السبت، 19 نوفمبر 2016

الامبراطور نيرون و" حريق روما الكبير "

ﺣﺮﻳﻖ ﺭﻭﻣﺎ ﺣﺮﻳﻖ ﺭﻭﻣﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﻗﻊ ﺳﻨﺔ 64 ﻣﻴﻼﺩﻳﺔ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻧﻴﺮﻭﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺤﺘﺮﻕ، ﻭ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻭ ﺩﻣﺮ ﻧﺼﻒ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﺣﻴﺚ ﺃﻋﺮﺏ ﻧﻴﺮﻭﻥ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﻋﻦ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﺑﺎﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺀ ﺭﻭﻣﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ . ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺮﻙ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻳﻜﺜﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻤﺘﻠﺌﺔ ﺑﺒﻀﺎﻋﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﺍﻻﺷﺘﻌﺎﻝ . ﺍﻣﺘﺪﺕ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﻭ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻣﺸﺘﻌﻠﺔ ﺃﺳﺒﻮﻋﺎ ﻭ ﺃﻟﺘﻬﻤﺖ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ . ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻘﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﺠﻬﻮﻟﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻨﻔﺬﻭﻥ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺇﻟﻴﻬﻢ. ﻭ ﻣﺎ ﺃﻥ ﻫﺪﺃﺕ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﺣﺘﻰ ﺍﺷﺘﻌﻠﺖ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺗﻴﺠﻠﻴﻨﺲ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﻭ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ. ﻭ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﻛﺎﻥ ﺛُﻠﺜﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺭﻭﻣﺎ ﻗﺪ ﺗﺤﻮّﻝ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻘﺎﺽ . ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺍﺷﺘﻌﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﺫﻫﺐ ﻧﻴﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﻣﺎ ﻟﻴﻌﺎﻳﻦ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺳﻌﺎﺩﺗﻪ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻠّﻬﺐ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﻧﻴﺮﻭﻥ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻓﻰ ﺑﺮﺝ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﻨﻈﺮ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﻭ ﺑﻴﺪﻩ ﺁﻟﺔ ﻋﺰﻑ ﻭ ﻳﻐﻨﻰ ﺃﺷﻌﺎﺭ ﻫﻮﻣﻴﺮﻭﺱ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺼﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺮﻳﻖ ﻃﺮﻭﺍﺩﺓ . ﻭ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ، ﺳﺮﻯ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮ ﺑﺈﺷﻌﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ، ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻊ ﺇﺧﻤﺎﺩﻫﺎ . ﻭ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺴﺮﻋﺔ، ﻭ ﺗﻬﺎﻣﺲ ﺃﻫﻞ ﺭﻭﻣﺎ ﺑﺎﻷﻗﺎﻭﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﻟﺖ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﻢ ﻭ ﺗﺰﺍﻳﺪﺕ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻟﻨﻴﺮﻭﻥ، ﻭ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻛﺒﺶ ﻓﺪﺍﺀ ﻳﻀﻌﻪ ﻣﺘﻬﻤﺎً ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺇﻣﺎ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﺭﻭﻣﺎ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺗﺤﺖ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺑﻮﺑﻴﺎﺳﺒﻴﻨﺎ ﺇﺣﺪﻯ ﺯﻭﺟﺎﺕ ﻧﻴﺮﻭﻥ، ﻓﺄﻟﺼﻖ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ، ﻭ ﺑﺪﺃ ﻳﻠﻬﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻭﺍﺿﻄﻬﺎﺩﻫﻢ ﻭﺳﻔﻚ ﺩﻣﺎﺋﻬﻢ ﺑﺘﻘﺪﻳﻤﻬﻢ ﻟﻠﻮﺣﻮﺵ ﺍﻟﻜﺎﺳﺮﺓ ﺃﻭ ﺣﺮﻗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻫﻞ ﺭﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺘﺎﺩﻳﻮﻡ ﻭﻓﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﻣﺆﻫﻼﺕ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﻫﻮ ﻣﺪﻯ ﻗﺴﻮﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ، ﻭﺳﻴﻖ ﺃﻓﻮﺍﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻹﺷﺒﺎﻉ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻓﻲ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ، ﻭﻋﺎﺵ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﺮﺍﺩﻳﺐ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻬﻮﻑ . ﻭ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩ ﺍﻟﺪﻣﻮﻯ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺫﺍﻕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﻛﻞ ﻣﺎﻳﺘﺒﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻣﻦ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﻮﺣﺸﻰ، ﻭ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺿﺤﺎﻳﺎﻩ ﺑﻮﻟﺲ ﻭ ﺑﻄﺮﺱ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﻗﺘﻼ ﻋﺎﻡ 68 ﻡ. ﻭ ﻟﻤﺎ ﺳﺎﺩﺕ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ، ﺃﻋﻠﻨﻪ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺍﻟﺴﻨﺎﺗﻮ ﺃﻧﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﻋﺪﻭ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﻤﺎﺕ ﻣﻨﺘﺤﺮﺍً ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 68 ﻡ ﻣﺨﻠﻔﺎً ﻭﺭﺍﺅﻩ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﻓﻼﺱ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺑﺬﺧﻪ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ . الشيخ فلاح الجربا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق