ﻭﺍﻣﻌﺘﺼﻤﺎﻩ، ﻗﺼﺔ ﺗﺮﻭﻱ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﺰﺓ ﻭ ﻗﻮﺓ ﻭ ﻫﻴﺒﺔ ... ﺗﻘﻮﻝ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻗﺪﻡ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺼﻢ ﻧﺎﻗﻼ ﻟﻪ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺷﺎﻫﺪﻫﺎ ﻗﺎﺋﻼ : ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﻛﻨﺖ ﺑﻌﻤﻮﺭﻳﺔ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻣﻬﻴﺒﺔ ﺟﻠﻴﻠﺔ ﺗﺴﺤﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻓﺼﺎﺣﺖ ﻓﻲ ﻟﻬﻔﺔ : ﻭﺍﻣﻌﺘﺼﻤﺎﻩ ﻭﺍﻣﻌﺘﺼﻤﺎﻩ . ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺍﻟﻤﻌﺘﺼﻢ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻴﺮ ﻋﻤﻮﺭﻳﺔ ﻗﺎﺋﻼ ﻟﻪ: ﻣﻦ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻛﻠﺐ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﻤﺮﺃﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﺇﻻ ﺃﺗﻴﺘﻚ ﺑﺠﻴﺶ ﺑﺪﺍﻳﺘﻪ ﻋﻨﺪﻙ ﻭﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﻋﻨﺪﻱ . ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﺠﺐ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﺮﻭﻣﻲ ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﺍﻟﻤﻌﺘﺼﻢ ﺑﺠﻴﺸﻪ ﻟﻴﺴﺘﻌﺪ ﻟﻤﺤﺎﺻﺮﺓ ﻋﻤﻮﺭﻳﺔ . ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ ﺃﻥ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﻣﻤﻦ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺃﺳﺮ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻗﺎﻟﺖ: ﻭﺍﻣﻌﺘﺼﻤﺎﻩ، ﻓﻨُﻘﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻗَﺪَﺡ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﺏ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ، ﻓﻮﺿﻌﻪ، ﻭﻧﺎﺩﻯ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﺤﺮﺏ . ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﻓﻴﻪ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻣﺎﺭ ﺑﺎﻟﺴﻮﻕ ﻓﺮﺃﻯ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﺵ ﺑﻬﺎ ﻭﺃﻣﺴﻚ ﺑﻄﺮﻑ ﺟﻠﺒﺎﺑﻬﺎ ﻓﺼﺮﺧﺖ ﻭﺍﻣﻌﺘﺼﻤﺎﻩ ﻓﺴﻤﻊ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﻌﺘﺼﻢ ﻓﺒﻠﻐﻮﻩ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﺘﺠﻬﻴﺰ ﺟﻴﺶ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﺤﺮﺏ. ﻭﺧﺮﺝ ﺍﻟﻤﻌﺘﺼﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺟﻴﺶ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﺟﻬّﺰﻩ ﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﺪّﻩ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺍﻟﻤﺆﻥ ﻭﺁﻻﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺤﺼﺎﺭ، ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺜﻐﻮﺭ، ﻭﺩﻣّﺮﺕ ﺟﻴﻮﺷﻪ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻧﻘﺮﺓ ﺛﻢ ﺍﺗﺠﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﻟﻰ 223 ﻫـ ﺃﺑﺮﻳﻞ 838 ﻡ ﻭﺿﺮﺏ ﺣﺼﺎﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻴﻌﺔ ﺩﺍﻡ ﻧﺼﻒ ﻋﺎﻡ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً، ﺫﺍﻗﺖ ﺧﻼﻟﻪ ﺍﻷﻫﻮﺍﻝ ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﺴﻠﻤﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﺩﺧﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ 17 ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺳﻨﺔ 223 ﻫـ == 13 ﺃﻏﺴﻄﺲ 838ﻡ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗُﺘﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺛﻼﺛﻮﻥ ﺃﻟﻔﺎ، ﻭﻏﻨﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻏﻨﺎﺋﻢ ﻋﻈﻴﻤﺔ، ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺼﻢ ﺑﻬﺪﻡ ﺃﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻴﻌﺔ ﻭﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺻﺪﺍﻩ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺧﺼّﻪ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺑﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺪﺡ . ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻧﻈﻤﻪ ﺃﺑﻮ ﺗﻤﺎﻡ ﻓﻲ ﺑﺎﺋﻴﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﺓ ﻣﺎﺩﺣﺎً ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺣﻘﻖ ﻧﺼﺮﺍ : ﺍﻟﺴﻴﻒ ﺃﺻﺪﻕ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﺣﺪﻩ ﺍﻟﺤﺪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺪ ﻭﺍﻟﻠﻌﺐ ﺑﻴﺾ ﺍﻟﺼﻔﺎﺋﺢ ﻻ ﺳﻮﺩ ﺍﻟﺼﺤﺎﺋﻒ ﻓﻲ ﻣﺘﻮﻧﻬﻦ ﺟﻼﺀ ﺍﻟﺸﻚ ﻭﺍﻟﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺷﻬﺐ ﺍﻷﺭﻣﺎﺡ ﻻﻣﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻤﻴﺴﻴﻦ، ﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺍﻟﺸﻬﺐ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ؟ ﺑﻞ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻭﻣﺎ ﺻﺎﻏﻮﻩ ﻣﻦ ﺯﺧﺮﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﻛﺬﺏ ﻳﺎ ﻳﻮﻡ ﻭﻗﻌﺔ ﻋﻤﻮﺭﻳﺔ ﺍﻧﺼﺮﻓﺖ ﻋﻨﻚ ﺍﻟﻤﻨﻰ ﺣﻔﻼ ﻣﻌﺴﻮﻟﺔ ﺍﻟﺤﻠﺐ ﻟﻘﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﻨﺎﺭ ﻳﻮﻣﺎ ﺫﻟﻴﻞ ﺍﻟﺼﺨﺮ ﻭﺍﻟﺨﺸﺐ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﺑﻬﺎ ﺑﻬﻴﻢ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻫﻮ ﺿﺤﻰ ﻳﺸﻠﻪ ﻭﺳﻄﻬﺎ ﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻬﺐ ﺣﺘﻰ ﻛﺄﻥ ﺟﻼﺑﻴﺐ ﺍﻟﺪﺟﻰ ﺭﻏﺒﺖ ﻋﻦ ﻟﻮﻧﻬﺎ , ﺃﻭ ﻛﺄﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻟﻢ ﺗﻐﺐ ﺿﻮﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺀ ﻋﺎﻛﻔﺔ ﻭﻇﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﺩﺧﺎﻥ ﻓﻲ ﺿﺤﻰ ﺷﺤﺐ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻔﺘﻮﺡ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﻧﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺃﻭ ﻧﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺐِ ﻓﺘْﺢٌ ﺗﻔﺘّﺢ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﻪ ﻭﺗﺒﺮﺯ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺃﺛﻮﺍﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘُﺸُﺐ ﺃﺑﻘﻴﺖ ﺟﺪ ﺑﻨﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺻَﻌَﺪ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﻲ ﺻَﺒَﺐ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﻣﻌﺘﺼﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻨﺘﻘﻢ ﻟﻠﻪ ﻣﺮﺗﻘﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺮﺗﻐﺐ ﻟﺒﻴّﺖ ﺻﻮﺗًﺎ ﺯِﺑَﻄﺮﻳًﺎ ﻫَﺮَﻗْﺖَ ﻟَﻪُ ﻛَﺄْﺱَ ﺍﻟْﻜَﺮَﻯ ﻭَﺭُﺿَﺎﺏَ ﺍﻟْﺨُﺮّﺩِ ﺍﻟْﻌُﺮُﺏ . الشيخ فلاح الجربا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق