معركة الوعي ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ، ﻭﻓﻘﻂ ﻛﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻋﻠﻰ ﺑﺼﻴﺮﺓ، ﻭﻟﻴﺲ ﻛﻤﺼﺎﺩﺭﺓ ﺃﻭ ﺇﻗﺼﺎﺀ؛ ﻟﺴﺖُ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻋﻲ، ﻭﻟﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻮﻟﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻌﻮﻳﻠًﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴًّﺎ . ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺧُﻠﻘﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻻ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ، ﻟﻜﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺠﻬﺎ ﺍﻟﻮﻋﻲ؟ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ : ﻭﺣﺪﻩ ﺩﻭﻥ ﻗﻮﺓ ﺃﻳﻀًﺎ ﻻ .. ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺆﺛﺮ ﺑﺎﻟﻮﻋﻲ ﻭﺣﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻊ ﻗﻮﺓ، ﻓﺘﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ . ﺭﺑﻤﺎ ﺃﺗﻔﻖ ﻣﻊ ﻧﻴﺘﺸﻪ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﻼﻭﻗﺘﻴﺔ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻣﻌﺎﺻﺮﺓ ﻫﻲ ﺇﻣﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﻮﻟﻴﺴﻴﺔ . ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺫﺍﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﺳﻴﺎﺳﻲ، ﺷﺌﻨﺎ ﺃﻡ ﺃﺑﻴﻨﺎ، ﻣﻬﻤﺎ ﺑﺪﺕ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﻧﻈﺮﻳﺔ؛ ﻓﻠﻴﻜﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺑﺎﻟﺘﺼﺮﻳﺢ : ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻪ ﻛﻌﺎﻣﻞ ﺟﻮﻫﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺆﺭﺓ ﻗﻮﺓ ﺣﺴﺎﺳﺔ ﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻻﺕ، ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎﻋﺎﺕ ﺃﻭ ﺃﻫﻮﺍﺀ ﻣﺤﻀﺔ ﺃﻭ ﻣﺰﻳﺞ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻋﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺨﺪﺍﻉ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺗﺠﺘﺬﺏ ﺑﺆﺭﺓ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﺟﻨﺎﺡ ﻓﺎﻋﻞ ﻣﻨﻬﺎ . ﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ ﺃﻧﻚ ﻻﺣﻈﺖ - ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ - ﺃﻥ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﻗﺪ ﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﺓ، ﻭﺃﻥ ﺗﺤﻘﻘﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺮًﺍ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴًّﺎ ﺣﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻠﻬﻤﻴﻦ . ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﺇﺫﻥ . ﻭﻻ ﻫﻲ ﺧﻄﺎﺏ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺳﻴﺤﻘﻖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻮﻻﻫﺎ ﻟﻤﺎ ﺗﺤﻘﻘﺖ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺼﻠﺒﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴِّﺮ ﻣﺠﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ، ﻭﻫﻲ ﻗﺎﻧﻮﻧﻬﺎ ﻭﻧﺎﻣﻮﺳﻬﺎ ﻭﺳﻨﺘﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺘﻠﺨﺺ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺍﻟﺴﺎﺫﺟﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻓﺢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﻧﻈﺮﻳًّﺎ ﻟﻼﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻇﻠﻮﺍ ﺧﺎﺿﻌﻴﻦ ﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﺤﺼﺮ : ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺗﺤﻜﻢ، ﻻ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ، ﺍﻟﻔﻠﻮﺱ ﺃﻫﻢ ﺷﻲﺀ، ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻳﺤﺒﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻗﻠﺔ، ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﺍﻷﻳﺪﻭﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﺗﻌﺎﻧﺪﻫﺎ ﺃﻭ ﺗﻮﻇﻔﻬﺎ ﺧﻄﺄ ﺗﺴﻘﻂ . ﻛﺬﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻛﺎﺋﻨﺔ، ﺑﻘﻄﻊ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ . ﺍﻷﻳﺪﻭﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺆﺛﺮﺓ - ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺒُﻌﺪ ﻏﻴﺒﻲ - ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻟﺘﻜﻴﻴﻔﻬﺎ ﻗﻴﻤﻴًّﺎ ﺃﻭ ﺍﺣﺘﻮﺍﺋﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻣﺎ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﺴﻌﻲ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮﻫﺎ ﻛﻠﻴًّﺎ، ﺇﻻ ﺇﻥ ﺗﺨﻠﺖ ﻋﻦ ﻋﻘﻼﻧﻴﺘﻬﺎ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﺃﻳﺪﻭﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﺿﺒﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﻬﺪﻑ، ﺃﻭ ﺧﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ، ﺃﻭ ﻳﻮﺗﻮﺑﻴﺎ، ﺃﻭ ﺧﺮﺍﻓﺔ . ﺇﺫﻥ .. ﻟﺴﺖ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺑﻘﻀﻴﺔ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﻗﻮﺓ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ، ﻭﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﺰﻣﺎﺕ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺈﺻﻼﺡ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺃﺻﻠًﺎ، ﻷﻧﻬﺎ ﺇﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮﺡ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ - ﺧﻴﺎﻟًﺎ ﺃﻭ ﺗﺠﺮﻳﺪًﺍ - ﺑﺎﻟﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻟﺨﺪﻣﺔ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ، ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻨﺠﺬﺑﺔ ﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺑﺮﺟﻤﺎﺗﻴﺔ . ﺍﻟﻘﻮﺓ - ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺗﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺗﻴﻦ ﺳﺎﺑﻘًﺎ - ﻗﺪ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻮﻋﻲ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻣﻊ . ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺄﺩﻭﺍﺕ ﻻ ﺗﻤﻠﻜﻬﺎ ﺃﻧﺖ ﻏﺎﻟﺒًﺎ، ﺃﻭ ﻻ ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻚ ﻧﻈﺎﻣﻚ ﺍﻟﻘﻴﻤﻲ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ . ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﺃﻭ ﺗﻐﺎﺩﺭﻧﺎ ﻭﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ . ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻬﻠًﺎ . ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﻘﺮﺃ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻋﻲ .. ﻣﺎ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﻮﻋﻲ؟ ﻭﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﻌﻴَﻪ؟ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻟﻠﻮﻋﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ( ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ) ، ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﻤﻮﻗﻊ؛ ﻣﻮﻗﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ ﻋﻮﺍﻟﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﺩﻭﺍﺋﺮ ﺗﺄﺛﺮﻫﺎ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ . ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ .. ﻫﻞ ﻧﺤﻦ ﻭﺍﻋﻮﻥ ﺑﺄﻧﻔﺴﻨﺎ ﺣﻘًّﺎ؟ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺁﺧﺮ ﺇﺣﺼﺎﺀﺍﺕ ﻣﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﺃﻭ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺗﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﺪ ﻭﺍﻟﻮﻓﻴﺎﺕ، ﺃﻭ ﺗﺮﺗﻴﺒﻨﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻘﻮﻗﻲ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻣﺎ، ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﺍﺩﻳﻜﺎﻟﻴﻴﻦ ﺇﻗﻨﺎﻋﻨﺎ . ﻫﺬﺍ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻲ، ﻻ ﻳﻤﺜﻞ ﻭﻋﻴًﺎ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻗﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﻤﺜﻞ ﺭﺻﺪًﺍ -ﻣﻌﺰﻭﻟًﺎ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺒﺒﻲ - ﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻇﺮﻑ ﺯﻣﻨﻲ ﺗﺤﻴﺎﻩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻔﺲ . ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﺗﻨﺸﺄ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻨﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺇﻻ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ، ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺳﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻮﺍﻣﻪ ﻗﺪ ﺗﺮﺳﺨﺖ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﺟﺘﻴﺎﺡ ﺍﻟﺘﺘﺮﻱ ﻟﻌﻘﺮ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺜّﻞ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﻭ ﺑﺄﺧﺮﻯ ﺍﻹﻳﻘﺎﻑ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻓﻈﻬﺮﺕ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﻨﻈﻮﻣﺎﺕ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗﺨﻠﻠﺖ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻘَﺪﻳًّﺎ ﻭﺗﺸﺮﻳﻌﻴًّﺎ ﻭﺃﺧﻼﻗﻴًّﺎ ﻭﻏﻴّﺮﺕ ﻛﺜﻴﺮًﺍ، ﻭﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻕ؛ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻟﻤﻪ، ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﻋﺼﻴﺔ - ﻭﻟﻮ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻧﺴﺒﻴﺔ - ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻻﻧﺴﻼﺥ ﺍﻟﻘﻴﻤﻲ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺏ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻔﻮﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻷﻣﻮﻱ، ﻣﻤﺎ ﺃﺣﺪﺙ ﻧﻮﻋًﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ . ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟﻤﺪﻭِّﻱ ﻣﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻧﺘﻈﺮ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﻔﺞّ ﻣﻊ ﺻﺪﻣﺔ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺎﺣﺒﺖ ﺑﻮﺍﻛﻴﺮ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﻟﻠﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﻤﺼﺮ، ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻐﺾ ﻭﺍﻹﻋﺠﺎﺏ، ﺑﺤﻀﻮﺭﻩ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻄﺎﻏﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﺑﻞ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺘﻀﻌﺔ ﻻ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﻌﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ . ﻓﺒﺪﺃ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻛﻲ ﻳﺤﺪﺩ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻟﻤﻠﺘﺒﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ . ﻧﺤﻦ ﻧﺤﻦ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻟﺴﻨﺎ ﺍﻵﺧﺮ . ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺇﺟﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺌﻠﺘﻪ، ﺑﺪﺃ ﻳﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺗﺎﺭﺓ - ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺃﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ - ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻵﺧﺮ ﺗﺎﺭﺓ، ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﺮﻓﺎﻩ ﻭﺃﻱ ﻗﻴﻢ ﻛﻮﻧﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﻘﻖ ﻟﻪ ﻫﻮﻳﺔ، ﺧﺎﺻﺔ، ﺃﻭ ﻋﺎﻣﺔ، ﺃﻭ ﻣﺨﺘﻠﻄﺔ ﺍﻧﺘﻘﺎﺀً ﺃﻭ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﻘﺴﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ . ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻗﺎﺩﻧﺎ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻟﺴﺒﺮ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻖ، ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ - ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ - ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﺩﺗﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ . ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﺣﻮﻝ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻭﺍﻵﺧﺮ، ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻭﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ، ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻨﺎ، ﺑﻘﻄﻊ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﻳﺎﺕ، ﻭﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﺮﺍﺩﻳﻜﺎﻟﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺠﺪﻳﺔ؟ ﻣﺎ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻋﻤﺮﻳﺔ ﻣﺎ، ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﺃﻭﻟًﺎ، ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻨﻄﻠﻘﺎﺗﻪ، ﻭﻣﺤﺪﺩﺍﺗﻪ، ﻭﻏﺎﻳﺎﺗﻪ، ﻛﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻨﺸﺮ ﻭﻋﻴًﺎ ﺑﻪ ﻭﺑﻮﺳﺎﺋﻠﻪ؟ ﻫﻞ ﻻﺣﻈﺖ - ﻣﺜﻠﻲ- ﺃﻥ ﻋﺪﻳﺪًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻤﺒﺮﺯﻳﻦ، ﻗﺪ ﻳﻤﺎﺭﺳﻮﻥ ﺃﺷﺪ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺪﻭﻏﻤﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﻭﺍﻟﺘﻬﺎﺗﺮ ﺣﻴﻦ ﻳﻨﺰﻟﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻼﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻛﻔﻌﻞ ﻳﻮﻣﻲ - ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺭﺑﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﻋﺒّﺮ ﺍﻟﺘﺮﻳﻜﻲ- ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ؟ ﻫﻞ ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻴﻠﺴﻮﻓًﺎ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻛﺮﺩَّﺍﺡ ﻳﻘﻄﻊ ﺛﻴﺎﺏ ﺯﻣﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﺭﺓ ﺷﻌﺒﻴﺔ؟، ﻫﻞ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻔﻜﺮًﺍ ﻳﻨﻈِّﺮ ﻟﻤﺠﺮﻡ ﺣﺮﺏ ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻭﺍﻟﺨﻼﺹ؟ ﻫﻞ ﺭﺃﻳﺖ ﺩﻳﻨﻴّﺎ ﺗﺤﻮﻝ ﻟﺘﺎﺟﺮ ﺷﻨﻄﺔ ﻭﻋﺮَّﺍﺏ ﺑﺎﺋﺲ ﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺷﺎﺫﺓ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﻛﻞ ﻗﻴﻤﺔ ﻭﺧُﻠﻖ؟ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺫﻥ، ﻣﺎﺩﺍﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻏﺎﺋﺒًﺎ . ﺍﻟﻮﻋﻲ؟ ﺑﺎﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺃﻡ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ؟ ﺃﻳﻬﻤﺎ ﺳﺎﺑﻖ ﻭﺃﻳﻬﻤﺎ ﻻﺣﻖ؟ ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ، ﺛﻢ ﺗﻐﺪﻭ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ . ﻳﺘﻢ ( ﺃﻛﻠﻤﺘﻬﺎ ) ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺭﻛﻮﻥ -ﺍﻟﻐﺎﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ- ﻳﻮﻣًﺎ . ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺗﺼﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻷﻧﻨﺎ ﻗﺼﺮَّﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻧﻈﺮﻳًّﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺗﺼﻴﺮ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻷﻧﻨﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺃﺭﺩﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﺠﻌﻠﻬﺎ ﻧﻈﺮﻳﺔ، ﺑﺪﻟًﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ﻭﺍﻗﻌﻴًّﺎ . ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﺇﻻ ﺣﺠﺎﺑًﺎ ﻳﺴﺘﺮ ﺫﻟﻚ . ﻓﻠﻨﺤﺎﺭﺏ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻛﻲ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﺎ ﺻﺤﺎﺏ . ﻳﺒﺪﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺮﻳﺤًﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ : الشيخ فلاح الجربا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق