الأحد، 4 ديسمبر 2016

مجتمع القطيع وسلوكيات الفشل الذريع

سلوكيات مجتمع القطيع ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﺼﺮﻑ ﺑﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ  ﻭ ﺃﺳﻮﺀ ﻣﺎﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺛﻼﺙ : ﻋﺠﻮﺯ ﺗﺘﺼﺎﺑﻰ ، ﻭﺃﺣﻤﻖ ﻳﺘﻐﺎﺑﻰ ، ﻭﺟﻬﻮﻝ ﻳﻤﻼﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺳﺆﺍﻻً ﻭﺟﻮﺍﺑﺎً .. ﻭﻫﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻧﻘﺎﺑﻞ ﺍﻻﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻭﺗﺼﻔﻌﻨﺎ ﻭﻗﺎﺣﺔ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻳﺼﺪﻣﻨﺎ ﻣﺪﻯ ﺟﻬﻞ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻤﻦ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺪﻭﺓ ﻟﻠﻌﻮﺍﻡ ﻭﺍﻟﻨﺶﺀ . ﻧﺤﻦ ﺃﺳﺮﻯ ﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﻴﻮﻧﻴﻔﻮﺭﻡ ‏ ﻭﻫﻲ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺰﻯ ﺍﻟﻤﻮﺣﺪ . ﻓﺎﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺮﺗﺪﻯ ﺯﻳﺎ ﻗﺎﺗﻤﺎ ﺣﺎﻟﻚ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﻳﺮﺩﺩ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻬﺪﺍﻣﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺸﻌﺮ ﺃﻧﻚ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺨﺘﻨﻖ ﻭﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻚ ﺑﺼﻴﺼﺎ ﻣﻦ ﺷﺠﺎﻋﺔ تصعد فوق اعلى الجبل وتنتحر ﻟﺘﺮﺗﺎﺡ ﻣﻦ ﻧﺒﺎﺡ ﻣﻮﺣﺪ ﻗﺘﻞ ﻓﻴﻚ ﺍﻻﻣﻞ ﻣﺘﻌﻤﺪﺍً .. ﻭﺍﻟﻜﻞ ﻳﺮﻗﺺ ﺭﻗﺼﺎ ﻫﺴﺘﺮﻳﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺼﺮ .. ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﺳﺎﻋﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﺟﺪﺍً ﻟﺘﺄﺧﺬﻙ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﺸﻮﺓ ﻭﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﻨﺎﻗﻀﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻻﺣﺒﺎﻁ ﻭﺍﻻﻧﻜﺴﺎﺭ . ﻓﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﺤﻠﻠﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﻘﺪﻣﻮﻥ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻣﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺣﺘﻔﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ﻭﺃﻳﺪﻭﻩ ﻭﺍﻧﺸﺪﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﺍﻻﺷﻌﺎﺭ ﻣﻨﺬ ﺑﻀﻊ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻫﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻄﺎﻟﺒﻮﻥ ﺑﺸﻦ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﻭ ﺍﻗﺼﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮ ﻭ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﻧﻮﺍﻗﺼﻪ . ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻨﻄﻖ ﻭﻻ ﻣﻘﻴﺎﺱ ﺃﻭ ﺳﻘﻒ ﻟﻼﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﻜﻞ ﻳﻬﺮﻭﻝ ﻟﻴﺮﻗﺺ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻨﻐﻤﺎﺕ . ﻭﻷﻥ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻄﻴﻊ ﻧﺸﺄﺕ ﻭﺗﺮﻋﺮﻋﺖ ﻭﻗُﻄﻊ ﺣﺒﻞ ﺳﺮﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﻞ، ﻭﻧﺪﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ، ﻓﻘﺪ ﻻﻗﺖ ﻗﺒﻮﻻً ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﻮﺳﻊ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻨﻜﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻀﻬﺎ ﺃﻭ ﻳﺘﻤﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺴﺒﺐ ﺑﺴﻴﻂ ، ﻭﻫﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﻓﺮﺕ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻣﻬﺮﺑﺎ ﻻﺋﻘﺎ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻜﻞ ﻧﻘﺎﺋﺼﻪ ، ﻭﻃﺮﻳﻘﺎً ﻟﺮﻓﻊ ﺍﻟﻌﺘﺐ ، ﺑﺤﻴﺚ ﻟﻮ ﺃﻧﻚ ﺳﺄﻟﺖ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﺖ ﻫﺬﺍ ؟ ﻟﺠﺎﺀﺕ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺧﻲ ﺣﺎﻟﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ !. ﻭﻫﻲ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺮﻭﺑﻴﺔ .. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﻷﻧﻪ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳُﺮﻳﺪ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﻴﺤﺪﺩ ﻟﺐ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ، ﻣﻤﺎ ﻳﻀﻴﻊ ﺩﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﻄﻴﻊ ، ﻭﻳُﺨﻠﻲ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ .. ﺃﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﻮﻫﻤﻮﻥ . ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺑﻘﻴﺖ ﻛﺈﺭﺙ ﻭﻛﺘﺮﺍﺙ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻧﻤﻮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ، ﻭﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ، ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ ﻗﺪ ﻳﺮﻓﻀﻮﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟﻘﻄﻴﻊ ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻻ ﻳﺠﺮﺅﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺘﻬﻤﻮﺍ ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺬﻭﺫ .. ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻋﻢ ﺣﻀﻮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ .. ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ ﺑﻜﺒﺴﺔ ﺯﺭ ﻣﺘﻰ ﺷﺎﺀ ﻭﻛﻴﻒ ﺷﺎﺀ . ﻻ ﺗﻘﺎﻭﻡ ﺍﻟﺠﺰﺍﺭ .. ﻓﻬﺬﺍ ﻟﻦ ﻳﻨﻔﻌﻚ ﺑﻞ ﺳﻴﻐﻀﺐ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﺠﺰﺍﺭ .. ﻭﻳﻌﺮﺽ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻘﻄﻴﻊ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﻭﻋﻨﺪ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺃﺣﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻘﻄﻴﻊ .. ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻄﻴﻊ ﺳﻴﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﻨﻄﺢ ﻭﺍﻟﺠﺮﺍﺡ .. ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻗﺒﻴﻠﺘﻪ .. ﺛﻢ ﻳﻤﻮﺕ ﻫﻜﺬﺍ ﻫﻢ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺟﻤﻴﻊ مجتمعات ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ .. ﻣﻨﻘﺎﺩﻭﻥ ﻛﺎﻟﻌﻤﻴﺎﻥ ﻟﻠﺠﺰﺍﺭ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺘﺮﺡ ﺍﺣﺪﻫﻢ ﺗﻄﻮﻳﺮﺍً .. ﺃﻭ ﻭﻗﻮﻓﺎ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﻫﻢ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﻘﺘﻠﻪ .. ﻷﻧﻪ ﻛﻔﺮ ﺑﺘﻌﺎﻟﻴﻤﻬﻢ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﻢ الفاشلة ؟ : الشيخ فلاح الجربا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق