ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ، ﺗﻌﺮﺿﺖ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻐﺰﻭ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﻮﻁ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ، ﺍﻧﺘﺸﺮ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺪﺭﻱ، ﻣﺎ ﺃﺳﻔﺮ ﻋﻦ ﻭﻓﺎﺓ 5 ﺁﻻﻑ ﺷﺨﺺ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ. ﻭﻋﻘﺐ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ، ﺯﺍﺩﺕ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻟﻘﺘﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﻁ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﺑﺄﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﻌﺰﺍﺏ، ﻓﺤﻈﺮ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ، ﻛﻠﻮﺩﻳﻮﺱ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ، ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ . ﻭﺗﻤﻜﻦ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻣﻦ ﻗﻤﻊ ﺍﻟﺨﺼﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻏﺎﻟﻴﻨﻮﺱ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺄﻟﻴﻪ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻲ ﻟﻺﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻏﺎﻟﻴﻨﻮﺱ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻳُﻌﺒﺪ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ . ﻭﺍﺿﻄﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﻓﻀﻮﺍ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻵﻟﻬﺔ " ﻏﻴﺮ ﻭﻃﻨﻴﻴﻦ " ﻭﺃﻋﺪﺍﺀ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ، ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ، ﺑﺈﺟﺒﺎﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺗﻬﻢ ﺃﻭ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ. ﻭﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﺔ، ﻣﻮﺭﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩ، ﻓﺄﻟﻘﻲ ﺑﻬﻢ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻐﻠﻲ، ﺃﻭ ﻗﻄﻌﺖ ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ﻭﻋُﺬﺑﻮﺍ ﺑﻄﺮﻕ ﺃﻓﻈﻊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﺴﺠﻼﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ. ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻼﺕ ﻗﺪ ﺗﻢ ﺇﺗﻼﻓﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻓﺎﻟﻨﺘﻴﻦ ﺗﻌﺪ ﺷﺤﻴﺤﺔ ﺟﺪﺍ، ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻋﻨﻬﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺟﻴﻞ ﻟﺠﻴﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﻢ ﻃﺒﺎﻋﺘﻬﺎ ﻋﺎﻡ 1260 ﻓﻲ Legenda" "Sanctorum ﻭﻧﺸﺮﺕ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ " Jacobus de Voragine " ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻢ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ Nuremberg" "Chronicle ﻋﺎﻡ .1493 ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻓﺎﻟﻨﺘﻴﻦ ﺇﻣﺎ ﻛﺎﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺭﻭﻣﺎ، ﺃﻭ ﺃﺳﻘﻔﺎ ﻓﻲ ﺗﻴﺮﻧﻲ ﺑﻮﺳﻂ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ، ﻭﻗﺪ ﺧﺎﻃﺮ ﺑﺈﻏﻀﺎﺏ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﺑﺪﻓﺎﻋﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ، ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺘﺰﻭﻳﺞ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺳﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ، ﻭﺛﻨﻴﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻡ ﻣﺴﻴﺤﻴﻴﻦ. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻛﻠﻮﺩﻳﻮﺱ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺗﻬﻢ، ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ، ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻓﺎﻟﻨﺘﻴﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ، ﻓﺘﻢ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﺎﻟﻨﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﺠﻨﻪ ﻣﻨﺘﻈﺮﺍ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ، ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺳﺠﺎﻧﻪ "Asterius" ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻻﺑﻨﺘﻪ ﺍﻟﻜﻔﻴﻔﺔ، ﻓﺎﺳﺘﻌﺎﺩﺕ ﺑﺼﺮﻫﺎ ﺑﺄﻋﺠﻮﺑﺔ، ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺟﻨﺒﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ. ﻭﻗﺎﻡ ﻓﺎﻟﻨﺘﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﺇﻋﺪﺍﻣﻪ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﺴﺠﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺣﺒﻬﺎ، ﻭﻭﻗﻌﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼ " ﻣﻦ ﻋﺎﺷﻘﻚ ." ﻭﺗﻌﺮﺽ ﻓﺎﻟﻨﺘﻴﻦ ﻟﻠﻀﺮﺏ ﺑﺎﻟﻌﺼﻲ ﻭﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﻟﻘﺘﻠﻪ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﺸﻠﺖ ﻭﻟﻢ ﻳﻤﺖ ﻓﺎﻟﻨﺘﻴﻦ، ﻓﻘﻄﻌﺖ ﺭﺃﺳﻪ ﺧﺎﺭﺝ " ﺑﻮﺍﺑﺔ ﻓﻼﻣﻴﻨﻴﺎ" ﺇﺣﺪﻯ ﺑﻮﺍﺑﺎﺕ ﺭﻭﻣﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﻓﻲ 14 ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ / ﺷﺒﺎﻁ 269 ﻡ . ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 496 ﻣﻴﻼﺩﻱ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺑﺎ ﻏﻼﺳﻴﻮﺱ ﺑﺘﻌﻴﻴﻦ ﻳﻮﻡ 14 ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ " ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻓﺎﻟﻨﺘﻴﻦ ." ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ، ﺟﻴﻔﺮﻱ ﺗﺸﻮﺳﺮ، ﺑﺮﺑﻂ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻓﺎﻟﻨﺘﻴﻦ ﺑﺎﻟﺤﺐ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟـ 18 ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺰﻫﻮﺭ ﻭﺍﻟﺤﻠﻮﻳﺎﺕ ﻭﺇﺭﺳﺎﻝ ﺑﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﺪﺓ ﺑـ " ﻋﻴﺪ ﺍﻟﺤﺐ ." ﻭﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻳﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ، ﻋﻤﺪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﻋﺒﺮ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﻌﺎﻳﺪﺍﺕ ﻃﺮﻳﻔﺔ ﻭﺫﺍﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﻣﺎﺯﺡ ﺃﻭ ﺳﺎﺧﺮ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق