ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻌﻴﻦ ﻋﻦ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺠﻴﻞ ﺑﺎﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﻬﻢ ﻭﻟﻴﺄﺗﻲ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻭﻳﺘﻜﺮﺭ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻳﻮ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﺑﻮﺟﻮﻩ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺘﻄﻮﻉ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻘﺬﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎﻓﻰ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﺍﻟﺤﻨﻴﻒ ﻓﺎﻟﻤﻄﺒﻠﻮﻥ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ؟ ﻧﻌﻢ ﻫﻢ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻮﻥ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﻷﻧﻬﻢ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻳﻘﻠﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻭﺩﺍﺋﻤﺎً ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺣﻞ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﻒ ! ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻤﻄﺒﻠﻴﻦ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺨﺪﻳﺮ للحكومة ﻭﻋﺪﻡ ﺣﺚ ﺍلحكومة ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻋﺔ ﺣﻞ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻣﺘﻰ ﻳﺼﻤﺖ ﺍﻟﻤﺘﺎﺟﺮﻭﻥ ؟ ﻧﻌﻢ ﺃﻋﻨﻴﻜﻢ ﺃﻧﺘﻢ ﻣﻤﻦ ﺗﺪّﻋﻮﻥ ﺣﻤﻠﻜﻢ ﻣﺸﺎﻋﻞ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻛﻔﻰ ﺿﺤﻜﺎً ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﺎﺫﺟﻴﻦ , ﻛﻔﻰ ﻣﻬﺎﻧﺔ ﻷﻧﻔﺴﻜﻢ ﻓﺄﻧﻜﻢ ﻣﺤﺎﺳﺒﻮﻥ، ﻣﺎﺫﺍ ﺳﺘﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻬﺎ ؟ ﺃﻧﻜﻢ ﻣﺮﻏﻤﻮﻥ , ﺃﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺭِﻗﺎﺑﻜﻢ ﻭﻧﺠﺎﺗﻜﻢ ﻓﻲ ﻗﻠﻤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺪﻫﻮﻥ . ﺃﻣﺎ ﺗﺪﺭﻭﻥ ﺃﻧﻜﻢ ﺣﻤﻘﻰ ، ﺑﻞ ﺍﻧﺘﻢ ﺩﺍﻋﺮﻭﻥ ﻣﺘﻰ ﺗﻨﺘﻬﻮﻥ ؟ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡٍ ﺗﺰﻛﻢُ ﺃﻧﻮﻓﻨﺎ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻣﺎ ﺗﻜﺘﺒﻮﻥ. ﺍﻣﺘﻄﻴﺘﻢ ﻋﺮﺷﻬﺎ ، ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺑﻼ ﺟﻼﻟﺔ ﺗﺸﻜﻲ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ . ﻣﺪﺣﺘﻢ ﺍﻟﺠﺮﺫ ﺣﺘﻰ ﻇﻦ ﺇﻧّﻪُ ﺃﺳﺪٌ ﺟﺴﻮﺭ، ﻓﺼﺎﺭ ﻣﻦ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻳﺴﺮﻕ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺗﺄﻛﻠﻮﻥ . ﺻﻴّﺮﺗﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻪ ﻣﻄﻴﺔ ﻭﺟﻌﻠﺘﻢ ﻟﻪ ﻗﺮﻭﻥ ، ﻳﺼﺎﺭﻉ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻛﻲ ﺗﺄﻛﻠﻮﻥ . ﺟﻤﻌﺘﻢ ﺣﺮﺍﻣﻬﺎ ﻭﺣﻼﻟﻬﺎ ، ﻭﺃﻣﺴﻴﺘﻢ ﺑﻨﻌﻤﺔ ﺃﺭﺑﺎﺑﻜﻢ ﺗُﺤﺪّﺛﻮﻥ . ﻣﺘﻰ ﺗﻨﺘﻬﻮﻥ .. ﺃﺳﻜﺘﻢ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﻋﻦ ﻗﻮﻝ ﺣﻖ ،ﻭﻭﺋﺪﺗﻢ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﻏﻤﺎﺩﻫﺎ، ﻭﻇﻠﻠﺘﻢ ﻭﺣﺪﻛﻢ ﺗﻨﻬﻘﻮﻥ .. ﻣﺘﻰ ﺗﺸﺒﻌﻮﻥ ؟ ﺃﻣﺎ ﺃﻏﻨﺘﻜﻢ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﻗﺎﺩﺗﻜﻢ ﻭﻣﺎ ﻳﻐﺪﻗﻮﻥ . ﺃﻣﺎ ﺁﻥ ﺍﻵﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻘﺮﺃﻭﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺟﻴّﺪﺍً ؟ ﺍﺻﺤﻮﺍ .. ﺃﻧﻜﻢ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2016 ، ﻭﻟﻰ ﺯﻣﻦ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ،ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻠﻬﻢ ،ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭ ﺁﻥ ﺁﻭﺍﻥ ﺇﻟﻘﺎﻣﻜﻢ ﺣﺠﺮﺍً ﻛﻲ ﺗﻨﺘﻬﻮﻥ ﺃﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺗﻠﻘﻤﻮﺍ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﺣﺠﺮﺍً ﺇﺫﺍ ﻋﻮﺕ ، ﺑﻞ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﺮﺳﻮﻥ . ﺳﻨﻴﻦ ﻭﺍﻋﻮﺍﻡ ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﺘﻮﺭﻋﻮﻥ ، ﻃﺮﻗﺎً ﻋﻠﻰً ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﻳﻦ ﺑﻼ ﻫﻮﺍﺩﺓ . ﻗﺪ ﺃﻳﻘﻨﺖُ ﺇﻥ ﻟﻬﻢ ﻧﺼﻴﺒﺎً ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ (ﻭَﺍﻟﺸُّﻌَﺮَﺍﺀ ﻳَﺘَّﺒِﻌُﻬُﻢُ ﺍﻟْﻐَﺎﻭُﻭﻥَ * ﺃَﻟَﻢْ ﺗَﺮَ ﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﻓِﻲ ﻛُﻞِّ ﻭَﺍﺩٍ ﻳَﻬِﻴﻤُﻮﻥَ * ﻭَﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﻳَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﻣَﺎ ﻟَﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ) ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻛُﺘّﺎﺏ ﻓﻜﺮ، ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻬﻢ ﻣﺎﻫﻢ ﺇﻟّﺎ ﻣﻬﺮﺟﻮﻥ . الشيخ فلاح الجربا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق