الأربعاء، 30 نوفمبر 2016

عيد الشكر الامريكي والجمعة السوداء

ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﻻ ﻳﺠﻠﺐ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻭﺯﺧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﻄﻮﻝ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻘﻂ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻮﺳﻢ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃ ﺭﺳﻤﻴﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ﺑﺘﺨﻠﻴﺪ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﺸﻜﺮ . ﻭﻳﺤﺘﻔﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻮﻥ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ﺑﻌﻴﺪ Thanksgiving ﻭﻫﻮ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺒﺨﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺪﻳﻚ ﺍﻟﺮﻭﻣﻲ ﻭﻳﺤﻀﺮﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻃﺒﺎﻕ ﺍﻟﻘﺮﻉ ﺍﻟﻤﻌﺴﻞ ﻭﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﺑﺎﻟﺠﺒﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺤﻀّﺮ ﺳﻮﻯ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭﻋﻴﺪ ﺍﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎﺱ . ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﻌﻴﺪ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟـ 17 ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﻫﺠﺮﺓ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻫﺮﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﺿﻄﻬﺎﺩ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﻟﻬﻢ . ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻗﺮﺭ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻭﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺤﻮﻟﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺃﻣﻴﺮﻛﻴﻴﻦ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﻮﻃﻨﻮﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦّ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﻭﺟﻬﻮﺍ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﻭﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻤﻴﺎﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﻼﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﻤﺎ ﺃﺳﻤﻮﻩ ﺣﻴﻨﺬﺍﻙ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻭﺗﻨﺎﻭﻟﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺪﻳﻚ ﺍﻟﺮﻭﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﺄﺩﺑﺔ ﻣﻬﻴﺒﺔ ﺍﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻛﻠﻪ ﺗﺒﺎﺩﻟﻮﺍ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻷﻧﺨﺎﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻷﺻﻠﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ. ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻣﺮﺍﺟﻊ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺇﻥ ﻋﺪﺩﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﻫﺮﺑﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻫﻮﻟﻨﺪﺍ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻣﺴﺘﻌﻤﻠﻴﻦ ﻗﺎﺭﺑﺎ ﺧﺸﺒﻴﺎ ﺍﺳﻤﻪ Mayflower ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺭﺣﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﺷﺎﻗﺔ ﻣﺎﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺮﺽ . ﻭﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻃﺊ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻟﻮﻻﻳﺔ ﻣﺎﺳﺎﺷﻮﺳﺘﺲ ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ / ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ .1621 ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻭﺻﻮﻟﻬﻢ ﺗﺰﺍﻣﻦ ﻣﻊ ﺩﺧﻮﻝ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﺒﺮﺩ ﺍﻟﻘﺎﺭﺱ ﻭﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﻐﺰﻳﺮﺓ ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻠﻮﺝ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻫﻠﻜﺖ ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﺟﻬﻠﻬﻢ ﺑﻄﺮﻕ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﻭﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ، ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﺇﻧﻘﺎﺫﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﺍﻟﺤﻤﺮ ﻫﻤﺎ ﺳﺎﻣﻮﺳﻴﺖ ﻭﺳﻜﻮﺍﻧﺘﻮ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﺷﺮﻋﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺻﻴﺪ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻭﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﻭﺯﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﺬﺭﺓ .
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﺤﻮﻝ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺳﻨﻮﻳﺔ ﻟﻼﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﻌﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻮﻥ . ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻭﻳُﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻋﻄﻠﺔ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ، ﻭﻳﺸﺘﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﻪ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻴﻦ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻃﻮﺍﺋﻔﻬﻢ ﻭﺃﻋﺮﺍﻗﻬﻢ، ﻷﻧﻪ ﻋﻴﺪ ﻋﻠﻤﺎﻧﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﺩﻳﻨﻴﺎ، ﻳُﺤﺘﻔﻞ ﺑﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﻭﻳﺠﺘﻤﻊ ﺧﻼﻟﻪ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﻤﺎ ﻟﺬ ﻭﻃﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺒﺎﻕ . ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻃﺮﻳﻒ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻣﻨﺬ 1989 ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺑـﺍﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ ﺩﻳﻚ ﺭﻭﻣﻲ  ﺭﺋﺎﺳﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻭﻳﻌﺘﻘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﺃﻣﺎﻡ ﺣﺸﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺼﻮﺭﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﺘﻘﻄﻮﻥ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺪﻳﻚ ﺍﻟﺮﻭﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺪﻭ ﺳﻌﻴﺪﺍ  ﺑﻨﺠﺎﺗﻪ ﻳﻠﺘﻬﻢ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻭﺍﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎﺱ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 11 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻳﻚ ﺭﻭﻣﻲ ﻭﺁﻻﻑ ﺍﻷﻃﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺤﻮﻡ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﻭﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺠﺒﻦ ﻭﺍﻟﻤﺨﻠﻼﺕ، ﺛﻢ ﻳﺴﺘﻴﻘﻈﻮﻥ ﺑﺎﻛﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻲ ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ
ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻀﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻨﻬﺎ
 ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﺘﺴﻮﻕ ﻓﻲ ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ . ﻭﻳﺨﺮﺝ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺻﺒﺎﺣﺎ ﻃﻤﻌﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎﺯ ﻛﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ﻣﺤﻤﻮﻝ ﺃﻭ ﻛﺎﻣﻴﺮﺍ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺭﻗﻤﻴﺔ كما ﺗﺤﺮﺹ  ﺍﻷﺯﻳﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺽ ﺗﺨﻔﻴﻀﺎﺕ ﻗﺪ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ 70 ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ . ﻭﺗﻀﻄﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻒ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﺠﺮﺍ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻓﺴﺘﺎﻥ ﺳﻬﺮﺓ ﺃﻧﻴﻖ ﺃﻭ ﻣﻌﻄﻒ ﺩﺍﻓﺊ  ﻭﺗﺤﺮﺹ ﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﻔﺎﺩ ﻣﺮﺍﺳﻠﻴﻬﺎ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﺣـُﻤّﻰ  ﺍﻟﺸﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻴﺐ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ . ﻭﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﺗﻌﺮﺽ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺒﻜﺎﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻄﺮﻳﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺴﻮﻗﻮﻥ ﺍﻟﻤﺘﺨﻤﻮﻥ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻓﻲ 2011 ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﺳﻴﺪﺓ ﺃﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻓﻲ ﺻﻒ ﻃﻮﻳﻞ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺭﺧﻴﺼﺔ ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﺍﻗﻔﺎ ﻣﻊ ﻋﺸﻴﻘﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻒ ﻹﻫﺪﺍﺋﻬﺎ ﻓﺴﺘﺎﻥ ﺳﻬﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﻤﻤﺘﺎﺯ ؟  ﺗﻌﻮﺩ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ، ﺣﻴﺚ ﺇﺭﺗﺒﻂ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1869 ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺷﻜﻞ ﺿﺮﺑﺔ ﻛﺒﺮﻯ ﻟﻺﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ، ﺣﻴﺚ ﻛﺴﺪﺕ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﻭﺗﻮﻗﻔﺖ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺀ ﻣﻤﺎ ﺳﺒﺐ ﻛﺎﺭﺛﺔ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ، ﺗﻌﺎﻓﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﺪﺓ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﺟﺮﺍﺀ ﺗﺨﻔﻴﻀﺎﺕ ﻛﺒﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﻭﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺕ ﻟﺒﻴﻌﻬﺎ ﺑﺪﻝ ﻣﻦ ﻛﺴﺎﺩﻫﺎ ﻭﺗﻘﻠﻴﻞ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻄﺎﻉ ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﺻﺒﺢ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﻛﺒﺮﻯ ﺍﻟﻤﺘﺎﺟﺮ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻮﻛﺎﻻﺕ ﺑﺈﺟﺮﺍﺀ ﺗﺨﻔﻴﻀﺎﺕ ﻛﺒﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻬﺎ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ %90 ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻟﺘﻌﺎﻭﺩ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻰ ﺳﻌﺮﻫﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ . ‏ ﺃﻣﺎ ﻭﺻﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺎﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺸﺎﺅﻡ، ﻭﻗﺪ ﺃﻋﻄﻴﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1960 ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺷﺮﻃﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﻴﻼﺩﻳﻠﻔﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻄﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻈﻬﺮ ﺇﺧﺘﻨﺎﻗﺎﺕ ﻣﺮﻭﺭﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﺗﺠﻤﻬﺮ ﻭﻃﻮﺍﺑﻴﺮ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎﻟﺘﺴﻮﻕ ﻓﻮﺻﻔﺖ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺷﺮﻃﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﻴﻼﺩﻳﻠﻔﻴﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺎﻟﺠﻤﻌﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻟﻮﺻﻒ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﺍﻹﺯﺩﺣﺎﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﺓ ﻭﺳﻴﺎﺭﺍﺕ، ‏:  الشيخ فلاح الجربا  

الجمعة، 25 نوفمبر 2016

شيخ الاسلام الامام المجدد "محمد بن عبد الوهاب"

بسم الله الرحمن الرحيم  ﻣﻐﺮﻡ انا ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ ، ﻭﻣﻐﺮﻡ ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻭﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ، ﻭﻗﺪ ﻳﺴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻗﺪﺭ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ ﻭﻣﺬﻛﺮﺍﺗﻬﻢ ، وكان الشيخ محمد بن عبد الوهاب من افضلهم سيرة  هو، الشيخ .الامام . المجدد .. ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ -  المؤمن . الصادق . المتواضع .  رجل الامة او أمة في رجل .. ﻫﺬﻩ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺣﻖ، ﺃﻗﺪﻣﻬﺎ ﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ،   ﻗﺪ سمعت وﻗﺮﺍئت ﻗﺪﺭ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺳﻴﺮة الشيخ الامام محمد بن عبد الوهاب طيب الله ثراة العطرة  وهذة ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ التي يتميز بها الامام - ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ بهموم الاخرين  - ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻀﻌﻔﺎﺀ  عرف ﺑﺘﻮﺍﺿﻌﻪ ﻭﺳﻌﻪ ﺻﺪﺭﻩ ﻭﺗﻮﺍﺻﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﻫﻤﻮﻣﻬﻢ ﻭﺍﺣﺰﺍﻧﻬﻢ ﻭﺍﻓﺮﺍﺣﻬﻢ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻤﺮ ﺑﺄﺯﻣﻪ ﻳﺼﺒﺢ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻒ ﺑﺠﺎﻧﺒﻚ ﻭﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻨﻚ ﺍﻱ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﺮﺍﺀﺗﻲ لسيرتة ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ , أﻥ ﺍﺗﻠﻤَﺲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻬﺎﺟﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻋﻤﺎﻟﻪ , ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﻣﻌﺪﻥ ﺍﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ  ﻭﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ , ﺻﺎﺣﺐ ﻣﻨﺎﻗﺐ ﻭﺍﺧﻼﻕ ﻣﻦ ﺍﻧﺒﻞ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ , ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﻓﻘﺖ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺓ ﻧﺎﺩﺭﺓ , ﻭﺗﻼﻗﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ , ﻫﻲ ﺣﺒﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ _ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ _ ﻭﺣﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻪ . ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺳﻤﺖ ﺑﻪ كأمام , ﺣﻤﻠﻬﺎ ﺑﺸﺮﻑ , ﻭﺻﺎﻧﻬﺎ ﺑﻨﺒﻞ ﻭﺗﺮﻓﻊ ﻭﺍﻣﺎﻧﺔ , ﻭﺭﻋﻰ ﺍﻟﺤَﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺘﻀﺤﻴﺔ ﻭﻭﻓﺎﺀ ﻭﺍﺧﻼﺹ , ﻛﺮﻳﻢ ﺍﻟﺨﻠﻖ , ﻃﺎﻫﺮ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﻀﻤﻴﺮ .  ﻭﻗﺪ طغت سيرة الامام محمد على سير العظماء وﺻﻔﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺳﻴﺮﻫﻢ   ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﺘﻬﺎ ، ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺘﺄﻛﺪ ﺃﻥ الشيخ محمد بن عبد الوهاب هو قطب العظماء وشيخ المعلمين وقدوة  المربين ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ، النبيلة   وﺍﻟﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ‏( ﻳﺮﻓﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻣﻨﻜﻢ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﺗﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺩﺭﺟﺎﺕ ‏) ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﻌﻮﺙ ﺑﺎﻟﺤﺠﺞ ﺍﻟﻨﺎﺻﻌﺔ ﻭﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﻨﺎﺕ . ﻓﻤﻦ ﺑﺎﺏ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏( ﻭﺇﺫﺍ ﻗﻠﺘﻢ ﻓﺎﻋﺪﻟﻮﺍ ‏) ﺃﻛﺘﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺗﺬﻛﻴﺮﺍً ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻋﺰّ ﺷﺄﻧﻪ : ‏( ﻭﻻ ﻳﺠﺮﻣﻨﻜﻢ ﺷﻨﺂﻥُ ﻗﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻻﺗﻌﺪﻟﻮﺍ ﺍﻋﺪﻟﻮﺍ ﻫﻮ ﺃﻗﺮﺏ ﻟﻠﺘﻘﻮﻯ ‏) ﺃﺳﻄﺮُ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻧﺼﺤﺎً، ﻭﺑﻴﺎﻧﺎً، ﻭﺗﻮﺟﻴﻬﺎً … ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻟﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻛﺜﺮﺓ ﻣﻦ ﻳﺘﺠﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻭﻋﻘﻴﺪﺗﻪ، ﻭﻣﻨﻬﺠﻪ .. ﺛﻢ ﺇﻧﻲ، ﺗﺴﺎﺀﻟﺖُ : ﺃﻣﺎ ﺁﻥ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺼﻠﺢ ﺃلكبير ان يأخذ حقة ﻭﻣﻦ ﺁﺧﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺠﻨﻲ، ﺃﻥ ﻭﻗﻔﺖُ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺗﻘﻄﺮ ﺳﻤﺎً ﻓﻲ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﻣﺸﺒﻮﻫﺎً ﻭﻣﺘﺴﺘﺮﺍً ﻭﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻋﻘﻴﺪﺗﻪ، ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ،  ﻓﻬﻞ ﺩﺍﺭﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺲ ﻓﻲ ﺧﻠﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻟﺤﻈﺔ؟ ﺃﻡ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﺴﺞ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻭﺻﻨﺎﺋﻊ ﺍﻷﻓﺎﻛﻴﻦ؟ ﻭ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻳﻀﺎً ﺃﻧﻪ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺧﺎﻃﺊ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﻧﻔﺴﻪ ! ﻻ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺎﺩﻯ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، !! ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺍﻟﺤﺎﻗﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺩﻋﻮﺗﻪ العظيمة ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ، ﻭﻣﺤﺾ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ، ﻭﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﻛﻠﻬﺎ، ﻭﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺗﺸﻬﺪ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - ﺇﻣﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ وطريق الحق المبين  ﻫﺬﺍ ﺍﻟـﻤُﺴﻠﻢ ﺍﻟﻌَﻠَﻢ العلامة ﻟﻪ ﻓﻀﻞٌ ﻋﻈﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ؛ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺠﻬﻞ ﺣﻘﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﻣﻤﻦ ﻳﺘﻤﺮﻏﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻋﺘﺎﺏ ﻣﺎ ﺧﻠّﻒ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﻭﻋﻠﻢ . ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ‏ 1206 ﻫـ ‏ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﺤﺮﻛﺔ ﺗﺠﺪﻳﺪﻳﺔ ﺇﺻﻼﺣﻴﺔ، ﻓﻜﺎﻧﺖ – ﺑﺤﻖ – ﺇﺣﺪﻯ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ، ﻭﺑﺂﺛﺎﺭﻫﺎ ﺃﺿﺤﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺃﺣﺪ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﺠﺪﺩﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﻴﻦ – ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﻫﻤﻬﻢ ﺑﻼ ﻣﻨﺎﺯﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ - ﺑﻞ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺠﺰﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻫﻮ ﺃﺑﺮﺯ ﺭﻣﺰ ﺗﺠﺪﻳﺪﻱ ﻇﻬﺮ ﺑﻌﺪ ﺭﺣﻴﻞ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ـ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﻋﺎﻡ 728 ﻫـ . بل اكثر منة  ـ ﺇﻥ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ـ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﺷﺮﻑ ﺷﻲﺀ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ، ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ .. ﺇﺫ ﻟﻤﺎ ﻃﺎﻝ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺑﺎﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ؛ ﺗﻠﻄﺦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺼﻨﻮﻑ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺮﻓﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻝ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻗﺒﻞ ﻣﺒﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - . ﺣﻴﺚ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺎﺕ ﻭﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﻭﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ، ﻭﺗﻮﺟﻬﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺿﺮﺣﺔ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﺬﻭﺭ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺸﺮﻛﻴﺔ . ـ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ، ﺣﻴﺚ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﺠﺪﺩﻳﻦ ﺩﺍﺋﻤًﺎ، ﻓﺤﺎﺭﺏ ﻛﺎ ﺍﺑﺘُﺪﻉ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ؛ ﻛﺎﻟﻄﻮﺍﻑ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮﺭ . ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ـ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻭﻫﺒﺔ ﺍﻟﺰﺣﻴﻠﻲ ـ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺇﻥ ﺃﺟﺮﺃ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﻖ، ﻭﺃﻛﺒﺮ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻹﺻﻼﺡ، ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻭﺇﻋﺎﺩﺗﻬﺎ ﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ: ﺩﻋــﻮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ، ﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ، ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺷﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﺳــﺎﻁ ﺍﻟﻌــﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻓﺎﺕ، ﻭﺃﻭﻫــﺎﻡ، ﻭﺑــﺪﻉ، ﻭﺍﻧﺤﺮﺍﻓـﺎﺕ، ﻓﻜﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﺤﻖ، ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﺮ، ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻇﻬﺮ ﻣﻮﺍﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺻﻌﺔ، ﻭﺃﺑﺎﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ ﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﻭﺣﻮّﻝ ﺍﻟﺸﺮﺍﻉ ﺭﺃﺳﺎً ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺐ، ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴُﻨّﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺃﻋﻤـﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻭﺛﺒـﺔ ﺟﺒـﺎﺭﺓ، ﻭﻗﻔﺰﺓ ﺭﺍﺋـﻌﺔ ﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺧﻄﺄ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺷﻮﻫﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻣﻨﺎﻫﺠﻪ  ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ـ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻠﺔ .. ﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﻭﻋﺒﺎﺩﺗﻬﻢ ﻭﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻬﻢ .. ﻓﻬﻲ ﺩﻋﻮﺓ ﺇﺻﻼﺣﻴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻓﻬﻢ ﺳﻠﻒ ﺍﻷﻣﺔ . ﻭﻗﺪ ﻧﺤﺎ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ منحى شيخ الاسلام ابن تيمية ﺫﺍﺗﻪ ﻓﻲ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻠﺒﺲ ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ ﻋﻦ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ، ﻓﻜﺘﺐ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻭﺃﻟﻘﻰ ﺧﻄﺒﺎً، ﻭﺑﺚّ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺗﻨﺎﻗﻠﻬﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻖ ﺣﺘﻰ ﻋﻤﺖ ﺍﻵﻓﺎﻕ، ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ﻭﺁﺭﺍﺋﻪ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﺃﻣﺮﺍً ﺫﺍ ﺑﺎﻝ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻃﺎﻟﺐ ﻋﻠﻢ ﻣﺨﻠﺺ، ﻟﻴﺪﺭﺃ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺸﺒﻪ، ﻭﻳﻤﻴﺰ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻭﻳﻨﻔﻲ ﺍﻟﺰﻏﻞ ﻋﻦ ﻋﻘﻴﺪﺓ ‏(ﻣﺼﻠﺢ ﻣﻈﻠﻮﻡ ﻭﻣﻔﺘﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ‏) ﻓﻘﺪ ﻋﻘﺪﺕُ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺨﻼﺹ ﺍﻟﺰﺑﺪ، ﻭﺟﻤﻊ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ﻣﻔﺮﺩ، ﻓﻄﻔﻘﺖ ﺃقرأ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ الشيخ ، ﻓﻐﺼﺖ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻘﻄﺖُ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﻫﺮﻫﺎ ﻭﻵﻟﺌﻬﺎ ﻣﺎﻗﺮﺕ ﺑﻪ ﻋﻴﻨﺎﻱ، ﻭﺳﻜﻨﺖ ﻟﻪ ﻧﻔﺴﻲ  ﻭﺃﺧﻴﺮًﺍ ..ﻧﻘﻮﻝ ﻟﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ، ﻣﻤﻦ ﻳﻨﺘﺴﺒﻮﻥ ﺯﻭﺭًﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺮﻯ ﺟﻠﻮﺩَﻫﻢ ﺑﻠﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻭﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺃُﺷﺮﺑﺖ ﺣﺒًﺎ ﺑﺎﻟﻐﺮﺏ، ﻛﻤﺎ ﺃُﺷﺮﺏ ﺑﻨﻮ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺑﺎﻟﻌﺠﻞ، ﺍﻟﺜﻌﺎﻟﺐ ﻓﻲ ﻣﺴﻼﺥ ﺍﻟﻘﻄﻂ .. ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺳﻤﺎﺳﺮﺓً ﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ، ﻭﻣﻨﺪﻭﺑﻲ ﻣﺒﻴﻌﺎﺕ ﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺕ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻛﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺷﺮﺏ – ﺇﻧﻜﻢ ﺗﻨﻔﺜﻮﻥ ﺳﻤﻮﻣﻜﻢ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ - ضد عقيدتنا الناصعة –  ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻔﺚ ﺍﻟﺠﻌﻞ ﺭﻳﺤﻪ ﺍﻟﺨﺒﻴﺚ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻏﻨﺎﺀ، ﺫﺍﺕ ﺃﺯﻫﺎﺭ ﻭﺩﻧﺎﻥ، ﻓﻠﻦ ﻳﻀﺮ ﺍﻟﺰﻫﺮﺓ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﻤﻨﺘﻦ . ﻳﺎ ﻣﻦ ﺗﻘﺘﺎﺗﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻬﻴﻞ ﺍﻷﻣﺔ، ﻭﺗﺴﻄﻴﺢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ـ ﻟﻘﺪ ﺫﺭﺃ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﻴﻦ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻜﻢ، ﻗﺪ ﺃﺣﺎﻃﻮﺍ ﺑﻜﻢ، ﻛﻤﺎ ﺫﺭﺃ ﺍﻟﻨﺨﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﺻﻘﺎﻉ ﺍﻷﺭﺽ، ﻳﻘﺸﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺍﻟﻜﺎﻟﺢ، ﻭﺍﻟﻈﻼﻡ ﺍﻟﺤﺎﻟﻚ، ﻭﻳﺪﻓﻊ ﺑﻪ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺷﻘﻮﺓ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﻋﻨﻮﺓ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﻳﻦ .ﻛَﺘَﺐَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻟَﺄَﻏْﻠِﺒَﻦَّ ﺃَﻧَﺎ ﻭَﺭُﺳُﻠِﻲ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻗَﻮِﻱٌّ ﻋَﺰِﻳﺰٌ [ ﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻟﺔ  ‏] ﺣﺎﻟﻜﻢ ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻒ ﺍﻷﻋﺸﻰ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ : ﺃﻟَﺴْﺖَ ﻣُﻨْﺘَﻬِﻴﺎً ﻋَﻦْ ﻧَﺤْﺖِ ﺃﺛﻠَﺘِﻨَﺎ ... ﻭَﻟَﺴْﺖَ ﺿَﺎﺋِﺮَﻫَﺎ ﻣَﺎ ﺃﻃّﺖِ ﺍﻹﺑِﻞُ ﻛﻨﺎﻃﺢٍ ﺻﺨﺮﺓً ﻳﻮﻣﺎً ﻟﻴَﻔْﻠِﻘَﻬﺎ ... ﻓﻠﻢ ﻳَﻀِﺮْﻫﺎ ﻭﺃَﻭْﻫَﻰ ﻗَﺮْﻧَﻪ ﺍﻟﻮَﻋِﻞ 

الأحد، 20 نوفمبر 2016

منظمات المجتمع المدني خنجر يغرس في الوطن العربي

ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ ﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻟﻴﺲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺴﺘﺠﺪّﺓ، ﻓﻬﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻣﻌﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﻮﺩ .. ﻭﻗﺪ ﺗﺮﺳّﺨﺖ ﺟﺬﻭﺭﻩ ﺧﻼﻝ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ؛ ﻓﺎﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﻗﺎﻣﺖ ﻓﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻬﺪ، ﻭﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﺻﺪﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﻓﺮﺽ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺩﺧﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻣﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻘﻴﻤﻪ ﻭﻣﺒﺎﺩﺋﻪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ، ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ، ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ، ﻓﻜﺮﻳﺎ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ ﻭﺻﺤﻴﺎ، ﻭﻓﻖ ﻣﺨﻄﻄﺎﺕ ﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﺃﻣﻨﻪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺻﺤﺘﻪ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻪ، ﻭﺇﺿﻌﺎﻑ ﻫﻮﻳّﺘﻪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﺯﻋﺰﻋﺔ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻓﻴﻪ، ﻭﺻﻮﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ .. ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻰ ﺃﻥ ﻧﻨﺴﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﻧﺸﻄﺖ ﺗﺤﺖ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ -ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻄﻔﻴﻠﻴﺔ - ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﻄﻄﺎﺕ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺎﻷﺑﺤﺎﺙ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﻭﺗﺒﻌﺜﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻟﺮﺻﺪ ﻭﺗﺤﻠﻴﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻣﺎ ﻳﻄﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﻐﻴّﺮﺍﺕ -ﺑﻘﺼﺪ ﻣﺤﺪّﺩ - ﻫﻮ ﺇﺑﻘﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﻭﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ .. ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺳﺮﺩ ﻓﻰ ﻣﻘﺎﻝ ﻭﺍﺣﺪ ﻛﻞ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ، ﻭﻟﻜﻨّﻰ ﺃﻛﺘﻔﻰ ﺑﺄﻛﺜﺮﻫﺎ ﺷﻬﺮﺓ : ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻛﺎﺭﻧﻴﺠﻰ، ﻭ;ﻧﺎﻣﺮﻭ ٣ ﻭNAMRU 3 ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﺤﺖ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺑﺮّﺍﻗﺔ؛ ﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻹﻧﺠﺎﺑﻴﺔ ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺮﺓ، ﻭﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ، ﻭ ﺃﻧﺪﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﺗﺎﺭﻯ وﺍﻟﻠﻴﻮﻧﺰ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﺍﺳﺘﺠﺪّ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ .. ؟! ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻧﻌﺘﺮﻑ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻓﺠّﺮﺕ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﻭﻛﺸﻔﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ﺍﻟﺬﻯ ﺍﺳﺘﺘﺮﺕ ﺑﻪ ﻃﻮﻳﻼ ﻋﻦ ﺃﻋﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻭﻋﻴﻬﻢ .. ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﺀ .. ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺩّ ﻓﻌﻞ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺭﻣﺖ ﺑﻜﻞ ﺛﻘﻠﻬﺎ - ﻓﻰ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﻭ ﻣﻮﺕ - ﺿﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﺍﻟﺬﻯ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺁﻟﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﻮﺍﺋﻪ ﺃﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻭﻣﻦ ﺛَـﻢّ ﺍﺗﺨﺬﺕ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺃﺑﻌﺎﺩﺍ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻭﺍﺗﺴﺎﻉ ﺩﺍﺋﺮﺗﻪ ﻟﺘﺸﻤﻞ ﺃﻫﺪﺍﻓﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﻓﻰ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻻﺣﺘﻮﺍﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺗﺤﺮﻳﻒ ﻣﺴﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ .. ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺨﻴﻒ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ... ؟ ﺩﻋﻨﺎ ﻧﺤﻠﻞ ﺃﻭﻻ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻇﻬﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﺑﺨﺼﻮﺹ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ ﻭﺍﺣﺘﺠﺎﺯ ٤٣ﻣﺘﻬﻤﺎ ﻣﻨﻬﻢ ١٩ ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﺎ ﺭﻫﻦ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ .. ﻓﻠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺠﺪ ﻓﻰ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺇﺣﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ !.. ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺘﺒﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺮﻓﺾ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻣﺜﻮﻝ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻟﻬﺎ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻓﻰ ﺃﺭﺽ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ .. ؟ ! ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺟِّﻪ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻵﺗﻰ : ١ - ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺧﻤﺲ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ : ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ، ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻲ، ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻓﺮﻳﺪﻡ ﻫﺎﻭﺱ ‏(ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ‏) ، ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻟﻠﺼﺤﻔﻴﻴﻦ .. ٢ - ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺑﺎﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ .. ٣ - ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﺳﻴﺎﺳﻰ ﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺃﺣﺰﺍﺏ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ .. ٤ - ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺑﺤﻮﺙ ﻭﺍﺳﺘﻄﻼﻋﺎﺕ ﺭﺃﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻣﺼﺮﻳﻴﻦ .. ٥ - ﺩﻋﻢ ﺣﻤﻼﺕ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻷﺣﺰﺍﺏ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ .. ﻭﺣﺸﺪ ﻧﺎﺧﺒﻴﻦ ﻓﻰ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺔ .. ٦ - ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﺇﺭﺳﺎﻟﻬﺎ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴّﺔ ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ .. ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻫﻮ : ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻨﻈﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﻻ ﻣﺤﻜﺔ ﺛﻮﺭﺓ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻰ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﺗﻨﻔﺬ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ -ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻋﺰﺑﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﻼﻙ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ - ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺪﺭ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﺎﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻓﺘﻄﻠﻖ ﺳﺮﺍﺣﻬﻢ .. ﻭﺃﻣﺎ ﺇﻥ ﺛﺒﺘﺖ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ .. ﺃﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﻨﺘﻬﻜﻮﻥ ﻗﺎﻧﻮﻧﻬﺎ ﻭﻳﺴﻌﻮﻥ ﻓﻰ ﻓﺴﺎﺩﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﻮﻗّﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻘﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺷﺄﻧﻬﻢ ﻓﻰ ﺫﻟﻚ ﺷﺄﻥ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ .. ؟ ! ﺃﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﻮﻥ ﻓﻰ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﺇﺯﺍﺀ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺎﺭﺳﻬﺎ ﺃﺟﺎﻧﺐ ﺑﻼ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻭﺑﺘﻤﻮﻳﻞ ﺃﺟﻨﺒﻲ .. ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺬﺭﺍﺋﻊ ﻟﺬﻟﻚ .. ؟؟ ! ﻻ ﺣﻆ ﺃﻥ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﻻ ﺗﺘﻄﺮﻕ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻜﺔ ﻣﻊ ﻧﻮﻋﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺗﺠﻨﻴﺪﻫﻢ ﻹﺷﺎﻋﺔ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﻴﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻭﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ .. ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺇﺫﻥ ﻟﻬﺎ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺗﻔﺮﻳﻎ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﻣﺤﺘﻮﺍﻫﺎ ﻭﺿﺮﺏ ﺍﻻﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺣﻘﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻓﻰ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ .. ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻨﺴﻰ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ١٣ ﻣﻦ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺍﺗﻬﻤﺖ ﻓﺎﻳﺰﺓ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻨﺠﺎ ﻭﺯﻳﺮﺓ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ، ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﺎﻧﻬﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﻮﺍﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻭﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﻭﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ . ﺍﻟﻤﺆﺷﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﺇﺫﻥ ﺗﺪﻋﻢ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻨﻄﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺍﻣﺮﺓ ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ ﺗﺠﺴﺲ ﻭﺗﺨﺮﻳﺐ ﺿﺪ ﻣﺼﺮ .. ﻳﻌﺰﺯ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻛﺸﻔﺘﻪ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ : ﻓﺎﻟﻤﺘﻬﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻫﻮ ﻧﺠﻞ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻰ ﻓﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺃﻭﺑﺎﻣﺎ، ﺍﻟﺬﻯ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻣﺆﺧّﺮﺍ ﺗﻬﺮﻳﺐ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ 12 ﺃﻟﻒ ﻣﺴﺘﻨﺪ ﺗﺤﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺗﻤﺲ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺮﻯ، ﻭﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﺑﺄﺭﺻﺪﺓ ﻭﺃﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﺑﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﻳﻦ ﻭﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﺮﻳﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﻴﻦ ﻭﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﻢ . ﻭﻭﻓﻘﺎ ﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﻌﻬﺪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ، ﻓﺈﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻬﺮﻳﺐ ﻫﺬﻩ ﺗﻤﺖ ﻓﻰ 12 ﻛﺮﺗﻮﻧﺔ ﺑﻠﻎ ﻭﺯﻧﻬﺎ 170 ﻛﻴﻠﻮﺟﺮﺍﻣًﺎ، ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ . ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻰ ﺗﻬﺮﻳﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺪﺍﺕ ﻫﻮ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻤﺎﺭﺳﻪ ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺍﺿﻰ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ، ﻭﺇﺧﻔﺎﺀ ﺍﻷﺭﺻﺪﺓ ﺍﻟﺒﻨﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﻭﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺘﻔﻌﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﻤﻼﺀ .. ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺎﺕ ﻭﺍﻹﻓﺮﺍﺝ ﻓﻮﺭﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻦ .. ﻭﺗﻬﺪّﺩ ﺑﺤﺪﻭﺙ ﻗﻄﻴﻌﺔ ﻛﺎﺭﺛﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ .. ﻭﻣﻔﻬﻮﻡ – ﺿﻤْﻨًﺎ - ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺐ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﺿﻌﻒ ﻭﻫﻮ ﻣﺼﺮ .. ﻳﻌﻨﻰ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺨﻀﻊ ﻣﺼﺮ ﻟﻠﺘﻬﺪﻳﺪ ﻭﺗﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻦ ﻷﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﺇﻻ ﻓﺴﺘﻘﻄﻊ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﺼﺮ .. ﻭﺳﺘﻀﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮّﺩﺓ ﻭﺗﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻣﻊ ﺩﻭﻝ ﺃﺧﺮﻯ .. ﻭﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺩﻋﺖ ﻧﺎﺋﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺅﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻋﻘﺎﺑﻴﺔ ﺿﺪ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻣﺼﺮﻳﻴﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﺃﺳﻤﺘﻪ :ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻨﺸﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﻴﻦ ﺑﺎﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ .ﻭﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺃﻳﻀﺎ ﻧﺮﻯ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺗﻮﺭ ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻟﻴﻬﻲ ﺭﺋﻴﺲ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻜﻮﻧﺠﺮﺱ ﻳﻘﻮﻝ ﺭﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺳﺆﺍﻝ ﺣﻮﻝ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ : ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺘﻪ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺨﻄﺌﻮﺍ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ﺷﻴﺌﺎ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ، ﺑﻞ ﺇﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺪﻋﻢ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺮﺩﺩﻩ ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ ﺗﻮﻣﺎﺱ ﻓﺮﻳﺪﻣﺎﻥ ﺑﺸﺄﻥ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﺎﻥ .. ﻭ ﻓﻰ ﻧﻈﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻓّﺎﻕ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺧﻄﺄ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺷﺒﺎﺏ ﻣﺼﺮ ﻭﺭﻋﺎﻳﺘﻬﻢ .[ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ .. ﻳﺎ ﺃﻓّﺎﻙ !.. ‏] . ﻭﺃﻛﺪ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ ﻣﺎﺭﺗﻦ ﺩﻳﻤﺒﺴﻲ ﺭﺋﻴﺲ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻧﻘﺎﻁ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻧﻤﻂ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺗﺠﺎﻩ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ : ﺃﻭﻻ - ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻖ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﻭﺃﻥ ﻣﺼﺮ ﺗﻤﺜﻞ ﺣﺠﺮ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ .. ﺛﺎﻧﻴﺎ : ﺃﻧﻪ ﺗﻮﺻﻞ ﻣﻊ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺇﻟﻰ ﻓﻬﻢ ﻭﺍﺿﺢ ﺟﺪﺍ ﻟﻤﺪﻯ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻰ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ .. ﺛﺎﻟﺜﺎ - ﺷﺪﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ .. ﻧﻮﺭﺩ ﻓﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﻨﺎﺗﻮﺭ ﺟﻮﻥ ﻣﺎﻛﻴﻦ، ﺍﻟﺬﻯ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺮ، ﻳﺮﺍﻓﻘﻪ ﻭﻓﺪ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻜﻮﻧﺠﺮﺱ، ﻓﻰ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﺣﻴﺚ ﺻﺮّﺡ ﺑﺄﻧﻪ : ﺳﻴﻮﺿﺢ ﻟﻠﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ ﻣﺪﻯ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ، ﻭﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﻻ ﺗﺰﺭﻉ ﺑﺬﻭﺭ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺣﺴﺒﻤﺎ ﺗﻢ ﺍﺗﻬﺎﻣﻬﺎ، ﺑﻞ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻣﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻰ .. ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺃﻧﻪ ﺟﺎﺀ ﻟﻴﺸﺮﺡ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻜﻮﻧﺠﺮﺱ ﻓﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﻟﻰ، ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻜﻮﻧﺠﺮﺱ ﺑﻘﻄﻊ ﺍﻟﻤﻌﻮﻧﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﺼﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺯﻣﺔ .. ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺳﺘﺸﻬﺪﻫﺎ ﻣﺼﺮ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻫﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﺳﺘﺮﺳﻢ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ .. ﻭﺃﻥ ﻧﺠﺎﺡ ﻣﺼﺮ ﻓﻰ ﻋﺒﻮﺭ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ –ﺣﺴﺐ ﻗﻮﻟﻪ ﻫﻮ ﺃﻣﺮﺟﻴﺪ ﻭﻣﻬﻢ ﻟﻤﺼﺮ ﻭﻷﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺗﺒﺬﻝ ﻗﺼﺎﺭﻯ ﺟﻬﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﺴﺎﻧﺪﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻤﺼﺮﻯ. ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻧﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ : ﺃﻭﻻ : ﻻ ﺃﺣﺪ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ ﻣﺨﻠﺺ ﻟﻮﻃﻨﻪ ﻭﻟﺪﻳﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ، ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﺮﻯ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ : ﻣﺜﻞ ﺃﻥ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺣﺮﻳﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺮﻭﺝ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ ﺃﺯﻣﺘﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ .. ﺃﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﺮﻳﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺠﺎﺡ ﻣﺼﺮ ﻓﻰ ﻋﺒﻮﺭ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ .. ﻻ ﺃﺣﺪ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺸﺘﺮﻯ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺴِّﻨﺎﺗﻮﺭ ﺑﺎﺗﺮﻳﻚ ﻟﻴﻬﻰ ﻋﻦ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻦ ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺪﻋﻢ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ .. ﻭﻻ ﺃﻥ ﻷﻣﺮﻳﻜﺎ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ ﺃﻭ ﻓﻰ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻓﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳﺆﻛﺪﺍﻥ ﺃﻥ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺎﻧﺪ ﺇﻻ ﻧﻈﻤﺎ ﺩﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﺩﺑﺔ ﺑﻞ ﻭﻋﻨﺼﺮﻳﺔ؛ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﻓﻰ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﻭﻓﻰ ﺁﺳﻴﺎ ﻭﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺎﻧﺪ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻣﺼﺮ، ﻭﺳﻮﻫﺎﺭﺗﻮ ﺃﻧﺪﻭﻧﻴﺴﻴﺎ، ﻭﻣﺎﺭﻛﻮﺱ ﺍﻟﻔﻠﺒﻴﻦ، ﻭﺑﻴﻨﻮﺷﻴﻪ ﺷﻴﻠﻰ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻋﻢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ ﻓﻰ ﺟﻨﻮﺏ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺪﻋﻢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﻓﻰ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ .. ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺭﺍﺳﺨﺔ ﺃﻥ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻭﻳﺴﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻴﻠﺔ ﻭﻳﻠﺤﻘﻬﺎ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠّﺔ ﺛﺎﻧﻴﺎ: ﻭﺍﺿﺢ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻰ ﺗﺤﻘﻴﻘﺖ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ ﻭﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺑﺄﻱ ﺛﻤﻦ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺘﻜﺸﻒ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺜﺒﺖ ﺿﻠﻮﻉ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻓﻰ ﺗﺨﺮﻳﺐ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺗﺪﻣﻴﺮ ﻣﻨﺠﺰﺍﺗﻬﺎ، ﻭﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻨﻜﺸﻒ ﻋﻤﻼﺅﻫﺎ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﻣﺨﻄﻄﺎﺗﻬﺎ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ .. ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻬﺪّﺩﻭﻥ ﺑﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻌﻮﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﻭﺑﺎﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺼﻴﺐ ﻣﺼﺮ ﺇﺫﺍ ﺃﺻﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤُﻀِﻲِّ ﻗُﺪُﻣًﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ... ﺛﺎﻟﺜﺎ: ﻧﺪﺭﻙ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺴﺎﺳﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﻴﻦ ﺃﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﻋْﻲٍ ﺗﺎﻡ ﺑﺄﻥ ﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ .. ﻭﺗﻐﻠّﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺯﻣﺘﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ .. ﻭﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻟﻬﺎ ﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ .. ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ، ﻓﻴﻪ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺨﻄﻄﺎﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ ﻓﺤﺴﺐ ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ .. ﻭﻫﺬﺍ ﻭﺍﺿﺢ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﻣﻜﻴﻦ ﻭ ﺩﻣﺒﺴﻰ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﺣﻴﻦ ﻳﻌﺘﺮﻓﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﻣﺼﺮ ﺗﻤﺜﻞ ﺣﺠﺮ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ .. ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺳﺘﺸﻬﺪﻫﺎ ﻣﺼﺮ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻫﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﺳﺘﺮﺳﻢ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﻻ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﺬﻳْﻦ ﺳﻴﺤﺪِّﺩﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ .. ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻬﻠﻊ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺗﺴﺘﻤﻴﺖ ﻓﻰ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺑﺄﻱ ﺛﻤﻦ ﻭﺑﺄﺳﺮﻉ ﻭﻗﺖ ﻣﻤﻜﻦ 

يوم الطفل

Children`s Day أو يوم الطفل العالمي هو الحدث الهام اليوم الذي يحتفل به العالم في دول كثيرة ومنه اليوم الدولي لحماية الطفل الذي كان قد تم الإحتفال به يوم 1 يونيو في عام 1950 قديماً فمن أسس هذا اليوم ؟ من المتعارف عليه أن الإتحاد النسائي الديمقراطي الدولي هو صاحب فكرة تأسيس يوم للطفل في نوفمبر من عام 1949 في مؤتمر بباريس كما أوصت الأمم المتحدة أن يكون يوم 20 نوفمبر من كل عام هو اليوم المخصص لذلك . أوصت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1954 أن تقيم جميع البلدان يوماً عالميا للطفل ويحتفل بوصفه يوماً للتآخي والتراحم والتفاهم بين الأطفال على النطاق العالمي وقد سبقت بعض الإتفاقيات الدولية التي تنص على كون الطفل بحاجة للحب والتراحم كما وضعت الإتفاقيات الدولية التي تنص ذلك وفي أغلب دول العالم يتم الإحتفال به في 20-11-2016 بينما في الدول الشيوعية يتم الإحتفال به في 1 يونيو فعلى كل أم أن تهتم بتعليم القيم الجيدة للأبناء وأن تبث في نفس الطفل حب الآخرين وأن الطفل هو مستقبل الأمة وأن تحاول أن تقرب من مستوى الطفل الفكري وتنمية مهاراته العقلية. بعد أن أقرت الأمم المتحدة يوم الطفل العالمي وبث الرحمة في نفوس الأطفال علينا أن نقوم بتطبيق تلك القيمة وغرس الحب في نفوس الأطفال من أجل بناء أوطان صالحة فالطفل هو البداية لمجتمع صالح من أجل تكوين أوطان متقدمة وعلينا أن نبني أطفالنا على المحبة والآخاء.

السبت، 19 نوفمبر 2016

ﻣﺬﺍﺑﺢ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﺍﻟﺤﻤﺮ

ﻣﺬﺍﺑﺢ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﺍﻟﺤﻤﺮ ﻇﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻮﻥ ﺍﻷﺻﻠﻴﻮﻥ ‏(ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﺍﻟﺤﻤﺮ ‏) ﻳﻘﺎﻭﻣﻮﻥ ﻃﻴﻠﺔ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻗﺮﻭﻥ ﺯﺣﻒ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻴﻦ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﻴﻦ ﺛﻢ ﺧﺎﺭﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺬﺑﺤﺔ ﺍﻟﺮﻛﺒﺔ ﺍﻟﺠﺮﻳﺤﺔ ﻋﺎﻡ 1890 ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﺖ ﺣﺪﺍ ﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﺍﻟﺤﻤﺮ ﻭﺃﻧﻬﺖ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻷﺻﻠﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﺍﺭﻱ. ﻭﺃﻧﻘﺬﺕ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺛﻠﺠﻴﺔ ﺁﺧﺮ ﻓﻠﻮﻝ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﺍﻟﺤﻤﺮ ﻣﻤﻦ ﺗﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺮﺏ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺟﺜﺚ ﺭﻓﺎﻗﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻻﻛﻮﺗﺎ ﻣﺘﻨﺎﺛﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻳﻜﺴﻮﻫﺎ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪ، ﻭﻫﻲ ﺍﻵﻥ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺴﺎﻭﺙ ﺩﺍﻛﻮﺗﺎ ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺮﺽ 150 ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻣﺌﺎﺕ ﻟﻠﺮﻣﻲ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎﺹ ﻭﺍﻟﻀﺮﺏ ﻭﺍﻟﺘﺠﻤﺪ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ . ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺎﺿﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ، ﻭﻫﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻣﺜﻠﺖ ﻧﻘﻄﺔ ﻓﺎﺭﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻹﺟﻬﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﻭﺗﺤﻄﻴﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﺍﻟﻮﺣﺸﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﻭﺻﻔﻪ ﺑﺎﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺗﺴﻤﻰ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻗﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺤﺮ ﻭﺭﺍﺋﺪﺓ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ . ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺻﺎﺩﻑ ﺍﻟﻤﻜﺘﺸﻒ ﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻓﺮ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻮﺱ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1492 ﻧﻈﺮﺍ ﻻﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﺃﻧﻪ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺟﺰﺭ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺗﺸﺒﻪ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﺃﻭ ﻗﻠﻴﻞ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺒﺸﺮﺓ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﺮﻭﻥ . ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺠﻴﺎﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻠﺒﻬﺎ ﺍﻷﺳﺒﺎﻥ ﻣﻜﻨﺖ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺒﺮﺍﺭﻱ ﻭﺻﻴﺪ ﺍﻟﺠﺎﻣﻮﺱ. ﻭﺷﻬﺪ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﺗﺪﻓﻖ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻮﺟﺎﺕ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﺍﻟﺤﻤﺮ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ، ﻭﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺪﻋﻢ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ . ﺁﺧﺮ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ : ﻭﻧﺠﺤﺖ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺳﻴﻮﻛﺲ ﺍﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺁﺧﺮ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1876 ، ﻟﻜﻦ ﺗﻔﺸﻲ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﺇﺩﻣﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ - ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻷﺑﻴﺾ - ﺍﺿﻄﺮﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﻳﻘﻬﺮﻭﻥ، ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺗﻠﻮ ﺍﻵﺧﺮ، ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻘﻬﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﺯﻝ ﻗﺎﺣﻠﺔ . ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻗﺪﺭ ﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻴﻘﻆ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1890 ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ  ﺭﻗﺼﺔ ﺍﻟﺸﺒﺢ ﺣﻴﺚ ﻭﻋﺪﺕ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﻟﺸﻌﺒﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻋﺪﺗﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺗﻤﺮﺩ. ﻟﺬﺍ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻋﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭ ﺍﻟﺠﺎﻟﺲ ﻟﺪﻋﻤﻪ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ، ﻭﺃﺩﻯ ﺍﻟﺸﺮﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﻘﺎﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﺪﻻﻉ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺷﺮﺳﺔ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎﺹ ﻟﻘﻲ ﺧﻼﻟﻬﺎ 12 ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺼﺮﻋﻬﻢ ﻭﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﺜﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭ ﺍﻟﺠﺎﻟﺲ ﻣﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﺮﻗﺖ ﺭﺻﺎﺻﺔ ﺭﺃﺳﻪ . ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺪﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻘﺪﺕ ﺃﻋﺼﺎﺑﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺃﻣﺮﺕ ﺑﻨﺰﻉ ﺳﻼﺡ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﺍﻟﺤﻤﺮ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻷﺻﻠﻴﻴﻦ . ﻭﻓﻲ 29 ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﻭﻝ 1890 ﺃﻗﺎﻣﺖ ﻣﺨﻴﻤﺎ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺮﻛﺒﺔ ﺍﻟﺠﺮﻳﺤﺔ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺃﺳﻠﺤﺘﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺭﻓﺾ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺳﻼﺣﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﺎﻫﻆ ﺍﻟﺜﻤﻦ ‏( ﻭﻳﻨﺸﺴﺘﺮ ‏) ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻳﺮﻭﻯ . ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﺳﺒﺐ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﺮﺻﺎﺻﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻃﻠﻘﻬﺎ . ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻣﺴﺘﻬﺪﻓﻴﻦ ﺍﻟﻤﺨﻴﻢ ﺑﻮﺍﺑﻞ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺩﻗﻬﻢ ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ﻭﺟﺮﻯ ﻧﺼﺐ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﺪﺍﻓﻊ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻄﻠﻘﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻭﻗﺘﻞ ﺯﻋﻴﻤﻬﻢ ﺳﺒﻮﺗﻴﺪ ﺇﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﺮﺻﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺃﺱ . ﻭﻟﻘﻲ ﺣﺘﻔﻪ ﻣﻌﻪ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻳﺘﺮﺍﻭﺡ ﺑﻴﻦ 150 ﻭ 300 ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﺍﻟﺤﻤﺮ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﻭﻑ . ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻗﺘﻞ ﺯﻫﺎﺀ 25 ﺟﻨﺪﻳﺎ ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻬﻢ ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻨﻴﺮﺍﻥ ﺻﺪﻳﻘﺔ . ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺳﺎﻫﻢ ﺇﺩﻣﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻭﺗﻔﺸﻲ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﺩﻱ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﻛﺒﺮ . ﺛﻢ ﺟﺎﺀﺕ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻮﺭ ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﺍﻟﺤﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻗﺘﻠﺔ ﻭﺣﺸﻴﻴﻦ ﻟﺘﻮﺟﻪ ﻟﻬﻢ ﻟﻄﻤﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ ﻟﺼﻮﺭﺗﻬﻢ 

واه معتصماه

ﻭﺍﻣﻌﺘﺼﻤﺎﻩ، ﻗﺼﺔ ﺗﺮﻭﻱ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﺰﺓ ﻭ ﻗﻮﺓ ﻭ ﻫﻴﺒﺔ ... ﺗﻘﻮﻝ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻗﺪﻡ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺼﻢ ﻧﺎﻗﻼ ﻟﻪ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺷﺎﻫﺪﻫﺎ ﻗﺎﺋﻼ : ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﻛﻨﺖ ﺑﻌﻤﻮﺭﻳﺔ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻣﻬﻴﺒﺔ ﺟﻠﻴﻠﺔ ﺗﺴﺤﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻓﺼﺎﺣﺖ ﻓﻲ ﻟﻬﻔﺔ : ﻭﺍﻣﻌﺘﺼﻤﺎﻩ ﻭﺍﻣﻌﺘﺼﻤﺎﻩ . ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺍﻟﻤﻌﺘﺼﻢ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻴﺮ ﻋﻤﻮﺭﻳﺔ ﻗﺎﺋﻼ ﻟﻪ: ﻣﻦ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻛﻠﺐ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﻤﺮﺃﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﺇﻻ ﺃﺗﻴﺘﻚ ﺑﺠﻴﺶ ﺑﺪﺍﻳﺘﻪ ﻋﻨﺪﻙ ﻭﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﻋﻨﺪﻱ . ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﺠﺐ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﺮﻭﻣﻲ ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﺍﻟﻤﻌﺘﺼﻢ ﺑﺠﻴﺸﻪ ﻟﻴﺴﺘﻌﺪ ﻟﻤﺤﺎﺻﺮﺓ ﻋﻤﻮﺭﻳﺔ . ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ ﺃﻥ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﻣﻤﻦ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺃﺳﺮ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻗﺎﻟﺖ: ﻭﺍﻣﻌﺘﺼﻤﺎﻩ، ﻓﻨُﻘﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻗَﺪَﺡ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﺏ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ، ﻓﻮﺿﻌﻪ، ﻭﻧﺎﺩﻯ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﺤﺮﺏ . ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﻓﻴﻪ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻣﺎﺭ ﺑﺎﻟﺴﻮﻕ ﻓﺮﺃﻯ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﺵ ﺑﻬﺎ ﻭﺃﻣﺴﻚ ﺑﻄﺮﻑ ﺟﻠﺒﺎﺑﻬﺎ ﻓﺼﺮﺧﺖ ﻭﺍﻣﻌﺘﺼﻤﺎﻩ ﻓﺴﻤﻊ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﻌﺘﺼﻢ ﻓﺒﻠﻐﻮﻩ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﺘﺠﻬﻴﺰ ﺟﻴﺶ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﺤﺮﺏ. ﻭﺧﺮﺝ ﺍﻟﻤﻌﺘﺼﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺟﻴﺶ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﺟﻬّﺰﻩ ﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﺪّﻩ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺍﻟﻤﺆﻥ ﻭﺁﻻﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺤﺼﺎﺭ، ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺜﻐﻮﺭ، ﻭﺩﻣّﺮﺕ ﺟﻴﻮﺷﻪ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻧﻘﺮﺓ ﺛﻢ ﺍﺗﺠﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﻟﻰ 223 ﻫـ ﺃﺑﺮﻳﻞ 838 ﻡ ﻭﺿﺮﺏ ﺣﺼﺎﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻴﻌﺔ ﺩﺍﻡ ﻧﺼﻒ ﻋﺎﻡ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً، ﺫﺍﻗﺖ ﺧﻼﻟﻪ ﺍﻷﻫﻮﺍﻝ ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﺴﻠﻤﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﺩﺧﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ 17 ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺳﻨﺔ 223 ﻫـ == 13 ﺃﻏﺴﻄﺲ 838ﻡ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗُﺘﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺛﻼﺛﻮﻥ ﺃﻟﻔﺎ، ﻭﻏﻨﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻏﻨﺎﺋﻢ ﻋﻈﻴﻤﺔ، ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺼﻢ ﺑﻬﺪﻡ ﺃﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻴﻌﺔ ﻭﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺻﺪﺍﻩ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺧﺼّﻪ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺑﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺪﺡ . ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻧﻈﻤﻪ ﺃﺑﻮ ﺗﻤﺎﻡ ﻓﻲ ﺑﺎﺋﻴﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﺓ ﻣﺎﺩﺣﺎً ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺣﻘﻖ ﻧﺼﺮﺍ : ﺍﻟﺴﻴﻒ ﺃﺻﺪﻕ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﺣﺪﻩ ﺍﻟﺤﺪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺪ ﻭﺍﻟﻠﻌﺐ ﺑﻴﺾ ﺍﻟﺼﻔﺎﺋﺢ ﻻ ﺳﻮﺩ ﺍﻟﺼﺤﺎﺋﻒ ﻓﻲ ﻣﺘﻮﻧﻬﻦ ﺟﻼﺀ ﺍﻟﺸﻚ ﻭﺍﻟﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺷﻬﺐ ﺍﻷﺭﻣﺎﺡ ﻻﻣﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻤﻴﺴﻴﻦ، ﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺍﻟﺸﻬﺐ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ؟ ﺑﻞ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻭﻣﺎ ﺻﺎﻏﻮﻩ ﻣﻦ ﺯﺧﺮﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﻛﺬﺏ ﻳﺎ ﻳﻮﻡ ﻭﻗﻌﺔ ﻋﻤﻮﺭﻳﺔ ﺍﻧﺼﺮﻓﺖ ﻋﻨﻚ ﺍﻟﻤﻨﻰ ﺣﻔﻼ ﻣﻌﺴﻮﻟﺔ ﺍﻟﺤﻠﺐ ﻟﻘﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﻨﺎﺭ ﻳﻮﻣﺎ ﺫﻟﻴﻞ ﺍﻟﺼﺨﺮ ﻭﺍﻟﺨﺸﺐ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﺑﻬﺎ ﺑﻬﻴﻢ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻫﻮ ﺿﺤﻰ ﻳﺸﻠﻪ ﻭﺳﻄﻬﺎ ﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻬﺐ ﺣﺘﻰ ﻛﺄﻥ ﺟﻼﺑﻴﺐ ﺍﻟﺪﺟﻰ ﺭﻏﺒﺖ ﻋﻦ ﻟﻮﻧﻬﺎ , ﺃﻭ ﻛﺄﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻟﻢ ﺗﻐﺐ ﺿﻮﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺀ ﻋﺎﻛﻔﺔ ﻭﻇﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﺩﺧﺎﻥ ﻓﻲ ﺿﺤﻰ ﺷﺤﺐ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻔﺘﻮﺡ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﻧﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺃﻭ ﻧﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺐِ ﻓﺘْﺢٌ ﺗﻔﺘّﺢ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﻪ ﻭﺗﺒﺮﺯ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺃﺛﻮﺍﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘُﺸُﺐ ﺃﺑﻘﻴﺖ ﺟﺪ ﺑﻨﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺻَﻌَﺪ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﻲ ﺻَﺒَﺐ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﻣﻌﺘﺼﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻨﺘﻘﻢ ﻟﻠﻪ ﻣﺮﺗﻘﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺮﺗﻐﺐ ﻟﺒﻴّﺖ ﺻﻮﺗًﺎ ﺯِﺑَﻄﺮﻳًﺎ ﻫَﺮَﻗْﺖَ ﻟَﻪُ ﻛَﺄْﺱَ ﺍﻟْﻜَﺮَﻯ ﻭَﺭُﺿَﺎﺏَ ﺍﻟْﺨُﺮّﺩِ ﺍﻟْﻌُﺮُﺏ . الشيخ فلاح الجربا

الامبراطور نيرون و" حريق روما الكبير "

ﺣﺮﻳﻖ ﺭﻭﻣﺎ ﺣﺮﻳﻖ ﺭﻭﻣﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﻗﻊ ﺳﻨﺔ 64 ﻣﻴﻼﺩﻳﺔ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻧﻴﺮﻭﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺤﺘﺮﻕ، ﻭ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻭ ﺩﻣﺮ ﻧﺼﻒ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﺣﻴﺚ ﺃﻋﺮﺏ ﻧﻴﺮﻭﻥ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﻋﻦ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﺑﺎﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺀ ﺭﻭﻣﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ . ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺮﻙ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻳﻜﺜﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻤﺘﻠﺌﺔ ﺑﺒﻀﺎﻋﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﺍﻻﺷﺘﻌﺎﻝ . ﺍﻣﺘﺪﺕ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﻭ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻣﺸﺘﻌﻠﺔ ﺃﺳﺒﻮﻋﺎ ﻭ ﺃﻟﺘﻬﻤﺖ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ . ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻘﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﺠﻬﻮﻟﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻨﻔﺬﻭﻥ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺇﻟﻴﻬﻢ. ﻭ ﻣﺎ ﺃﻥ ﻫﺪﺃﺕ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﺣﺘﻰ ﺍﺷﺘﻌﻠﺖ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺗﻴﺠﻠﻴﻨﺲ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﻭ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ. ﻭ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﻛﺎﻥ ﺛُﻠﺜﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺭﻭﻣﺎ ﻗﺪ ﺗﺤﻮّﻝ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻘﺎﺽ . ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺍﺷﺘﻌﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﺫﻫﺐ ﻧﻴﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﻣﺎ ﻟﻴﻌﺎﻳﻦ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺳﻌﺎﺩﺗﻪ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻠّﻬﺐ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﻧﻴﺮﻭﻥ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻓﻰ ﺑﺮﺝ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﻨﻈﺮ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﻭ ﺑﻴﺪﻩ ﺁﻟﺔ ﻋﺰﻑ ﻭ ﻳﻐﻨﻰ ﺃﺷﻌﺎﺭ ﻫﻮﻣﻴﺮﻭﺱ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺼﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺮﻳﻖ ﻃﺮﻭﺍﺩﺓ . ﻭ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ، ﺳﺮﻯ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮ ﺑﺈﺷﻌﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ، ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻊ ﺇﺧﻤﺎﺩﻫﺎ . ﻭ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺴﺮﻋﺔ، ﻭ ﺗﻬﺎﻣﺲ ﺃﻫﻞ ﺭﻭﻣﺎ ﺑﺎﻷﻗﺎﻭﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﻟﺖ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﻢ ﻭ ﺗﺰﺍﻳﺪﺕ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻟﻨﻴﺮﻭﻥ، ﻭ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻛﺒﺶ ﻓﺪﺍﺀ ﻳﻀﻌﻪ ﻣﺘﻬﻤﺎً ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺇﻣﺎ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﺭﻭﻣﺎ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺗﺤﺖ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺑﻮﺑﻴﺎﺳﺒﻴﻨﺎ ﺇﺣﺪﻯ ﺯﻭﺟﺎﺕ ﻧﻴﺮﻭﻥ، ﻓﺄﻟﺼﻖ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ، ﻭ ﺑﺪﺃ ﻳﻠﻬﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻭﺍﺿﻄﻬﺎﺩﻫﻢ ﻭﺳﻔﻚ ﺩﻣﺎﺋﻬﻢ ﺑﺘﻘﺪﻳﻤﻬﻢ ﻟﻠﻮﺣﻮﺵ ﺍﻟﻜﺎﺳﺮﺓ ﺃﻭ ﺣﺮﻗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻫﻞ ﺭﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺘﺎﺩﻳﻮﻡ ﻭﻓﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﻣﺆﻫﻼﺕ ﺍﻟﻮﻻﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﻫﻮ ﻣﺪﻯ ﻗﺴﻮﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ، ﻭﺳﻴﻖ ﺃﻓﻮﺍﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻹﺷﺒﺎﻉ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻓﻲ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ، ﻭﻋﺎﺵ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﺮﺍﺩﻳﺐ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻬﻮﻑ . ﻭ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩ ﺍﻟﺪﻣﻮﻯ ﺃﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺫﺍﻕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﻛﻞ ﻣﺎﻳﺘﺒﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻣﻦ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﻮﺣﺸﻰ، ﻭ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺿﺤﺎﻳﺎﻩ ﺑﻮﻟﺲ ﻭ ﺑﻄﺮﺱ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﻗﺘﻼ ﻋﺎﻡ 68 ﻡ. ﻭ ﻟﻤﺎ ﺳﺎﺩﺕ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ، ﺃﻋﻠﻨﻪ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺍﻟﺴﻨﺎﺗﻮ ﺃﻧﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﻋﺪﻭ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﻤﺎﺕ ﻣﻨﺘﺤﺮﺍً ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 68 ﻡ ﻣﺨﻠﻔﺎً ﻭﺭﺍﺅﻩ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﻓﻼﺱ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺑﺬﺧﻪ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ . الشيخ فلاح الجربا

قصة " اندرو كارنيجي "

اﻻمريكي ﺍﻧﺪﺭﻭ ﻛﺎﺭﻧﻴﺠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻛﺒﺮ ﻣﺼﻨﻊ ﻭﺗﺎﺟﺮ ﻟﻠﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻔﻮﻻﺫ واغنى اغنياء ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎً ﻣﻴﺜﺎﻟﻴﺎً ﻟﺮﺟﻞ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺼﺎﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺮ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1835 ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﻭﻟﺪ ﺍﻧﺪﺭﻭ ﻛﺎﺭﻧﻴﺠﻲ ﻓﻲ ﺍﺳﻜﺘﻠﻨﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ .. ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ” ﻭﻳﻠﻴﺎﻡ ” ﻓﻘﻴﺮ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻤﻞ ﺑﺴﻴﻂ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻓﻜﺎﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻧﺴﺎﺝ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﺍﻟﻴﺪﻭﻱ .. ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻧﺪﺭﻭ ﺍﻻ ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺣﺮﻳﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﺑﻨﻪ ﻭ ﻳﻠﺘﺤﻖ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﻨﺬ ﺍﻥ ﺑﻠﻎ ﺍﻧﺪﺭﻭ 8 ﺳﻨﻮﺍﺕ .. ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻤﻞ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻧﺪﺭﻭ ﻭﺍﺳﺘﺎﺀﺕ ﺍﻻﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﺍﻛﺜﺮ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻵﻻﺕ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻳﺔ ﻓﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻴﺪﻭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﺳﺎﺱ ﻋﻤﻞ ﻭﻳﻠﻴﺎﻡ ﻭ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻗﺮﺭ ﺍﻻﺏ ﺍﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﺳﻜﺘﻠﻨﺪﺍ ﻭ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﺭﺽ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻳﺠﺪ ﺑﻬﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﻋﻤﻞ ﻭ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻫﺎﺟﺮ ﺍﻻﺏ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺗﺤﺮﻛﺖ ﻣﻦ ﺍﺳﻜﺘﻠﻨﺪﺍ ﻭﺭﺳﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺽ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ .. ﻭ ﻣﻨﺬ ﺍﻥ ﺩﺏ ﺍﻻﺏ ﺍﺭﺟﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺭﺽ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺘﻪ 50 ﻳﻮﻣﺎ ﺍﺧﺬ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻧﺪﺭﻭ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ 13 ﻋﺎﻡ … ﺣﻴﺎﺓ ﺃﻧﺪﺭﻭ ﻛﺎﺭﻧﻴﺠﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻻﻧﺪﺭﻭ ﻣﺒﻜﺮﺍ ﺟﺪﺍ ﻓﺘﺴﻠﻢ ﺍﻭﻝ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺳﻦ 13 ﻋﺎﻡ ﻓﻜﺎﻥ ﻓﺎﻗﺪﺍ ﻟﺴﻦ ﻣﺮﺍﻫﻘﺘﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻭﻗﺖ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﺟﺪﺍ ﻟﻴﺬﻫﺐ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﻰ ﻣﺼﻨﻊ ﺍﻻﻗﻄﺎﻥ … ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺩﻭﻥ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺳﻮﺍ ﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ .. ﻭﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻳﺬﻫﺐ ﻣﻊ ﺍﺑﻴﻪ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻬﻢ ﻓﻼ ﻳﺠﺪ ﺍﻱ ﻭﻗﺖ ﻟﺸﺊ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻟﻜﻲ ﻳﻌﻮﺩ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺛﻢ ﻳﺨﺮﺟﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﻨﻊ ﻓﻲ ﻇﻼﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻳﻌﻮﺩﺍﻥ ﻟﻠﻨﻮﻡ ﻭﺗﻜﺮﺍﺭ ﺍﻷﻣﺮ . ﻭﺟﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﺧﺮﻯ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻧﺪﺭﻭ ﻛﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﺟﺮ ﺩﻭﻻﺭﻳﻦ ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺘﻀﺎﻩ ﻓﻲ ﻣﺼﻨﻊ ﺍﻻﻗﻄﺎﻥ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻣﺘﻌﺐ ﺟﺪﺍ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﺍﻧﺪﺭﻭ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻥ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻧﺠﺎﺡ ﺑﺪﻭﻥ ﺷﻘﺎﺀ ﻭﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻤﺴﺆﻟﻴﺔ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ …
ﻭﻟﻢ ﻳﻤﻀﻰ ﻭﻗﺖ ﺣﺘﻰ ﺟﺎﺀ ﺍﻣﺎﻡ ﺃﻧﺪﺭﻭ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻓﻀﻞ ﻭﻟﻌﻠﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻜﻔﺄﺓ ﺻﺒﺮﻩ ﻭ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﺣﺘﻴﺎﺝ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻰ ﺍﻧﺪﺭﻭ ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺨﻄﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻮﺭﻗﻴﺔ ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗﻤﻜﻦ ﺍﻧﺪﺭﻭﺍ ﺑﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ ﺍﺩﺍﺀ ﻣﻬﻤﺔ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻔﻮﺍﺗﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ … ﻭ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻫﻢ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺩﺕ ﺑﻨﻔﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺪﺭﻭ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻻﻧﻪ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩ ﺑﺨﺒﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻔﻮﺍﺗﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ . ﺑﺤﻠﻮﻝ ﻋﺎﻡ 1850 ﺍﺻﺒﺢ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻋﺎﻣﻞ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﺮﻕ / ﺍﻟﺘﻠﻐﺮﺍﻑ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺑﺎﺟﺮ ﺩﻭﻻﺭﻳﻦ ﻭﻧﺼﻒ ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﻭﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻧﺪﺭﻭ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻻ ﻭﺍﺳﺘﻐﻠﻬﺎ ﻭﺛﺒﺖ ﻛﻔﺎﺀﺗﻪ ﺑﻬﺎ .. ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﺳﺘﻐﻼﻟﻪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﺘﻤﺜﻼ ﻓﻲ ﺍﺩﺭﺍﻛﻪ ﻟﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﻟﻔﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻩ ﺍﻟﺴﻜﻚ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻤﺘﻊ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﺎﺯﺩﻫﺎﺭ ﻭﻧﻤﻮ – ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ ﺍﻧﺪﺭﻭ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1853 ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻣﻊ توﻣﺎﺱ ﺳﻜﻮت ذلك ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺷﺮﻛﺔ ﻟﻠﺴﻜﻚ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺍﻟﺒﺮﻗﻴﺎﺕ ﻭﻻ ﻳﻨﺴﻰ ﺍﺑﺪﺍ ﺍﻧﺪﺭﻭ ﻃﻮﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ توﻣﺎﺱ ﺳﻜﻮت ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﺏ ﺛﺎﻧﻲ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﺸﺠﻴﻌﻪ ﻭ ﺍﻋﻄﺎﺀ ﻧﺼﺎﺋﺢ ﻟﻪ ﻻ ﺗﻨﺴﻰ ﻭﻣﻦ ﺍﻫﻢ ﻣﺎ ﺍﻗﺘﺮﺣﻪ ﻋﻠﻴﻪ توﻣﺎﺱ ﻫﻮ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﺴﺜﻤﺮ 500 ﺩﻭﻻﺭ ﻓﻲ ﺷﺮﻛﺔ ﺳﻜﻚ ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﻣﺴﺘﻤﺮ .. ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﺴﻤﺎﺭ ﻧﺎﺟﺢ ﺟﺪﺍ ﻭﻋﺎﺩ ﻓﻮﺍﺋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺪﺭﻭ ﺑﺎﻣﻮﺍﻝ ﻟﻢ ﻳﺘﺨﻴﻠﻬﺎ ﻓﻜﺎﻥ ﺳﻨﻮﻳﺎ ﻳﺮﺑﺢ ﻣﺎﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ 5 ﺁﻻﻑ ﺩﻭﻻﺭ ﺳﻨﻮﻳﺎ . ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮ ﺍﻟﻨﺎﺟﺢ ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﻜﺎﻓﺢ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﺍﺩﺭﻭ ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻥ ﻳﺮﺑﺢ ﺍﻣﻮﺍﻝ ﻭ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻥ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺑﺎﺳﺮﺗﻪ ﺍﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻓﻀﻞ ﻓﺠﺄﺓ ﺍﺷﺘﻌﻠﺖ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻨﺎﺟﺢ ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺑﺎﻳﺠﺎﺏ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺩﻣﺎﺭ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺍﻧﺪﺭﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭﻩ ﻓﺎﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺫﻫﺐ ﻣﻊ ﺳﻜﻮﻁ ﺍﻟﻰ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻓﺘﺮﺓ ﺧﺒﺮﺍﺕ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻥ ﻳﺎﺧﺬ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺨﺺ ﺧﻔﺾ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺤﺠﻢ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻥ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺨﺒﺮﺓ ﺍﻋﻠﻰ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ ﻭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺨﺎﻡ … ﻭ ﺑﻬﺬﺍ ﺯﺍﺩ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺓ ﻭﺗﻀﺎﻋﻔﺖ ﺛﺮﻭﺗﻪ . ﻭ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1865 ﻗﺮﺭ ﺍﻧﺪﺭﻭ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﻧﺠﺎﺡ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻩ ﺍﻻﻭﻝ ﻭ ﺗﻀﺎﻋﻒ ﺛﺮﻭﺗﻪ ﻓﻘﺎﻡ ﺑﺸﺮﺍﺀ ﺃﺭﺍﺽ ﻳﻘﺎﻝ ﺍﻥ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﻣﻨﺠﻢ ﺣﺪﻳﺪ ﺧﺎﻡ ﻭﻗﺮﺭ ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺮﺓ ﻭ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻧﺠﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺜﺜﻤﺎﺭ ﺍﻳﻀﺎ ﻭﺑﺤﻠﻮﻝ ﻋﺎﻡ 1873 ﻗﺎﻡ ﺃﻧﺪﺭﻭ ﺑﺒﻨﺎﺀ ﺷﺮﻛﺔ ” ﻛﺎﺭﻧﻴﺠﻲ ﻭ ﻣﺎﻛﻨﺪﻟﻴﺲ ” ﻟﻠﻔﻮﻻﺫ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻪ ﺷﺮﻛﺎﺀ ﺑﺎﺳﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻧﺠﺎﺡ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﻋﺐ ﻓﺤﺪﺛﺖ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ .. ﻭ ﻗﺮﺭ ﺷﺮﻛﺎﺋﻪ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺑﺎﻻﺳﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻴﻬﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻧﺪﺭﻭ ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﺗﺤﻠﻰ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ﻭﺟﻤﻊ ﻛﻞ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺗﻪ ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺸﺮﺍﺀ ﺍﺳﻬﻢ ﻫﺆﻻﺀ .
ﺃﻧﺪﺭﻭ ﻛﺎﺭﻧﻴﺠﻲ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻻﻧﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﻟﻪ .. ﻟﻢ ﻧﺴﺘﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺷﺨﺺ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻻﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻻﻧﻔﺎﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮ .ﺯ ﺍﻭﻝ ﻋﻤﻞ ﺧﻴﺮ ﻓﻜﺮ ﺑﻪ ﺍﻧﺪﺭﻭ ﻣﺴﻘﻂ ﺭﺃﺳﻪ ﻗﺮﺭ ﺍﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﺍﺳﻜﺘﻠﻨﺪﺍ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﺇﺻﻼﺡ ﻭﺗﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﺗﺸﻴﺪ ﺳﻜﻚ ﺣﺪﻳﺪ ﻟﻬﻢ ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1901 ﺍﺧﺬ ﺍﻧﺪﺭﻭ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﺼﻴﺮﻱ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻘﺮﺭ ﺍﻥ ﻳﺒﻴﻊ ﻛﻞ ﺗﺠﺎﺭﺗﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ 250 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻭﺍﻥ ﻳﺘﻔﺮﻍ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻻﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻋﻤﺎﻝ : – ﻗﺎﻡ ﺑﺒﻨﺎﺀﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﺍﻧﺠﻠﺘﺮﺍ ﻭ ﺑﻼﺩ ﺍﺧﺮﻯ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺗﺪﻋﻴﻤﺔ ﻻﻛﺜﺮ ﻣﻦ 3000 ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻋﺎﻣﺔ – ﺍﻏﺪﻕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﻮﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺘﺸﻴﺪ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭ ﺍﺳﻜﺘﻠﻨﺪﺍ ﻭﺍﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻧﺪﺭﻭ ﻛﺎﻧﻴﺠﻲ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻧﺪﺭﻭ ﻛﺎﺭﻧﻴﺠﻲ ﺗﻮﻓﻰ ﺍﻧﺪﺭﻭ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1919 ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺪﻻﻉ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﻧﻴﺔ ﻣﺘﺎﺛﺮﺍ ﺑﻬﺎ ﻭﺑﻔﺸﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻃﻔﺎﺀ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺭ . الشبخ فلاح الجربا

الجمعة، 18 نوفمبر 2016

الصهيونية والتوضيف الديني



الآن يمكننا الانتقال الى السؤال ، وإن لم نكن في معرض المقارنة مع الصهيونية:
إذا كان الخطاب الصهيوني (من حيث توظيفه للدين) قد نجح في تضليل وكسب الجماعات اليهودية والمجتمعات الغربية لاكثر من قرن من الزمان، فهل إستطاع ردنا الديني، وهل يقوى، على مقارعة الخطاب الصهيوني؟

وهل تمكن هذا الخطاب من إدخال مشروع تحرير فلسطين الى الوعي العربي صاحب الارض والقضية، على غرار ما فعل الخطاب الصهيوني في وعي اليهودي المستوطن القادم من بولندا او روسيا، على سبيل المثال، في مطلع القرن المنصرم؟

هل توفرت لدينا آليات النضال وعوامل الانجاز (التنظيم السياسي والبرنامج السياسي والعملي والقيادة والرؤية والقدرة على إستخدام الاوضاع المحلية والاقليمية والدولي)؟ وهل بوسع الخطاب الديني ان يخلق الوعي العربي بالمشروع الراسمالي ـ الامبريالي ـ الصهيوني وفهم مراميه ومخاطره فهماً مادياً وموضوعياً؟

وبالمحصلة، هل يستطيع الخطاب الديني ان يحرض الجماهير وينظم فعلها؟ 

لقد جاء خطابنا الديني في مجمله، (والعلماني في بعض الاحيان)، كرد فعل على الخطاب الصهيوني وغرق في إستنباط الآيات والاقوال القرآنية والانجيلية لدحض الخطاب اليهودي ـ الصهيوني. وبالرغم من الاهيمة البحثية لمثل هذه الشؤون الدينية، فاننا لا نبالغ إذا قلنا أن جلَّ ما قيل وكُتبَ في معرض هذا الدحض الديني وما شق طريقه الى وعي المواطن العربي (في مرحلة يكسوها إستدخال الهزيمة وهيمنة الفكر الغيبي)، 

لم يتجسد في فهم موضوعي للخطاب الصهيوني المعادي ولم يترجم الى آليات عملية نضالية لمكافحته والرد عليه، ولم يخرج عن آفاق الطروحات الدينية الميتافيزيقية الملقنة. لقد جاء هذا الرد في مجمله، كما أسلفنا، من قبيل السجال الديني والمحاججة واللاهوتية وإستخراج الاقتباسات والاستشهادات القرآنية والانجيلية. 

وكثيراً ما تم هذا السجال في فضاءِ مشحون بالتعصب الديني وخلط الاوراق والمفاهيم ومعاداة اليهودية والمسيحية أو اليهود والمسيحيين الغربيين كأتباع لهذا الديانات، بدلاً من ادارة الصراع مع القوى والمشاريع والمخططات الاقتصادية والسياسية الراسمالية الغربية والصهيونية. 

رب قائل بان للدين والمحاججة الدينية دور فعال في مجتمعاتنا وفي التأثير على المواطن والرأي العام، وهو ما يجيز إستخدامهما كأدوات تثقيف للمواطنين وتوعيتهم وتحريضهم على النضال ضد العدو المحتل. ويتابع أصحاب هذه الحجة، إذا كان الصهاينة والغرب الراسمالي قد سخروا الدين في خدمة أهدافهم على مدى عقود من الزمن، فما الذي يعيب علينا ان نستخدم الادوات ذاتها؟

لا شك في ان إستخدام الدين، كعاملٍ وفاعلٍ واحدى مكونات الهوية الثقافية، يلعب دوراً هاماً وفعالاً في المجتمعات والتقليدية منها على وجه الخصوص، وفي عملية خلق وتكوين الوعي والوجدان، إلا انه لا يؤسس لمشروع تحرير وطني إبتلى بهذا المعسكر من الاعداء وبعوامل التعقيد والتعثر ما لم تواجهه حركة تحرير وطنية في التاريخ.

 كما ان توظيف الدين لا يؤسس لفهم موضوعي لطبيعة ومكونات الصراع القائم بين مشروعنا العربي (التحريري ـ النهضوي ـ التنموي) من جهة، والمشروع الراسمالي ـ الامبريالي ـ الصهيوني من جهة أخرى.

 إذ إننا نقف امام صراع يكاد يكون أزلياً، إحتدم على ارضنا لما ينوف على قرنين من الزمن، وكان من أهم عبره ودروسه أنه ليس صراعاً دينياً، وإن إتخذ لبوس الدين وإحتقن بالكثير من المظاهر والتجليات الدينية، بل هو مشروع هيمنة راسمالية ـ امبريالية يقع الاحتلال الصهيوني لفلسطين في القلب منه بهدف تجزئة الوطن العربي والهيمنة عليه، ومن هنا كانت الصهيونية وكيانها وليدة راس المال العالمي وأداة وظيفية في خدمته.

ما نريد ان نخلص اليه هو انه ما لم يتوفر لدينا الفهم الموضوعي للنبوءات التوراتية ولتوظيفاتها السياسية، فان ردنا الديني الداحض، ومجمل خطابنا الدعاوي والاعلامي، لن يعدو كونه جدلاً لاهوتياًً عقيماً لا طائل تحته. 

وفي هذا، فهو يخدم الدعاية الصهيونية ويغريها الى المزيد من إلهائنا وهدر جهودنا، ناهيك عن مخاطر الانزلاق في الصراع والتعصب الديني والتأسيس لاصولية دينية أضحت منفلته في مجتمعاتنا. لن يكتب لنا النصر في نضالنا العادل إذا قام هذا النضال على عكازات دينية دون التأسيس لوعي نقدي جذري وثوري. 

لذا نرى أن البحث في حقيقة الصهيونية وتعرية أكاذيبها والرد على النبوءات التوراتية، التي إستغلتها أفضل إستغلال، لا يتسنى بالرد الديني، بل يجب ان يتجه نحو فضح الصهيونية في مفاهيمها السياسية والاستعمارية والاستيطانية وتحالفها مع راس المال العالمي، وتجليسها بدقة في الثالوث المعادي: الراسمالية والامبريالية والصهيونية. اما الخرافات الدينية والتوراتية فيجب فهمها من خلال توظيفها لخدمة الاغراض السياسية للصهيونية والامبريالية الغربية.

ولعل المحك التاريخي الاكثر مصداقية يكمن في السؤال التالي: فماذا حقق الرد الديني حتى يومنا هذا وما هي إنجازاته؟ 
(2)
النبوءات التوراتية:
عقيدة "العودة" نموذجاً

"العودة": كذبة تفرخ مسلسلاً من الاكاذيب

الكذب والتزوير ضرورة وسمة أساسية ملازمة لكافة الايديولوجيات العنصرية والفاشية والاستعمارية، وخاصة الاستيطانية والصهيونية. والكذب في هذه الايديولوجيات يتعدى كونه مجرد وسيلة بل يصبح جزءً من طبيعتها وبنيتها، وهو لا يعني لوي عنق الحقيقة فحسب، بل إختلاق وفبركة الحقائق والوقائع وإبتداع المزاعم وتكرارها الى أن تتحول الى مسلمات. 

في البدء، كما يوافينا السرد الصهيوني، كان "شعب الله المختار"، ثم كان "المنفى" الذي ولّد حنين اليهود ورغبتهم الازلية في "العودة" الى فلسطين. كانت تلك اولى أكاذيب التلفيق والتزوير، التي إضحت إحدى المسلمات التي يكاد يصدقها العالم باسره، كما يصدق الاكاذيب التي تفرعت عنها. 

فطالما ان الله قد إختار اليهود ليكونوا "شعبه المختار"؛ فلا بد، ان يكون لهذا الشعب "بلداً"، فكان أن وعد الله هذا الشعب بالعودة الى وطنه ـ "أرض الميعاد" ـ والتي ستبقى بانتظاره. ويسهل بعد ذلك الاسترسال في مسلسل الاكاذيب لتتصب في غاية واحدة: إستدامة وتأبيد "الحلم الصهوني". 

ولم تتوقف الخرافات عند هذا الحد من "النبواءت" التوراتية بل تعدته الى بث التلفيقات التي ادعت ان اليهود سعوا خلال الاف السنين للعودة الى فلسطين. وفي أحشاء هذه الاكاذيب ولدت كذبة اخرى مؤداها انه بفضل الحلم اليهودي القديم والازلي في العودة فان حلم إنشاء الدولة اليهودية قديم أيضاً، وان الصهيونية ـ حاملة فكرة العودة وممثلة تلك الرغبة اليهودية، هي قديمة قدم التاريخ. 

هكذا، بايجاز شديد، توالت مشاهد الاكاذيب الصهيونية واحدة تلو الاخرى.

نشأة فكرة "العودة" في العقيدة اليهودية
التزامن بين العودة والصهيونية

يدعي المؤلفون والمؤرخون الصهاينة انه من أجل فهم "العودة" (التي جاءت الصهيونية لتعبر عنها) ينبغي الرجوع الى قديم التاريخ، الى القرن الثامن ق. م. حين سقطت اسرائيل امام هجوم قوات الملك الاشوري سرجون الثاني، في حين يذهب بعضهم الى ان "العودة" رأت النور في مرحلة سبي اليهود بعد هدم الهيكل من قبل نبوخذنصر أي في القرن السادس قبل الميلاد.

 ومهما تنوعت الاجتهادات، فليس لهذه الاكذوبة سوى غاية واحدة: عقد التزامن والتطابق بين "فكرة العودة" من جهة، والصهيونية من جهة ثانية، من حيث ان هذه الاخيرة جسدت فكرة ومشروع عودة اليهود الى ارضهم الموعودة، فلسطين. وعلى الرغم من سخافة هذا الافتراض، إلا انه نجح في تكريس وتصديق الزعم القائل بقدم رغبة اليهود في العودة الى فلسطين وولادة الصهيونية كفكرة تجسد هذه الرغبة.

 بعبارة اخرى، فان ما يريد ان يؤكده لنا السرد الصهيوني هو تزامن نشوء "العودة" و"الصهيونية" عبر التاريخ، وهو ما يؤسس لإبتداع "تاريخ يهودي في النضال نحو تحقيق الحلم". والادلة على هذا الابتداع كثيرة عبر تاريخ الصهيونية، نورد فيما يلي بعضاَ منها:

□ يقول ناحوم سوكولوف: "إنها حقيقة بسيطة.... بدأ تاريخ اسرائيل بالصهيونية. ويبين هذا التاريخ في الازمنة السحيقة طريق تحقيق الصهيونية... فالخروج من مصر كان مثلاً للجمع بين الهجرة والكولونيالية [أي أستعمار الارض ]... والعودة من بابل كانت حدثاً صهيونياً عظيماً". 

□ أما بن غوريون، فيقول يوم إعلانه تأسيس الكيان الصيوني، 15 أيار 1948، ما يسميه الاسرائيليون "اعلان الاستقلال": "لقد كانت ارض اسرائيل، اريتس اسرائيل، مسقط راس الشعب اليهودي. هنا صاغ اليهود هويتهم الروحية والدينية والسياسية.

 وهنا اقاموا دولتهم للمرة الاولى، وشكلوا القيم الثقافية ذات الاهمية الوطنية والانسانية ومنحوا العالم كتاب الكتب الازلي". ويتابع بن غوريون قائلا: "وعليه، فنحن اعضاء مجلس الشعب وممثلو اليهود في اريتس اسرائيل والحركة الصهيونية، الملتئيمن في هذا اليوم، يوم جلاء الانتداب البريطاني عن اريتس اسرائيل، واستنادا الى حقنا الطبيعي والتاريخي، وبموجب قرار الجمعية العامة للامم المتحدة، نعلن هنا تأسيس الدولة اليهودية في اريس اسرائيل لتعرف باسم دولة اسرائيل".

□ أما نتنياهو فيعود ليؤكد على المقولة اليهودية- الصهيونية، قائلا: "لكن حقنا بإقامة دولتنا هنا، في أرض إسرائيل، ينبع من الحقيقة البسيطة: هذا وطن الشعب اليهودي، وهنا تَشكَلّ وعيه". 

معنى "العودة" في العقيدة اليهودية

لم تكن "أرض الميعاد"، حسب المعتقدات الدينية اليهودية، تعني جغرافية فلسطين، بل كانت مفهوماً يعبر، من منظور تلك العقيدة، عن ارض لاهوتية إفتراضية لا جغرافية. وعليه، فان العودة في اليهودية لا تعني العودة الى فلسطين. ناهيك عن ان اليهود يؤمنون بان العودة الى "ارض الميعاد" ستتحقق عند "مجيء المسايا" (المسيح المخلص) وبمشيئة ربانية. 

صحيح أن الانبياء تحدثوا عن تجميع بقايا اليهود من شتى بقاع الارض، وادعوا بان الرب سيعيد شعبه الى أرضهم في جبل صهيون، إلا ان ذلك ارتبط عبر الاجيال بالمعنى الديني بقدوم المسيح وحلول الآخرة. إلا انه "بمرور الاجيال وإخفاق حسابات المتدينين لتحديد موعد "اليوم الآخر" ساد إقتناع الطوائف اليهودية ان معجزة قدوم المسيح المرتقب ستحل في موعدها بارادة الرب ولذلك فمن التطاول والتجديف السعي للاسراع بها، 

ولم يتخل المتدينون عن هذا الرأي وقاوموا الصهيونية حتى وقت متأخر جداً." وجدير بالذكر، في هذا المقام، ان الراب منشي بن اسرائيل الذي سافر الى إنجلترا في القرن السابع عشر ليسترحم حاكمها كرومويل كي يسمح باستيطان اليهود في تلك البلاد، كان يعلن ان على اليهود ان ينتشروا في اربعة أطراف المعمورة قبل ان يعيدهم الرب الاله الى "ارض الميعاد". 

وإعتماداً على تراث القرن التاسع عشر، لاحظ الباحثون "ان الوعد بقدوم المسيح إفترض ان لا يقوم اليهود باي عمل لاعادة سيادتهم (القومية)، فعليهم ان يواصلوا رسالتهم بين الامم على إعتبار ان الخلاص سيأتي من جرّاء تدخل إلهي". ويرى د. إميل توما ان التدقيق التاريخي يكشف "ان ترقب المسيح بين الطوائف اليهودية، الذي كان يقترن طبيعيا بالعودة الى صهيون، كان يشيع في اقطار عينية وفي تواريخ محددة (في سورية في القرنين السابع والثامن، وفي إسبانيا في القرن الحادي عشر).

في حين كانت الطائفة اليهودية في ذلك القطر أو ذاك وفي التاريخ المعين، تعيش في ظروف صعبة، تتوق الى الخلاص فتتشبث بالمسيحية [أي فكرة قدوم المسيح المخلص ـ م.ع.] وفكرة العودة الى صهيون". ويتابع توما: "ولكن هذه الفكرة كانت دينية ولذلك لم تتجسم تنظيمياً الا في حالات قليلة جداً وفي أقاليم عينية. وهكذا تجسمت في سورية تنظيماً في القرنين السابع والثامن، وكانت إشتياقاً دينياً شائعاً في إسبانيا في القرن الحادي عشر، وهذا الشكل التنظيمي لم يتجاوز بضع حالات إندثرت عبر القرون وإنتهت في القرن السابع عشر." 

أما المرحوم د. عبد الوهاب المسيري فيخلص الى انه رغم الاختلافات في وجهات النظر والتأويلات اليهودية والحاخامية لعقيدة العودة، "على وجه العموم، يمكن القول بان أعضاء الجماعات اليهودية قد قبلوا وجودهم في الاوطان التي كانوا يعيشون فيها، وان الحديث عن المنفى أصبح جزءً من الخطاب الديني، وأصبحت العودة تطلعاً دينياً وتعبيراً عن حب صهيون أي تعبيراً عن التعلق الديني بالارض المقدسة وهو تعلق ذو طبيعة مجازية، لا يترجم نفسه الى عودة حرفية الى فلسطين، حتى وان خلق إستعداداً كامناً لذلك". 

يتضح من هذا، وهو ما نود الاشارة اليه، الفرق بين الشوق والحنين الديني الى صهيون، من جهة والصهيونية كايديولوجية وحركة سياسية تسعى الى إقامة مستوطنة يهودية في فلسطين، من جهة ثانية. ولا يغير في الامر شيئاً ان الصهيونية السياسية إقتبست هذا الشوق او الحنين، بل يؤكد انها إستخدمت الدين اليهودي والنبوءات التوراتية في أغراضها السياسية وسخرتها في إبتداعها لفكرة "الشعب اليهودي" وعودته

السياسة والاقناع

ﺍَﻟﺨﻄﺎﺏُ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭُ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻨﺎﻉ ﺍﻟﻨّﺎﺱ، ﺧﻄﺎﺏٌ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺷﺤﺬ ﺍﻟﺴّﻴﻒ ﻭﺗﺄﺟﻴﺞ ﺍﻟﻌﻨﻒ، ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻠﻨﺴﻮﺓ، ﻭﻻ ﺑﺄﺯﻻﻡ ﺧﻨﻮﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻧﺼﺎﺏ ﺧﻀﻮﻋﻬﻢ، ﺇﻧّﻤﺎ ﻫﻮ ﺧﻄﺎﺏٌ ﻳﺮﺍﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺎﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻳﺮﺗﻬﻦ ﻟﻪ، ﻭﻳﻌﻮّﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺠّﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻹﺫﻋﺎﻥ . ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻗﻨﺎﻉ ﻭﺍﻟﻘﺎﺑﻞ ﻟﻼﻗﺘﻨﺎﻉ، ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘّﺤﺮﻳﺾ، ﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻮﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﺠﻴﺪ ﺃﻭ ﺍﻹﺛﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺼﻌﻴﺪ، ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺒّﺮﺍﺕ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺃﻭ ﻛﺎﺗﻤﺎﺗﻪ، ﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﻣﻴﻠﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺃﻭ ﻛﺘﺎﺋﺒﻬﺎ، ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻬﻴﻴﺞ ﻭﺍﻟﻬﻴﺠﺎﻥ، ﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﺍﻟﺴﺠّﺎﻥ، ﻭﻓﻮﻕ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ ﻓﻬﻮ ﺧﻄﺎﺏٌ، ﻻ ﻳﻐﻀﺐ ﺣﺎﻣﻠﻪ ﻛﻠّﻤﺎ ﺃﻋﺠﺰﻩ ﺍﻹﻗﻨﺎﻉ ﻭﺍﻧﻔﺾّ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﺍﻷﺗﺒﺎﻉ، ﺇﻧّﻪ ﺧﻄﺎﺏ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻓﻘﻂ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺍﻟﻬﺎﺩﺉ، ﻭﻳﺤﺘﺮﻡ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺤﺮّ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ، ﻭﻳﻮﻗﻦ ﺑﺄﻥّ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻟﻴﺤﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﻫﻲ ﺛﻤﺮﺓ ﻧﻘﺎﺵ ﻋﻤﻮﻣﻲّ ﻭﺗﻮﺍﻓﻖ ﻋﻘﻼﻧﻲّ . ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻗﻨﺎﻉ ﻻ ﻳﺮﺍﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﻭﺍﻟﺘﺨﻮﻳﻒ، ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘّﺮﻏﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥّ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ، ﻫﻲ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣُﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻳﺘﺤﻜّﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻢ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻴﺔ ﻭﻳﺤﺘﻜﻤﻮﻥ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﻭﻟﻠﻨﻔﺲ ﺍﻟﻌﺎﻗﻠﺔ، ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲّ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻲّ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲّ ﻟﻠﺰّﻣﻦ ﻭﻟﻠﺰّﻣﺎﻥ . ﺇﻥّ ﻣُﺴﻠّﻤﺎﺕ ﺃﻭﻗﻠﻴﺪﺱ، ﻭﻫﻲ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﻭﺍﻻﺗّﻔﺎﻕ، ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﺎﻓّﺔ ﺑﻜﻞّ ﺍﻟﻴﺴﺮ ﻭﺍﻟﻤﺮﻭﻧﺔ، ﻭﻟﻢ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﺮﻋﻮﻧﺔ، ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺣﻴﻦ ﺭﺍﻫﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺤﺮّ ﻟﻌﻘﻮﻝ ﺣﺮّﺓ ﻭﻟﺒﺸﺮ ﺃﺣﺮﺍﺭ . ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺒﻮﺳﻌﻨﺎ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ، ﻫﻞ ﻓﺮﺿﻴﺎﺕ ﻫﻴﻜﻞ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭﻋُﺬﺭﻳﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﻭﺧﻠﻮﺩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻌﺪ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ، ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻗﻨﺎﻉ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮّﻏﺒﺔ، ﻭﺍﻟﻮﻋﺪ ﻭﺍﻟﻮﻋﻴﺪ، ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ... ؟ ﻫﻞ ﻳﻤﻠﻚ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻨﺎﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﺤﻨﻮﻫﻢ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮّﻫﺒﺔ ﻭﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ؟ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﺤُﺠﺞ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲّ، ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺤُﺠﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻨﺠﺪ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻻ ﺣُﺠّﺔ ﻟﻪ، ﻭﺍﻟﺪّﻟﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻬﺮﻩ ﻛﻞّ ﻣﻦ ﻳﻌﻮﺯﻩ ﺍﻟﺪّﻟﻴﻞ، ﺇﻧّﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ، ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ، ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﻴﺎﻥ ﺑﻼ ﺑُﺮﻫﺎﻥ ﻭﺳﺠﺎﻝ ﺑﻼ ﺭﻫﺎﻥ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺤﻴﻦ ﻳﺴﺘﻌﻴﻦ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ، ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﺪّﻭﻟﺔ، ﻭﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، ﺑﺎﻟﺤﺠﺞ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ، ﺍﻟﺪّﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲّ، ﺗﺒﺮﻫﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻭﺍﺣﺪ : ﺃﻧّﻬﺎ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻗﻨﺎﻉ، ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻋﺎﺟﺰﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ، ﻭﺣﻴﻦ ﺗﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮﺍﻋﻴﻪ، ﺃﻣﺎﻡ ﺗﻀﺎﺭﺏ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻭﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﻭﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻧﺼﻴﺐ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﻨﻊ، ﺳﻮﻯ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﻮﺭﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﻭﺍﻟﻬﻴﺠﺎﻥ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﻨﻔﻊ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﺃﺑﺪﺍً ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪّﻭﻟﺔ . ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻫﻲ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺸﻮﺍ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﻭﻳﺸﺘﺮﻛﻮﺍ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲّ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﻟﻠﻔﺼﻞ ﺃﻭ ﻏﻴﺘﻮﻫﺎﺕ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﻟﻠﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺗﻘﻨﻌﻬﺎ ﺑﺎﻻﻧﺪﻣﺎﺝ، ﻓﻠﻌﻞّ ﻣﺎ ﻳُﻤﻴﺰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، ﺃﻧّﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎً، ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻨﻊ ﻭﻳﻘﺘﻨﻊ، ﻳﺪﻝّ ﻭﻳﺴﺘﺪﻝّ، ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺧﻄﺎﺑﺎ ﻳﺘﻮﺟّﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻌﺎﻗﻠﺔ ﻣﻦ ﻛﻞّ ﺇﻧﺴﺎﻥ. ﺃﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻣﺎ ﻓﻬﻤﻪ ﻭﻗﺼﺪﻩ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ، ﺣﻴﻦ ﺃﻭﻛﻞ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﺍﻟﻌﺎﻗﻠﺔ؟ ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻮّﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﺨﻴّﻞ، ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ، ﻭﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ، ﻓﺈﻧّﻪ، ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻔﻬﻤﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺃﻭ ﺗﺤﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡّ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡّ، ﻓﺈﻧّﻪ ﺧﻄﺎﺏٌ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺗﺒﺪﻳﺪ ﻧﺒﻠﻬﺎ ﻭﻣُﻤﻜﻨﺎﺗﻬﺎ . ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻫﻲ ﻓﻦّ ﺍﻹﻗﻨﺎﻉ ﻭﺍﻻﻗﺘﻨﺎﻉ، ﺇﻧّﻬﺎ ﺗﻤﺮﻳﻦ ﻭﺗﻤﺮّﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜّﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺰ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻴﺔ ﻭﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ، ﺇﻧّﻬﺎ ﻓﻦّ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻲّ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣّﺔ، ﺑﻤﺎ ﻳﻌﻨﻴﻪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺮّﺭ ﺍﻟﺪّﺍﺋﻢ ﻣﻦ ﺃﻱّ ﺗﻤﺮﻛﺰ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺬﺍﺕ، ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ، ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮﻳﺔ، ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻘﻴﺔ، ﻭﺣﻮﻝ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺘﺤﺮّﺭ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻦ ﻛﻞّ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀ ﺃﻭ ﻭﻻﺀ ﺃﻭ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﻘﺪّﺳﺔ ﺃﻭ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﺃﻭ ﻣﺘﻌﺎﻟﻴﺔ، ﺇﻧّﻬﺎ ﻓﻦّ ﺍﻹﻗﻨﺎﻉ ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ، ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺣﻮﻝ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ، ﻓﻲ ﻛﻞّ ﻟﺤﻈﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﻓﻲ ﻛﻠﺬ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞّ ﻳﻮﻡ ﺟﺪﻳﺪ .. ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻳﻜﻤﻦ ﻧﺒﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺭﻏﻢ ﺟﺤﻮﺩ ﺍﻟﺠﺎﺣﺪﻳﻦ . الشيخ فلاح الجربا

المطبلون ودورهم في هدم الاوطان

ﻳﻘﺎﻝ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻤﺘﻮﻛﻞ ﻳﻮﻣﺎ ﻟﻠﺼﻴﺪ، ﻓﺮﻣﻰ ﻋﺼﻔﻮﺭﺍ ﻓﻠﻢ ﻳﺼﺒﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺧﻠﻔﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺍﺣﺴﻨﺖ ﻳﺎ ﻣﻮﻻﻱ، ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺑﻐﻀﺐ : ﺍﺗﻬﺰﺃ ﺑﻲ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ : ﻻ ﻳﺎ ﻣﻮﻻﻱ، ﻟﻘﺪ ﺍﺣﺴﻨﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﻭﻟﻢ ﺗﻘﺘﻠﻪ. ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﻛﻞ ﻣﻊ ﻭﺯﻳﺮﻩ ﺗﺸﺒﻪ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻤﻄﺒﻠﻴﻦ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻄﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﺔ ﻭﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮﻳﺔ نتحدث ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻄﺒﻠﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﻴﺪﻭﻥ ﺍﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ، ﻭﺗﺘﻮﺍﻓﺮ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻻ ﺗﺘﻮﺍﻓﺮ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻭﻫﻢ ﻳﻠﺘﻔﻮﻥ ﺣﻮﻝ ﺭﺅﺳﺎﺋﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﻠﺘﻒ ﺍﻷﻓﺎﻋﻲ ﺣﻮﻝ ﻓﺮﺍﺋﺴﻬﺎ ﻭﻳﺴﻴﻄﺮﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺄﺳﻠﺤﺘﻬﻢ ﺍﻟﻔﺘﺎﻛﺔ ﻣﻦ ﻏﺶ ﻭﺧﺪﺍﻉ ﻭﻛﺬﺏ ﻭﻧﻔﺎﻕ ﻭﺭﻳﺎﺀ، ﻭﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻗﻮﻯ ﺗﻀﺮﺏ ﺳﻴﺎﺟﺎ ﻗﻮﻳﺎ ﺣﻮﻝ ﺭﺅﺳﺎﺋﻬﻢ ﻓﻴﺤﻮﻟﻮﻥ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﺬ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺟﻬﻢ ﺇﻻ ﺑﺴﻠﻄﺎﻧﻬﻢ ﻫﻢ، ﻫﺆﻻﺀ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺮ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﻭﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﻈﻬﺮﻭﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﺣﻤﺎﺓ ﻟﺮﺅﺳﺎﺋﻬﻢ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻌﻴﻦ ﻋﻦ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺠﻴﻞ ﺑﺎﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﻬﻢ ﻭﻟﻴﺄﺗﻲ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻭﻳﺘﻜﺮﺭ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻳﻮ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﺑﻮﺟﻮﻩ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺘﻄﻮﻉ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻘﺬﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎﻓﻰ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﺍﻟﺤﻨﻴﻒ ﻓﺎﻟﻤﻄﺒﻠﻮﻥ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ؟ ﻧﻌﻢ ﻫﻢ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻮﻥ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﻷﻧﻬﻢ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻳﻘﻠﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻭﺩﺍﺋﻤﺎً ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺣﻞ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﻒ ! ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻤﻄﺒﻠﻴﻦ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺨﺪﻳﺮ للحكومة ﻭﻋﺪﻡ ﺣﺚ ﺍلحكومة ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻋﺔ ﺣﻞ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻣﺘﻰ ﻳﺼﻤﺖ ﺍﻟﻤﺘﺎﺟﺮﻭﻥ ؟ ﻧﻌﻢ ﺃﻋﻨﻴﻜﻢ ﺃﻧﺘﻢ ﻣﻤﻦ ﺗﺪّﻋﻮﻥ ﺣﻤﻠﻜﻢ ﻣﺸﺎﻋﻞ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻛﻔﻰ ﺿﺤﻜﺎً ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﺎﺫﺟﻴﻦ , ﻛﻔﻰ ﻣﻬﺎﻧﺔ ﻷﻧﻔﺴﻜﻢ ﻓﺄﻧﻜﻢ ﻣﺤﺎﺳﺒﻮﻥ، ﻣﺎﺫﺍ ﺳﺘﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻬﺎ ؟ ﺃﻧﻜﻢ ﻣﺮﻏﻤﻮﻥ , ﺃﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺭِﻗﺎﺑﻜﻢ ﻭﻧﺠﺎﺗﻜﻢ ﻓﻲ ﻗﻠﻤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺪﻫﻮﻥ . ﺃﻣﺎ ﺗﺪﺭﻭﻥ ﺃﻧﻜﻢ ﺣﻤﻘﻰ ، ﺑﻞ ﺍﻧﺘﻢ ﺩﺍﻋﺮﻭﻥ ﻣﺘﻰ ﺗﻨﺘﻬﻮﻥ ؟ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡٍ ﺗﺰﻛﻢُ ﺃﻧﻮﻓﻨﺎ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻣﺎ ﺗﻜﺘﺒﻮﻥ. ﺍﻣﺘﻄﻴﺘﻢ ﻋﺮﺷﻬﺎ ، ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺑﻼ ﺟﻼﻟﺔ ﺗﺸﻜﻲ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ . ﻣﺪﺣﺘﻢ ﺍﻟﺠﺮﺫ ﺣﺘﻰ ﻇﻦ ﺇﻧّﻪُ ﺃﺳﺪٌ ﺟﺴﻮﺭ، ﻓﺼﺎﺭ ﻣﻦ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻳﺴﺮﻕ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺗﺄﻛﻠﻮﻥ . ﺻﻴّﺮﺗﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻪ ﻣﻄﻴﺔ ﻭﺟﻌﻠﺘﻢ ﻟﻪ ﻗﺮﻭﻥ ، ﻳﺼﺎﺭﻉ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻛﻲ ﺗﺄﻛﻠﻮﻥ . ﺟﻤﻌﺘﻢ ﺣﺮﺍﻣﻬﺎ ﻭﺣﻼﻟﻬﺎ ، ﻭﺃﻣﺴﻴﺘﻢ ﺑﻨﻌﻤﺔ ﺃﺭﺑﺎﺑﻜﻢ ﺗُﺤﺪّﺛﻮﻥ . ﻣﺘﻰ ﺗﻨﺘﻬﻮﻥ .. ﺃﺳﻜﺘﻢ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﻋﻦ ﻗﻮﻝ ﺣﻖ ،ﻭﻭﺋﺪﺗﻢ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﻏﻤﺎﺩﻫﺎ، ﻭﻇﻠﻠﺘﻢ ﻭﺣﺪﻛﻢ ﺗﻨﻬﻘﻮﻥ .. ﻣﺘﻰ ﺗﺸﺒﻌﻮﻥ ؟ ﺃﻣﺎ ﺃﻏﻨﺘﻜﻢ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﻗﺎﺩﺗﻜﻢ ﻭﻣﺎ ﻳﻐﺪﻗﻮﻥ . ﺃﻣﺎ ﺁﻥ ﺍﻵﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻘﺮﺃﻭﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺟﻴّﺪﺍً ؟ ﺍﺻﺤﻮﺍ .. ﺃﻧﻜﻢ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2016 ، ﻭﻟﻰ ﺯﻣﻦ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ،ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻠﻬﻢ ،ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭ ﺁﻥ ﺁﻭﺍﻥ ﺇﻟﻘﺎﻣﻜﻢ ﺣﺠﺮﺍً ﻛﻲ ﺗﻨﺘﻬﻮﻥ  ﺃﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺗﻠﻘﻤﻮﺍ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﺣﺠﺮﺍً ﺇﺫﺍ ﻋﻮﺕ ، ﺑﻞ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﺮﺳﻮﻥ . ﺳﻨﻴﻦ ﻭﺍﻋﻮﺍﻡ ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﺘﻮﺭﻋﻮﻥ ، ﻃﺮﻗﺎً ﻋﻠﻰً ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﻳﻦ ﺑﻼ ﻫﻮﺍﺩﺓ . ﻗﺪ ﺃﻳﻘﻨﺖُ ﺇﻥ ﻟﻬﻢ ﻧﺼﻴﺒﺎً  ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ‏(ﻭَﺍﻟﺸُّﻌَﺮَﺍﺀ ﻳَﺘَّﺒِﻌُﻬُﻢُ ﺍﻟْﻐَﺎﻭُﻭﻥَ * ﺃَﻟَﻢْ ﺗَﺮَ ﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﻓِﻲ ﻛُﻞِّ ﻭَﺍﺩٍ ﻳَﻬِﻴﻤُﻮﻥَ * ﻭَﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﻳَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﻣَﺎ ﻟَﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ‏) ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻛُﺘّﺎﺏ ﻓﻜﺮ، ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻬﻢ ﻣﺎﻫﻢ ﺇﻟّﺎ ﻣﻬﺮﺟﻮﻥ  . الشيخ فلاح الجربا

الاستثمار الناجح الاستثمار في الانسان

ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻛﺒﺮ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺭﺑﺤﺎ ﻭﻓﺎﺋﺪﻩ ﻓﺎﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﻋﻠﻲ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﻩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﻪ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻴﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﻪ ﻫﻲ ﺍﻻﻛﺜﺮ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎ ﻟﻠﺮﺑﺢ ﺍﻻﻥ  دفع العرب ﺍلى ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻘﺪﺭﺗﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺪﻓﻊ ﺑﺪﻣﺎﺀ ﺟﺪﻳﺪﻩ ﻟﻜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﻪ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭﻩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻣﺒﺘﻜﺮ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺬﻯ ﻧﻌﻴﺸﻪ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ  ﺇﻥ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺼﺤﺒﻬﺎ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺎً ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﻗﻮﻱ ﺃﺳﺎﺳﻪ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﺚ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻮﺍﺋﺪ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ، ﻭﻗﺒﻮﻝ ﺍﻵﺧﺮ، ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ، ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻳﻔﻮﻕ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺃﺿﻌﺎﻑ، ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺳﻨﻐﺎﻓﻮﺭﺓ ﻻ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﺃﻳﺎً ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺳﻮﻯ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﺣﻴﺚ ﺑﻠﻎ ﻧﺎﺗﺠﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ  314 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ ﻟﺘﺤﺘﻞ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺘﺠﺎﻭﺯﺓ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ،  ﺃﻥ ﻣﻘﻴﺎﺱ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻫﻮ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻟﺸﻌﺒﻬﺎ  ﺃﻭﻻً، ﻭ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻪ ﺗﺘﺒﻨﻰ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﻭﺿﻊ ﺧﻄﻂ ﻭﺃﻫﺪﺍﻑ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﻣﻜﻨﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﻪ , ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻣﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﺎﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺿﻤﺎﻥ ﻭﻻﺋﻪ ﻭﺣﺴﻦ ﺃﺩﺍﺋﻪ، ﺃﺻﺒﺢ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻻ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ، ﻻ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﺤﺴﺐ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﻻﻥ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺿﺮﻭﺭﺓً ﻟﻜﻲ ﺗﺤﻤﻲ ﺑﻬﺎ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ، ﻓﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﺄﻛﻠﻬﺎ، ﻭﺻﻨﺎﻋﺘﻬﺎ، ﻭﺗﺠﺎﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺗﻔﻘﺪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ، ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻗﺮﺍﺭﺗﻬﺎ ﻗﺎﺋﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻻ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ، ﻓﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺎﻟﺔً ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ . ﺃﻥ ﺃﺷﺪ ﻣﺎ ﻋﺎﻧﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﻪ ﻫﻮ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻄﻠﺖ ﺃﺩﻣﻐﺘﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺭﺟﻮﻉ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﻪ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﻪ ﻭﻫﻮ ﻋﺎﺋﺪ ﺍﻟﻰ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﺃﻓﻀﻞ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺻﺎﻟﺢ ﻗﻮﻱ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﻨﺎﺷﺊ ﻭﻣﻨﺤﻪ ﻓﺮﺻﻪ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﺑﺎﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﻠﻨﻬﻮﺽ ﺑﻘﺘﺼﺎﺩ ﻭﻃﻨﻪ ﻋﺒﺮ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﻣﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺤﻴﺤﺔ، ﻭﺇﻻ ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻔﺮﺩ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ . ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺗُﺴﺠﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 300 ﺑﺮﺍﺀﺓ ﺍﺧﺘﺮﺍﻉ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﺑﻤﻘﺎﺑﻞ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺴﺠﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﻻ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﺭﺅﻳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺧﻄﻄﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻔﻀﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺮﻳﺪ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻼﻣﺢ ﻣﺨﺮﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺧﻄﻂ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻟﺘﺠﺴﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻭﻓﻖ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﺪﺭﻭﺱ، ﻓﺎﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺑﻤﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ، ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ، ﻭﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻉ، ﻭﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ، ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ، ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻧﺪﺭﺓ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻭﺃﻻ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻋﺎﺋﻘﺎً ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ، ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ، ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺃﺳﻤﺎﻟﻨﺎ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻭﻃﺮﻕ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﻨﺎﺷﺊ ﻭﺗﻮﺟﻴﻬﻬﻢ ﺍﻟﻮﺟﻬﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﻗﺪﺭﺍﺕ ﻭﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﻪ، ﺍﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻧﺒﻘﻰ ﻣﻌﺰﻭﻟﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻬﺪﻩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺍﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﺳﻨﻈﻞ ﺧﺎﺭﺝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ؟ ﺍﺻﺒﺢ ﻣﻄﻠﻮﺑﺎً ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻱ ﻭﻗﺖ ﻣﺮﺍﺟﻌﻪ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺑﺪﻝ ﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺑﺎﻟﺘﻐﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭ ﺍﻟﺘﺮﺣﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻃﻼﻝ، ﺍﺫﺍ ﺍﺣﺴﻨﺎ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻵﻥ ﻭﻗﺒﻞ ﻓﻮﺍﺕ ﺍﻻﻭﺍﻥ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺛﻮﺭﺓ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﻪ ﺣﻘﻴﻘﻴﻪ ﻭﻻﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻻ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﻻﻧﺴﺎﻥ . الشيخ فلاح الجربا

شينزو ابي يلتقي الرئيس ترامب


رئيس وزراء اليابان شينزو آبي إن لديه ثقة كبيرة في الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
واستضاف ترامب آبي في برج ترامب توير بمدينة نيويورك، وذلك في أول لقاء له مع زعيم دولة أجنبية منذ إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ووصف رئيس الوزراء اللقاء، الذي استمر لـ90 دقيقة، بأنه "صريح".
وقال آبي عقب الاجتماع: "على ضوء نقاشات اليوم فإني مقتنع بأن ترامب زعيم يمكن أن أثق فيه بشدة".
ولم يحضر ترامب المؤتمر الصحفي. كما لم تشارك وزارة الخارجية الأمريكية في التجهيز للاجتماع.
وكان ترامب قد أثار قلق اليابان وحلفاء آخرين للولايات المتحدة في آسيا عندما تحدث خلال حملته الانتخابية عن ضرورة أن تدفع هذه الدول المزيد من الأموال مقابل الدعم العسكري الأمريكي.
وثمة تحالف مهم بين الولايات المتحدة واليابان منذ الحرب العالمية الثانية، إذ ساعدت واشنطن على إعادة بناء الاقتصاد الياباني.
وتعهد الرئيس المنتخب بعدم المضي قدما في اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ التجاري، الذي يدعمه آبي بشدة كوسيلة لمواجهة تنامي القوة الاقتصادية للصين.
وكان البرلمان الياباني قد وافق على الاتفاق، لكنه قد يلغى حين يتولى ترامب منصبه رسميا.

الخميس، 17 نوفمبر 2016

دينغ شياوبينغ ونهظة الصين !

ﺗﻤﺤﻮﺭﺕ فكرة دينغ شياوبينغ ﺣﻮﻝ ﻋﻨﺎﻭﻳﻦ ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ: ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ،  ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻟﻤﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻷﻣﻴﺔ ﻭﺍﻻﻧﻐﻼﻕ، ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭﺓ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻟﺘﻮﻃﻴﻨﻬﺎ ﺛﻢ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺭﺅﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻼﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﻗﻮﻯ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ، ﻭﺇﺻﻼﺡ ﻧﻈﻢ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻕ الحر  بنظام سياسي اﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺑﺨﺼﺎﺋﺺ ﺻﻴﻨﻴﺔ، ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﺻﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﻨﻈﺎﻣﻴﻦ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺗﻀﺨﻴﻢ ﺣﺠﻢ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ، ﻓﺘﻄﻮﺭﺕ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﻦ، ﻭﺯﺍﺩ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ، ﻭﺍﺳﺘﺤﺪﺛﺖ ﻓﺮﺹ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻭﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻖ . ﻭﺷﺠﻊ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻭﺍﺳﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺠﻮﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ، ﻭﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﺬﺏ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ، ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺧﻔﺾ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ . ﻭﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ، ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ . ﻭﺷﺠﻊ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭﺓ . ﻭﺳﺎﻫﻤﺖ نظريتة ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﻨﻈﺎﻣﻴﻦ ﺍﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﻭﺭﺃﺳﻤﺎﻟﻲ، ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻫﻮﻧﻎ ﻛﻮﻧﻎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻷﻡ ﻋﺎﻡ 1997، ﻭﻣﺎﻛﺎﻭ ﻋﺎﻡ 1999، ﻭﺍﺭﺗﺒﻂ ﺍﺳﻤﻪ ﺑﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﺑﻘﻮﺓ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ .1978 ﻭﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ والدول النامية ﺇﻟﻰ ﺇﺭﺛﻪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ، ﺣﻴﻦ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ، ﻭﺍﻻﻫﺘﺪﺍﺀ ﺑﻤﻘﻮﻻﺗﻪ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ  ﻣﻘﻮﻻﺕ ﺩﻳﻨﻎ شياوبينغ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﺃﺣﺪﺛﺖ ﺗﺒﺪﻻﺕ ﺟﺬﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻦ،   ﻭﻛﺮﺭﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺑﺨﺼﺎﺋﺺ ﺻﻴﻨﻴﺔ، ﻭﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻞ ﻟﻠﺼﻴﻦ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺃﻥ ﺃﻫﻢ ﺇﺭﺙ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﻧﻈﺮﻱ ﻟﺮﺍﺋﺪ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺩﻳﻨﻎ، ﻫﻮ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﺑﺨﺼﺎﺋﺺ ﺻﻴﻨﻴﺔ، ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺘﻼﺀﻡ ﻣﻊ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺼﻴﻦ . ﻭﺣﻴﻦ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ، ﺗﺴﺘﻠﻬﻢ ﻗﻴﺎﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻟﺪﻳﻨﻎ ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺠﺮﻳﺌﺔ، ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ . الشيخ فلاح الجربا

المرأة والخيارات الثلاثة

ﺧﺮﺟﺖ ﺇﻣﺮﺃﻩ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ ﻓﺮﺃﺕ ﺛﻼﺛﺔ ﺷﻴﻮﺥ ﻟﻬﻢ ﻟﺤﻰ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺟﺎﻟﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﻓﻨﺎﺀ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ .. ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻓﻬﻢ .. ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻻ ﺃﻇﻨﻨﻲ ﺍﻋﺮﻓﻜﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻻﺑﺪ ﺃﻧﻜﻢ ﺟﻮﻋﻰ ! ﺃﺭﺟﻮﻛﻢ ﺗﻔﻀﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ ﻟﺘﺄﻛﻠﻮﺍ . ﺳﺄﻟﻮﻫﺎ: ﻫﻞ ﺭﺏ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩ؟ ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ : ﻻ، ﺇﻧﻪ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ . ﻓﺮﺩﻭﺍ: ﺇﺫﻥ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺇﺫﻫﺒﻲ ﺍﻟﻴﻬﻢ ﻭﺍﻃﻠﺒﻲ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻠﻮﺍ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭ ﻃﻠﺒﺖ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻠﻮﺍ . ﻓﺮﺩﻭﺍ: ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﻦ . ﺳﺄﻟﺘﻬﻢ : ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ؟ ﻓﺄﻭﺿﺢ ﻟﻬﺎ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻗﺎﺋﻼ: ﻫﺬﺍ ﺍﺳﻤﻪ ‏( ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ‏) ﻭﻫﻮ ﻳﻮﻣﺊ ﻧﺤﻮ ﺃﺣﺪ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ‏(ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ‏) ﻭﻫﻮ ﻳﻮﻣﺊ ﻧﺤﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﺃﻧﺎ ‏( ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ‏) ، ﻭﺃﻛﻤﻞ ﻗﺎﺋﻼ: ﻭﺍﻵﻥ ﺍﺩﺧﻠﻲ ﻭﺗﻨﺎﻗﺸﻲ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻚ ﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﺗﺮﻳﺪﺍﻥ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻨﺰﻟﻜﻢ ! ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺃﺧﺒﺮﺕ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ . ﻓﻐﻤﺮﺕ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺷﺊ ﺣﺴﻦ، ﻭﻃﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻓﻠﻨﺪﻋﻮﺍ ‏(ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ‏) .! ﺩﻋﻴﻪ ﻳﺪﺧﻞ ﻭ ﻳﻤﻠﺊ ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﺜﺮﺍﺀ ! ﻓﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻗﺎﺋﻠﺔ: ﻋﺰﻳﺰﻱ، ﻟﻢ ﻻ ﻧﺪﻋﻮ ‏( ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ‏) ؟ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﺑﻨﻬﻢ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺯﻭﺍﻳﺎ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ .. ﻓﺄﺳﺮﻋﺖ ﺑﺎﻗﺘﺮﺍﺣﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ: ﺃﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺪﺭ ﺃﻥ ﻧﺪﻋﻮﺍ ‏(ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ‏) ؟ ﻓﻤﻨﺰﻟﻨﺎ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺳﻴﻤﺘﻠﺊ ﺑﺎﻟﺤﺐ! ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺝ: ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺄﺧﺬ ﺑﻨﺼﻴﺤﺔ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﺑﻨﻨﺎ ! ﺍﺧﺮﺟﻲ ﻭﺍﺩﻋﻲ ‏(ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ‏) ﻟﻴﺤﻞ ﺿﻴﻔﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ! ﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺳﺄﻟﺖ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ: ﺃﻳﻜﻢ ‏( ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ‏) ؟ ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﻀﻞ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺿﻴﻔﻨﺎ ﻧﻬﺾ ‏(ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ‏) ﻭﺑﺪﺃ ﺑﺎﻟﻤﺸﻲ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ .. ﻓﻨﻬﺾ ﺍﻹﺛﻨﺎﻥ ﺍﻵﺧﺮﺍﻥ ﻭﺗﺒﻌﺎﻩ .! ﻭﻫﻲ ﻣﻨﺪﻫﺸﺔ , ﺳﺄﻟﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻛﻼ ﻣﻦ ‏( ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ‏) ﻭ ‏( ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ‏) ﻗﺎﺋﻠﺔ: ﻟﻘﺪ ﺩﻋﻮﺕ ‏(ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ‏) ﻓﻘﻂ ، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺗﺪﺧﻼﻥ ﻣﻌﻪ؟ ﻓﺮﺩ ﺍﻟﺸﻴﺨﺎﻥ: ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺩﻋﻮﺕ ‏(ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ‏) ﺃﻭ ‏( ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ‏) ﻟﻈﻞ ﺍﻹﺛﻨﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺎﻥ ﺧﺎﺭﺟﺎً، ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻮﻧﻚ ﺩﻋﻮﺕ ‏( ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ‏) ﻓﺄﻳﻨﻤﺎ ﻳﺬﻫﺐ ﻧﺬﻫﺐ ﻣﻌﻪ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﺗﻮﺟﺪ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ، ﻳﻮﺟﺪ ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻣﺤﺒﺎ ﻟﻠﻪ .. ﻟﻠﺨﻴﺮ .ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ .. ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺸﺮ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺍﻳﻨﻬﺎ ﺣﻞ .. ﺳﺘﺮﺍﻓﻘﻪ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﻜﻮﻥ ﺍﺟﻤﻊ .. ﺳﺘﺮﺍﻓﻘﻪ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻗﻠﻴﻼ  ﺫﺍﻙ ﻫﻮ ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ: ﺭﺯﻕ ﺣﻼﻝ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻫﻮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺳﻌﻰ ﻟﻠﺨﻴﺮ . الشيخ فلاح الجربا