دينغ شياوبينغ حول أمة مليارية ضعيفة، جاهلة فقيرة تشتري قمحها من الخارج، مكتفية على ذاتها سياسيًا غير مؤثرة في محيطها الأسيوي. إلى أمة عظيمة يتطلع إليها العالم، وينظر إليها بعين الاحترام قبل عين الخوف.
لذلك كان الزعيم دينغ إصلاحيًا, واسع الإطلاع, لديه الحكمة الصينية العظيمة
يمكن تلخيص ما قام به الزعيم دينغ بجملة واحدة، نهضة شاملة ؟ لقد قاد دينغ ما يسمى الاشتراكية ذو الخصائص الصينية اي نضام سياسي اشتراكي باقتصاد رأس مالي حر و يمكن أن يُوصف بأنه (أوسع عملية شهدها التاريخ لخروج البشر من الفقر إلى الطبقة الوسطى ومن الجهل الى العلم )؛ إذ ارتفع متوسط دخل الفرد في الصين من 105 دولار أمريكي في عام 1979، ليصل إلى أكثر من 6 آلاف دولار في عام 2012. وخلال الفترة المذكورة، يقدر أن أكثر من 350 مليون صيني انتقلوا من معدلات دخل تُصنف على أنها تحت خط الفقر لينضموا إلى الطبقة الوسطى (أي بمتوسط دخل سنوي للفرد لا يقل عن 9 آلاف دولار)».
حتى أصبح دينغ مُلهم الصين، حيًا وميتًا، حديث الرؤساء الصينين من بعده، ينتظر العالم نبوءته التي تتم عام 2028، لتصبح الصين القوى الأولى اقتصاديًا وسياسيًا في العالم.
فمنذ أن واجهت الصين فشل كل المبادرات والمحاولات، التي أقامها سلفة «ماو تسي تونغ»، كزعيم للحزب الشيوعي لتقدم الصين، مثل الثورة الثقافية، ومشروع القفزة الكُبرى إلى الأمام، ومات الرجل، والصين ـ كما هي ـ تنين نائم. تقلد دينغ شياو بينغ السلطة، بعد إطاحته بسلفه عام 1978، برؤيه لتبني اقتصاد سوق يتماشي – ولو نسبيًا – مع الاشتراكية الصينية، مع حزمة بسيطة من الإصلاحات السياسية، وحزمة أبسط من الحريات.
تبنى فكرة بُني عليها كل شىء نعرفه عن الصين الآن: «حيث لا يوجد أي نظام اقتصادي صالح للصين، دون أن يحقق مستوى نمو مثل الدول الرأسمالية».
فقبل كل شيء، بدأ في إصلاح التعليم؛ إذ الأولوية المُطلقة للإنفاق عليه، وإحياء حقيقي للبحث العلمي. فكان القرض الأول الذي حصلت عليه الصين من البنك الدولي في السبعينات موجه بأكمله لإصلاح التعليم، وأسرع من عمليات ابتعاث طلاب الصين إلى الدول المتقدمة.
قام بإصلاحات اقتصادية مهمة، لتجعل ثلث الإنتاج في الصين الآن من استثمار خارجي من تطبيق ضرائب عادلة، وسياسة التسهيل للمستثمرين وجعل أجور العمال تنافسية، وخلق طبقة متوسط عريضة من الشعب، وإنشاء المدن الاقتصادية الخاصة، وغيره.
فالرجل وبسبب سياسته الناجحة تغيرت الصين من مجتمع زراعي إلى مجتمع صناعي، وزراعي مُتقدم واصبحت الصين قاطرة الاقتصاد العالمي حيث الناتج القومي بلغ 9 ترليون ويتوقع عام 2028 يصبح الناتج 32 ترليون دولار
حكمة دينغ بصُرت أن الصين ليست مُهيأة، الآن، ولا فى الأجل المتوسط، لتجربة ديمقراطية، على غرار الدول الغربية. فرأى سياسة محدودة التغيير، حيث الاحترافية السياسية بعملية حازمة لاختيار القيادات السياسية والتنفيذية، أقرب إلى ما يسمي بالتكنوقراط، هذه السياسة أفرزت إصلاحي كرئيس وزاراء و والتحرر البسيط في الحريات سمحت بانتقاد الفساد، وقصور الخدمات في وسائل الإعلام المحلية. الشيخ فلاح الجربا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق