"إنَّ أمي هي التي صنعتني؛ لأنها كانت تحترمني وتثق في، أشعرتني أني أهم شخص في الوجود، فأصبح وجودي ضروريًّا من أجلها، وعاهدت نفسي ألا أخذلها كما لم تخذلنِ قَطّ"..
كلمات تحمل في طياتها حجر الزاوية والركن الركين في صناعة المخترع الأميركي "أديسون" صاحب الـ 1093 اختراع المنفَّذة، والآلاف الأخرى التي احتوت عليها مفكرته ولم يمهله العمر لتنفيذها، كما أنها تفسر البدايات الأولى له، والتي لم تكن بدايات عادية.. وربما لأن أمه كانت غير عادية!!
ولد في مدينة ميلان بولاية أوهايو الأميركية، وفي سنة 1847م وُلِدَ توماس ألفا أديسون، ومن المفارقات العجيبة أنه أُخرج من المدرسة بعد ثلاثة شهور فقط من دخوله؛ حيث وجده ناظر المدرسة طفلاً بليدًا، ومتخلفًا عقليًّا
وهنا جاء دور أمه التي لم تغب عنها المشكلة، فقامت بسحب توماس من المدرسة، وواسته بكل ما تملك، وبدأت تعلمه بنفسها في البيت، وتنمي بداخله حب الدراسة، حتى كان أول مشروع له هو: "قراءة كل كتاب في البيت"، وكان ذلك المشروع هو بداية الطريق نحو التعليم الذاتي، وكان البيت يحوي مكتبة كبيرة في مختلف أنواع العلوم
وإن ذلك الصنيع لم يرحل عن ذاكرة أديسون يومًا ما؛ إذ تراه يقول عن أمه: "لقد اكتشفت مبكرًا في حياتي أن الأم هي أطيب كائن على الإطلاق؛ لقد دافعت أمي عني بقوة عندما وصفني أستاذي بالفاسد، وفي تلك اللحظة عزمت على أن أكون جديرًا بثقتها، كانت شديدة الإخلاص واثقة بي كل الثقة، ولولا إيمانها بي لما أصبحتُ مخترعًا أبدًا".
لم تملَّ أمه قط من تعليمه ودفعه للتعلم ومساعدته في ذلك، يقول أحد جيرانهم: "كنت أمر عدة مرات يوميًّا أمام منزل آل أديسون، وكثيرًا ما شاهدت الأم وابنها توماس جالسين في الحديقة أمام البيت"، فقد كانت تخصص بعض الوقت يوميًّا للتدريس للفتى الصغير وتعليمه.
وإتمامًا واستكمالاً لدورها، فإنه لما كان للطفل (أديسون) أسئلته الكثيرة، والتي باتت تتخطى إمكاناتها التي ما فتئت تمنحه إياها، ما كان منها إلا أن انتدبت له مدرسًا ليعلمه، لكن المعلم لم يستطع أن يجارى رأس توماس وسرعة منطقه في تفنيد النظريات، فكان أن رحل تاركًا عند أديسون العقيدة الأكيدة وهي: "التجريب أفضل شيء في طريق العلم".ومن يومها بدأ نبوغ أديسون الطفل يظهر .. ولم يمانع قط في بذل أي مجهود لكسر أي تحدٍ مهما كان
وقد بان ذلك التأثر الشديد بأمه حين وفاتها سنة 1871م؛ إذ تركت تلك الصدمة في نفسه تأثيرات عميقة، حتى كان يصعب عليه الحديث عنها دون أن تمتلئ عيناه بالدموع!!
أديسون .. ليس هناك عائق للتفوق
كانت عائلة أديسون فقيرة . ومن ثم فقد اقنع والدية بأن يسمحو لة بالعمل فكان يبيع الجرائد في محطات القطار ولما كانت هناك حرب أهلية أميركية مشتعلة ابتدأت سنة 1861م استغل فرصة عمله في محطة القطار، والتي كان فيها مقر التلغراف الرئيسي الذي يتم إرسال الأخبار إليه والمراسلات، ليقوم بطباعة منشور بسيط فيه أحدث تطورات الأزمة ويبيعه للركاب، فكان بمثابة أول جريدة من نوعها في العالم تكتب وتطبع وتوزع في قطار، وقد سماها: "Grand Trunk Herald".
وحين انتصر إبراهام لينكولن قام أديسون بجمع معلومات عنه وطبعها في كتيب صغير، وزَّعه على ركاب القطارات
ولم يكن الفقر هو المعوق الوحيد في حياة أديسون، وإنما كان المرض أيضًا، وقد تمثَّل ذلك في فقدانه لحاسة السمع، وكما تغلَّب على الفقر، فإن أديسون ربما اعتبر هذا الصمت الذي يلف الكون حوله فرصة لتنمية قدراته على التركيز!! ولطالما وجد لنفسه وسيلة للتغلب على أية مشكلة والاستفادة منها.
أديسون .. التطوير في العمل بداية الاختراعات
كان تعيين أديسون في مكتب التلغراف وتعليمه لغته بمثابة فتح كبير له؛ إذ كانت فرصته الكبرى في أن يجرب تطوير هذا الشيء الذي بين يديه، والذي نتج عنه ولادة أول اختراعاته، إنه "التلغراف الآلي"، والذي لا يحتاج إلى شخص في الجهة الأخرى لاستقباله، بل يترجم العلامات بنفسه إلى كلمات مرة أخرى.
تقدم أديسون في عمله وانتقل إلى مدينة بوسطن بولاية ماساشوستس، وأسس مختبره هناك في عام 1876م، واخترع برقية آلية تُستخدَم في إرسال العديد من البرقيات عبر خط واحد، ثم اخترع الـ[كرامفون] الذي يقوم بتسجيل الصوت ميكانيكيًّا على اسطوانة من المعدن، وبعدها بسنتين قام باختراعه العظيم "المصباح الكهربائي" [5].
أديسون .. مخترع المصباح الكهربائي
ومما يستحق النظر هنا هو أن أديسون أجرى ألف تجربة فاشلة قبل الحصول على المصباح النهائي أو الحقيقي، وكان تعليقه في كل مرة: "هذا عظيم .. لقد أثبتنا أن هذه أيضًا وسيلة فاشلة في الوصول للاختراع الذي نحلم به"، قالها نحو ألف مرة، ولم يتوقف، ولم يملَّ، ولم يُحبَط
وإبان الحرب العالمية الأولى اخترع نظام لتوليد البنزين ومشتقاته من النباتات، وخلال هذه الفترة عُيِّن مستشارًا لرئيس الولايات المتحدة الأميركية
أما الأوسمة والميداليات التي حصل عليها، فقد مُنِحَ وسام ألبرت للجمعية الملكية من بريطانيا العظمى، وفي سنة 1928م استلم الميدالية الذهبية من الكونجرس.
- 1887: فاز بوسام (Matteucci Medal).
- 1890: انتُخِب عضوا في الاكادمية الملكية السويدية
- 1889: فاز بوسام (John Scott Medal) من قبل مجلس مدينة فيلادلفيا
- 1899: فاز بوسام (Edward Longstreth Medal) من قبل معهد فرانكلين
- 1908: فاز بوسام (John Fritz Medal) جمعية المهندسين الأمريكيين.
- 1915: فاز بوسام وسام فرانكلين لمساهمته باكتشافات أسست الصناعات وأثرت في الحياة البشرية.
- 1920: فاز بوسام الخدمة المتميزة البحرية من قبل البحرية الامريكية
- 1923: أنشأت الجمعية الأمريكية للمهندسين الكهربائيين وسام اديسون وكان المستفيد الأول.
- 1927: انتُخِب عضوا في الاكادمية الوطنية للعلوم
- 1928: فاز بوسام الكونغرس الذهبي
- 2008: أُدرِج ضمن قاعة مشاهير ولاية نيوجيرسي
- 2010: مُنِح جائزة جرامي للتقنية.
- 2011: سُمِّي كأحد عظماء ولاية فلوريدا من قبل حاكم ومجلس وزراء ولاية فلوريدا وفي هولندا تم تسمية جوائز الموسيقى الرئيسة باسمة تيمنآ به وفي الختام الصلاة على سيد الانام ... الشيخ فلاح الجربا kitabat
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق