الاثنين، 1 أغسطس 2016

ام المؤمنين حفصة رضي الله عنها


هي أم المؤمنين حفصة بنت امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. وُلدت رضي الله عنهما قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بخمس سنين. والدها هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن عبد رياح بن عبد الله بن قُرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي. وأمها هي زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حُذافة بن جمح.

 زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم

تزوجت من خُنَيْس بن حُذَافَة السّهمي، وهو ممن شهدوا بدرا، وأصيب بجراح في المعركة، فهاجر بحفصة إلى الحبشة ثم الى المدينة، ومات هناك متأثرا بجراحه. فتزوجّ حفصة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد روى البخاري في صحيحه، في باب عرض الإنسان ابْنته أو أُخته على أهل الخير، عن شهاب قال: «أخبرني سالم بن عبد الله: أنه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يحدث: أن عمر بن الخطاب، حين تأيمت حفصة بنت عمر من خُنَيس بن حذافة السّهمي، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتوفي بالمدينة، فقال عمر بن الخطاب: أتيتُ عثمان بن عفّان، فعرضت عليه حفصة، فقال: سأنظر في أمري، فلبثت ليالي ثم لقيني فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا، فقال عمر: فلقيت أبا بكر الصديق، فقلت: إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا، وكنت أَوْجَدَ عليه مني على عثمان، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله عليه وسلم، فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وَجَدْتَ علي حين عرضت عليّ حفصة فلم أرجع إليك شيئا؟ قال عمر: قلت نعم، قال أبو بكر: فإنه لم يمنعني أن أرجع عليك فيما عرضت علي، إلا أنني كنت علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سِرّ رسول الله صلى الله عليه و سلم، و لو تركها رسول الله صلى الله عليه و سلم قبلتها».

 تاريخ زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم

جاء في تاريخ ابن أبي خيثمة عن أبي عبيدة معمر بن المثني، قال: «تزوجها الرسول صلى الله عليه و سلم سنة اثنتين من الهجرة بالمدينة»

 طلاقها ثم رجوعها زوجةً للنبي صلى الله عليه وسلم

روى أبو داود وابن ماجة عن عمر بن الخطاب، والنسائي عن ابن عمر رضي الله عنهما: «أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم طلّق حفصة ثم راجعها»
وعن أنس رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق حفصة تطليقة، فأتاه جبريل عليه السلام فقال: يا محمد طلّقت حفصة وهي صوّامة قوّامة، وهي زوجتك في الجنة»
وأورد أبو نعيم في (حلية الأولياء)، وأخرج الطبراني في (المعجم الكبير)، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، قال: «طلّق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة، فبلغ ذلك عمر، فحثا على رأسه التراب، فقال: ما يعبأ الله بعمر وابنته بعدها، فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم من الغد وقال: إن الله تعالى يأمرك أن تراجع حفصة رحمةً بعمر».
ثم أراد أن يطلقها ثانية فقال له جبريل: «لا تطلقها، فإنها صوّامة قوّامة».
وأورد ابن حجر في (الإصابة): أنّ عمر بن الخطاب دخل على ابنته حفصة، فوجدها تبكي فقال لها: «لعلّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد طلقك؟ إن كان طلّقك مَرّة ثم راجعك من أجلي، فإن كان طلقك مرة أخرى لا أكلمك أبدا».

 حياتها بعد النبي صلى الله عليه وسلم

كانت حفصة معتدة بنفسها، ولا ترى بين ضرائرها من ترقى إلى منزلتها أو تحتل مكانتها أو تستطيع حتى مُنافستها. ولما انتقل الرسول صلى الله عليه و سلم إلى الرفيق الأعلى، وخلفه أبو بكر رضي الله عنه، اختيرت حفصة من بين أمهات المؤمنين –رضي الله عنهن جميعا وعائشة بينهن- لتحفظ المصحف في بيتها، وهو الجمع الأول للقرآن الكريم برعاية من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وبعد وفاة أبي بكر الصديق، وتَوَلِّي أبيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه مقاليد الخلافة، شهد المسلمون أمجاد عمر ومآثره، وكانت حفصة بين الشهود، وأمضت ما تبقى من أيامها عابدة قانتة، معتزة بائتمانها على دستور المسلمين وكتابهم القويم.
ولما مات أبوها رضي الله عنه سنة ثلاث وعشرين للهجرة في شهر ذي الحجة، باتت حفصة الوصية على تركته، ثم أوصت إلى أخيها عبد الله بما أوصى إليها به عمر.
وكانت رضي الله عنها من رواة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر الإمام النووي في (تهذيبه) بأن ما روي لها يبلغ ستين حديثا، وروى عنها أخوها عبد الله بن عمر وغيره، من ذلك: عن ابن عمر عن أخته حفصة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سكت المؤذن عن الأذان لصلاة الصبح، صلى ركعتين خفيفتين قبل أن تقام الصلاة.

وفاتها

وفي شهر شعبان سنة خمس وأربعين توفيت أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب بالمدينة المنورة، وصلى عليها مروان بن الحكم أمير المدينة، وقد بلغ عمرها ستين سنة يومئذ كما جاء في (طبقات) ابن سعد و(مُستدرك) الحاكم.
وقد ذكر الإمام النووي في (تهذيب الأسماء واللغات) ما رواه ابن خثيمة بأنها ماتت سنة إحدى وأربعين للهجرة (41هـ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق