ﺍَﻟﺨﻄﺎﺏُ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭُ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻨﺎﻉ ﺍﻟﻨّﺎﺱ، ﺧﻄﺎﺏٌ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺷﺤﺬ ﺍﻟﺴّﻴﻒ ﻭﺗﺄﺟﻴﺞ ﺍﻟﻌﻨﻒ، ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻠﻨﺴﻮﺓ، ﻭﻻ ﺑﺄﺯﻻﻡ ﺧﻨﻮﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻧﺼﺎﺏ ﺧﻀﻮﻋﻬﻢ، ﺇﻧّﻤﺎ ﻫﻮ ﺧﻄﺎﺏٌ ﻳﺮﺍﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺎﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻳﺮﺗﻬﻦ ﻟﻪ، ﻭﻳﻌﻮّﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺠّﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻹﺫﻋﺎﻥ . ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻗﻨﺎﻉ ﻭﺍﻟﻘﺎﺑﻞ ﻟﻼﻗﺘﻨﺎﻉ، ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘّﺤﺮﻳﺾ، ﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻮﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﺠﻴﺪ ﺃﻭ ﺍﻹﺛﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺼﻌﻴﺪ، ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺒّﺮﺍﺕ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺃﻭ ﻛﺎﺗﻤﺎﺗﻪ، ﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﻣﻴﻠﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺃﻭ ﻛﺘﺎﺋﺒﻬﺎ، ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻬﻴﻴﺞ ﻭﺍﻟﻬﻴﺠﺎﻥ، ﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﺍﻟﺴﺠّﺎﻥ، ﻭﻓﻮﻕ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ ﻓﻬﻮ ﺧﻄﺎﺏٌ، ﻻ ﻳﻐﻀﺐ ﺣﺎﻣﻠﻪ ﻛﻠّﻤﺎ ﺃﻋﺠﺰﻩ ﺍﻹﻗﻨﺎﻉ ﻭﺍﻧﻔﺾّ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﺍﻷﺗﺒﺎﻉ، ﺇﻧّﻪ ﺧﻄﺎﺏ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻓﻘﻂ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ، ﻭﻳﺤﺘﺮﻡ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺤﺮّ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ، ﻭﻳﻮﻗﻦ ﺑﺄﻥّ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻟﻴﺤﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﻫﻲ ﺛﻤﺮﺓ ﻧﻘﺎﺵ ﻋﻤﻮﻣﻲّ ﻭﺗﻮﺍﻓﻖ ﻋﻘﻼﻧﻲّ . ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻗﻨﺎﻉ ﻻ ﻳﺮﺍﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﻭﺍﻟﺘﺨﻮﻳﻒ، ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘّﺮﻏﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥّ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ، ﻫﻲ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣُﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻳﺘﺤﻜّﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻢ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻴﺔ ﻭﻳﺤﺘﻜﻤﻮﻥ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﻭﻟﻠﻨﻔﺲ ﺍﻟﻌﺎﻗﻠﺔ، ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲّ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻲّ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲّ ﻟﻠﺰّﻣﻦ ﻭﻟﻠﺰّﻣﺎﻥ . ﺇﻥّ ﻣُﺴﻠّﻤﺎﺕ ﺃﻭﻗﻠﻴﺪﺱ، ﻭﻫﻲ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﻭﺍﻻﺗّﻔﺎﻕ، ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﺎﻓّﺔ ﺑﻜﻞّ ﺍﻟﻴﺴﺮ ﻭﺍﻟﻤﺮﻭﻧﺔ، ﻭﻟﻢ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﺮﻋﻮﻧﺔ، ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺣﻴﻦ ﺭﺍﻫﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺤﺮّ ﻟﻌﻘﻮﻝ ﺣﺮّﺓ ﻭﻟﺒﺸﺮ ﺃﺣﺮﺍﺭ . ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺒﻮﺳﻌﻨﺎ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ، ﻫﻞ ﻓﺮﺿﻴﺎﺕ ﻫﻴﻜﻞ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭﻋُﺬﺭﻳﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﻭﺧﻠﻮﺩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻌﺪ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ، ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻗﻨﺎﻉ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮّﻏﺒﺔ، ﻭﺍﻟﻮﻋﺪ ﻭﺍﻟﻮﻋﻴﺪ، ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ... ؟ ﻫﻞ ﻳﻤﻠﻚ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻨﺎﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﺤﻨﻮﻫﻢ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮّﻫﺒﺔ ﻭﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ؟ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﺤُﺠﺞ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲّ، ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺤُﺠﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻨﺠﺪ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻻ ﺣُﺠّﺔ ﻟﻪ، ﻭﺍﻟﺪّﻟﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻬﺮﻩ ﻛﻞّ ﻣﻦ ﻳﻌﻮﺯﻩ ﺍﻟﺪّﻟﻴﻞ، ﺇﻧّﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ، ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ، ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﻴﺎﻥ ﺑﻼ ﺑُﺮﻫﺎﻥ ﻭﺳﺠﺎﻝ ﺑﻼ ﺭﻫﺎﻥ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺤﻴﻦ ﻳﺴﺘﻌﻴﻦ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ، ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﺪّﻭﻟﺔ، ﻭﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، ﺑﺎﻟﺤﺠﺞ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ، ﺍﻟﺪّﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲّ، ﺗﺒﺮﻫﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻭﺍﺣﺪ : ﺃﻧّﻬﺎ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻗﻨﺎﻉ، ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻋﺎﺟﺰﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ، ﻭﺣﻴﻦ ﺗﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮﺍﻋﻴﻪ، ﺃﻣﺎﻡ ﺗﻀﺎﺭﺏ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻭﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻧﺼﻴﺐ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﻨﻊ، ﺳﻮﻯ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﻮﺭﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﻭﺍﻟﻬﻴﺠﺎﻥ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﻨﻔﻊ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﺃﺑﺪﺍً ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪّﻭﻟﺔ . ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻫﻲ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺸﻮﺍ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﻭﻳﺸﺘﺮﻛﻮﺍ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲّ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﻟﻠﻔﺼﻞ ﺃﻭ ﻏﻴﺘﻮﻫﺎﺕ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﻟﻠﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺗﻘﻨﻌﻬﺎ ﺑﺎﻻﻧﺪﻣﺎﺝ، ﻓﻠﻌﻞّ ﻣﺎ ﻳُﻤﻴﺰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، ﺃﻧّﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎً، ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻨﻊ ﻭﻳﻘﺘﻨﻊ، ﻳﺪﻝّ ﻭﻳﺴﺘﺪﻝّ، ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺧﻄﺎﺑﺎ ﻳﺘﻮﺟّﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻌﺎﻗﻠﺔ ﻣﻦ ﻛﻞّ ﺇﻧﺴﺎﻥ. ﺃﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻣﺎ ﻓﻬﻤﻪ ﻭﻗﺼﺪﻩ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ، ﺣﻴﻦ ﺃﻭﻛﻞ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﺍﻟﻌﺎﻗﻠﺔ؟ ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻮّﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﺨﻴّﻞ، ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ، ﻭﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ، ﻓﺈﻧّﻪ، ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻔﻬﻤﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺃﻭ ﺗﺤﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡّ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡّ، ﻓﺈﻧّﻪ ﺧﻄﺎﺏٌ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺗﺒﺪﻳﺪ ﻧﺒﻠﻬﺎ ﻭﻣُﻤﻜﻨﺎﺗﻬﺎ . ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻫﻲ ﻓﻦّ ﺍﻹﻗﻨﺎﻉ ﻭﺍﻻﻗﺘﻨﺎﻉ، ﺇﻧّﻬﺎ ﺗﻤﺮﻳﻦ ﻭﺗﻤﺮّﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜّﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺰ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻴﺔ ﻭﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ، ﺇﻧّﻬﺎ ﻓﻦّ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻲّ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣّﺔ، ﺑﻤﺎ ﻳﻌﻨﻴﻪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺮّﺭ ﺍﻟﺪّﺍﺋﻢ ﻣﻦ ﺃﻱّ ﺗﻤﺮﻛﺰ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺬﺍﺕ، ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ، ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮﻳﺔ، ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻘﻴﺔ، ﻭﺣﻮﻝ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺘﺤﺮّﺭ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻦ ﻛﻞّ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀ ﺃﻭ ﻭﻻﺀ ﺃﻭ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﻘﺪّﺳﺔ ﺃﻭ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﺃﻭ ﻣﺘﻌﺎﻟﻴﺔ، ﺇﻧّﻬﺎ ﻓﻦّ ﺍﻹﻗﻨﺎﻉ ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ، ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺣﻮﻝ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ، ﻓﻲ ﻛﻞّ ﻟﺤﻈﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﻓﻲ ﻛﻠﺬ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞّ ﻳﻮﻡ ﺟﺪﻳﺪ .. ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻳﻜﻤﻦ ﻧﺒﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺭﻏﻢ ﺟﺤﻮﺩ ﺍﻟﺠﺎﺣﺪﻳﻦ . الشيخ فلاح الجربا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق