وأما بلاد الصين فهي كبيرة، وملوكها أهل عدل وإنصاف وهم أكثر من أهل الهند أضعافاً مضاعفة وفي أرضهم نِعَمٌ كثيرةٌ، ولهم أنواع من الصنائع لا يهتدي إليها غيرهم كالفخار الصيني، والديباج، وغير ذلك.
وهم يعبدون الأصنام كأهل الهند لا يأكلون الحيوان، (ولا ما يخرج من الحيوان) كاللبن والعسل، ويحرّمون على المسلمين ذبح البقر ويُبيحون لهم ما سوى ذلك، وإذا مرض منهم أحد يُعطي القصّاب مالاً بقدر ما يرضيه أياماً، ويقول: أعتق الحيوان من الذبح أيّاماً معدودة على قدر ما يرضيه، وإذا مات بينهم غريبٌ وله أحمال من الأموال لا يتعرّضون لتركته، ولا لشي من ماله وأولاده ونسائه، ويحترمون التجار من المسلمين غاية الاحترام، ولا يؤخذ منهم أعشار ( في بيع وشراء) ولا مكس. فياليت ملوك المسلمين اقتدوا بمثل هذه السياسة الحسنة، فهم كانوا أحقّ بها ولكنّ ذلك للحكمة الإلهيّة. الشيخ فلاح الجربا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق