الأحد، 31 يوليو 2016

توماس اديسون صاحب ال 1000 اختراع


"إنَّ أمي هي التي صنعتني؛ لأنها كانت تحترمني وتثق في، أشعرتني أني أهم شخص في الوجود، فأصبح وجودي ضروريًّا من أجلها، وعاهدت نفسي ألا أخذلها كما لم تخذلنِ قَطّ"..
كلمات تحمل في طياتها حجر الزاوية والركن الركين في صناعة المخترع الأميركي "أديسون" صاحب الـ 1093 اختراع المنفَّذة، والآلاف الأخرى التي احتوت عليها مفكرته ولم يمهله العمر لتنفيذها، كما أنها تفسر البدايات الأولى له، والتي لم تكن بدايات عادية.. وربما لأن أمه كانت غير عادية!!

ولد في مدينة ميلان بولاية أوهايو الأميركية، وفي سنة 1847م وُلِدَ توماس ألفا أديسون، ومن المفارقات العجيبة أنه أُخرج من المدرسة بعد ثلاثة شهور فقط من دخوله؛ حيث وجده ناظر المدرسة طفلاً بليدًا، ومتخلفًا عقليًّا 
وهنا جاء دور أمه التي لم تغب عنها المشكلة، فقامت بسحب توماس من المدرسة، وواسته بكل ما تملك، وبدأت تعلمه بنفسها في البيت، وتنمي بداخله حب الدراسة، حتى كان أول مشروع له هو: "قراءة كل كتاب في البيت"، وكان ذلك المشروع هو بداية الطريق نحو التعليم الذاتي، وكان البيت يحوي مكتبة كبيرة في مختلف أنواع العلوم
وإن ذلك الصنيع لم يرحل عن ذاكرة أديسون يومًا ما؛ إذ تراه يقول عن أمه: "لقد اكتشفت مبكرًا في حياتي أن الأم هي أطيب كائن على الإطلاق؛ لقد دافعت أمي عني بقوة عندما وصفني أستاذي بالفاسد، وفي تلك اللحظة عزمت على أن أكون جديرًا بثقتها، كانت شديدة الإخلاص واثقة بي كل الثقة، ولولا إيمانها بي لما أصبحتُ مخترعًا أبدًا".
لم تملَّ أمه قط من تعليمه ودفعه للتعلم ومساعدته في ذلك، يقول أحد جيرانهم: "كنت أمر عدة مرات يوميًّا أمام منزل آل أديسون، وكثيرًا ما شاهدت الأم وابنها توماس جالسين في الحديقة أمام البيت"، فقد كانت تخصص بعض الوقت يوميًّا للتدريس للفتى الصغير وتعليمه.                                                                                                                                                   
وإتمامًا واستكمالاً لدورها، فإنه لما كان للطفل (أديسون) أسئلته الكثيرة، والتي باتت تتخطى إمكاناتها التي ما فتئت تمنحه إياها، ما كان منها إلا أن انتدبت له مدرسًا ليعلمه، لكن المعلم لم يستطع أن يجارى رأس توماس وسرعة منطقه في تفنيد النظريات، فكان أن رحل تاركًا عند أديسون العقيدة الأكيدة وهي: "التجريب أفضل شيء في طريق العلم".ومن يومها بدأ نبوغ أديسون الطفل يظهر .. ولم يمانع قط في بذل أي مجهود لكسر أي تحدٍ مهما كان
وقد بان ذلك التأثر الشديد بأمه حين وفاتها سنة 1871م؛ إذ تركت تلك الصدمة في نفسه تأثيرات عميقة، حتى كان يصعب عليه الحديث عنها دون أن تمتلئ عيناه بالدموع!!

أديسون .. ليس هناك عائق للتفوق
كانت عائلة أديسون فقيرة .  ومن ثم  فقد اقنع والدية بأن يسمحو لة بالعمل فكان يبيع الجرائد في محطات القطار ولما كانت هناك حرب أهلية أميركية مشتعلة ابتدأت سنة 1861م استغل فرصة عمله في محطة القطار، والتي كان فيها مقر التلغراف الرئيسي الذي يتم إرسال الأخبار إليه والمراسلات، ليقوم بطباعة منشور بسيط فيه أحدث تطورات الأزمة ويبيعه للركاب، فكان بمثابة أول جريدة من نوعها في العالم تكتب وتطبع وتوزع في قطار، وقد سماها: "Grand Trunk Herald".
      


وحين انتصر إبراهام لينكولن قام أديسون بجمع معلومات عنه وطبعها في كتيب صغير، وزَّعه على ركاب القطارات 
ولم يكن الفقر هو المعوق الوحيد في حياة أديسون، وإنما كان المرض أيضًا، وقد تمثَّل ذلك في فقدانه لحاسة السمع، وكما تغلَّب على الفقر، فإن أديسون ربما اعتبر هذا الصمت الذي يلف الكون حوله فرصة لتنمية قدراته على التركيز!! ولطالما وجد لنفسه وسيلة للتغلب على أية مشكلة والاستفادة منها.
أديسون .. التطوير في العمل بداية الاختراعات
كان تعيين أديسون في مكتب التلغراف وتعليمه لغته بمثابة فتح كبير له؛ إذ كانت فرصته الكبرى في أن يجرب تطوير هذا الشيء الذي بين يديه، والذي نتج عنه ولادة أول اختراعاته، إنه "التلغراف الآلي"، والذي لا يحتاج إلى شخص في الجهة الأخرى لاستقباله، بل يترجم العلامات بنفسه إلى كلمات مرة أخرى.
تقدم أديسون في عمله وانتقل إلى مدينة بوسطن بولاية ماساشوستس، وأسس مختبره هناك في عام 1876م، واخترع برقية آلية تُستخدَم في إرسال العديد من البرقيات عبر خط واحد، ثم اخترع الـ[كرامفون] الذي يقوم بتسجيل الصوت ميكانيكيًّا على اسطوانة من المعدن، وبعدها بسنتين قام باختراعه العظيم "المصباح الكهربائي" [5].
أديسون .. مخترع المصباح الكهربائي
ومما يستحق النظر هنا هو أن أديسون أجرى ألف تجربة فاشلة قبل الحصول على المصباح النهائي أو الحقيقي، وكان تعليقه في كل مرة: "هذا عظيم .. لقد أثبتنا أن هذه أيضًا وسيلة فاشلة في الوصول للاختراع الذي نحلم به"، قالها نحو ألف مرة، ولم يتوقف، ولم يملَّ، ولم يُحبَط                                                                                                                                                 
والحقيقة أيضًا أن أديسون لم يكن أول من اخترع المصباح الكهربائي، إنما سبقه إلى ذلك كثيرون، كما أن المصابيح الكهربائية قد استخُدِمت لإضاءة شوارع باريس، ولكن مصباح أديسون مع نظام توزيع الكهرباء الذي اخترعه، جعل المصابيح الكهربائية - كما يقولون  صالحة للاستعمال في كل البيوت، وقامت شركة أديسون جنرال اليكترك  سنة 1882م بإنتاج الكهرباء لمدينة نيويورك، وبعد ذلك انتشرت الكهرباء في أميركا والعالم                                                                                                       وبعد دخول الكهرباء إلى كل البيوت، وضع أديسون الأساس الحقيقي لتطور الصناعة في العالم، كما أدَّت الأسس التي وضعها لتوزيع الكهرباء على البيوت والمصانع إلى أن أصبحت الكهرباء حدثًا عظيمًا في تاريخ الإنسان                                                                                                                                            وقد أسهم أديسون في تطوير كاميرات السينما، وأسهم في اختراع التليفون، خصوصًا أنه هو الذي اخترع الكربون الذي ينقل الصوت، كما أسهم في اختراع أجهزة التلغراف والآلة الكاتبة، واختراع البطاريات الجافة والميكروفونات.

ومن اكتشافاته أيضًا سنة 1882م أنه يمكن أن تتحرك الكهرباء في داخل "فراغ" بين سلكين غير متصلين، وقد أدى هذا الاكتشاف إلى اختراع اللمبات الكهربية المفرغة تمامًا، ووضع أساس صناعة الالكترونيات وفي عام 1887م نقل أديسون مختبره إلى ويست أورنج في ولاية نيو جيرسي، وفي عام 1888م قام باختراع kinetoscope وهو أول جهاز لعمل الأفلام، كما قام باختراع بطارية تخزين قاعدية، وفي عام 1913م أنتج أول فيلم سينمائي ص                                                                                                         
وإبان الحرب العالمية الأولى اخترع نظام لتوليد البنزين ومشتقاته من النباتات، وخلال هذه الفترة عُيِّن مستشارًا لرئيس الولايات المتحدة الأميركية       
أديسون .. تكريمات وأوسمة                                                          
أما الأوسمة والميداليات التي حصل عليها، فقد مُنِحَ وسام ألبرت للجمعية الملكية من بريطانيا العظمى، وفي سنة 1928م استلم الميدالية الذهبية من الكونجرس.


  • 1887: فاز بوسام (Matteucci Medal).
  • 1890: انتُخِب عضوا في الاكادمية الملكية السويدية
  • 1889: فاز بوسام (John Scott Medal) من قبل مجلس مدينة فيلادلفيا
  • 1899: فاز بوسام (Edward Longstreth Medal) من قبل معهد فرانكلين
  • 1908: فاز بوسام (John Fritz Medal) جمعية المهندسين الأمريكيين.
  • 1915: فاز بوسام وسام فرانكلين  لمساهمته باكتشافات أسست الصناعات وأثرت في الحياة البشرية.
  • 1920: فاز بوسام الخدمة المتميزة البحرية من قبل البحرية الامريكية
  • 1923: أنشأت الجمعية الأمريكية للمهندسين الكهربائيين وسام اديسون وكان المستفيد الأول.
  • 1927: انتُخِب عضوا في الاكادمية الوطنية للعلوم
  • 1928: فاز بوسام الكونغرس الذهبي
  • 2008: أُدرِج ضمن قاعة مشاهير ولاية نيوجيرسي
  • 2010: مُنِح جائزة جرامي للتقنية.
  • 2011: سُمِّي كأحد عظماء ولاية فلوريدا من قبل حاكم ومجلس وزراء ولاية فلوريدا                                                             وفي هولندا تم تسمية جوائز الموسيقى الرئيسة باسمة تيمنآ به                                                                                       وفي الختام الصلاة على سيد الانام ... الشيخ فلاح الجربا kitabat
                 
              

مقولات وحكم الفيلسوف كونفوشيوس

                                                                                                                                                                        المتكبر والبخيل مهما كان مزاياهما لايستحقان الاهتمام  ... المرأه ابهج مافي العالم  ... عندما لاتدري ماهي الحياة كيف يمكننا نعرف ماهو الموت ؟ ... ثلاثة بجب على الرجل الشريف ان يحذر منها في مرحله الشباب حيث بدايه الحيويه والنشاط ؟ يجب ان يحذر من فتنه النساء وفي مرحله الكهوله حيث تتوهج الحيويه والنشاط يجب ان يحذر من المغالبه وفي مرحله الشيخوخه حيث تذبل حيويته ونشاطه يجب الحذر من الطمع ...على الانسان ان يفعل مايعض الناس به كما عليه ايضا عليه ان يعض الناس بما يفعله... مايبحث عنه الرجل الرفيع موجود في داخله ومايبحث عنه الرجل الدنيئ موجود عند الاخرين ... من يرى الصواب ولايفعله فهو جبان ...                  عدم الرجوع عن الخطأ هو خطأ اكبر ... الصمت الصديق الوحيد الذي لن يخونك ابدآ... خير لك ان تضيئ شمعه بدل من ان تلعن الضلام ... لايمكن للمرء ان يحصل على المعرف الا بعد ان يعرف كيف يفكر ... لست حزين لان الناس لاتعرفني ولكني حزين لان لا اعرفهم ... من يتكلم دون تواضع سيجد صعوبه في ان يجعل كلماته مسموعة ... ... ... الشيخ فلاح الجربا kitabat

السبت، 23 يوليو 2016

برام ستوكر اسطوره الرعب والخيال


نتكلم عن  الكاتب الأيرلندي الشهير "برام ستوكر"، صاحب رواية دراكولا، وبصورة مستوحاه من شخصيات روايته الشهيرة التي قدمته كأحد رواد أدب الإثارة والرعب 
رواية دراكولا كتبها برام في 1897، وأصبحت فيما بعد الأكثر شهرة وإثارة في أدب الرعب والإثارة، لتقدمها السينما العالمية في العديد من الأعمال السينمائية التي نالت إقبالا كبيرا من الجمهور.
وقد جاءت فكرة الرواية وفقا لموقع ويكيبيديا عبر ببروفيسور من جامعة بودابست بهنغاريا، ربطته به صداقة كبيرة، وفي أحد لقاءاتهما حكى له قصصا عن أساطير مصاص الدماء في ترانسلفانيا، وعليه توجه ستوكر إلى أهم المكتبات في لندن ودرس جميع المواضيع والأبحاث التاريخية عن مصاصي الدماء في ترانسلفانيا، وكذلك في مختلف أنحاء أوروبا.
كما درس أيضا طائر الخفاش وهو من الثدييات كمصاص دماء، واستوحى فكرة بطل روايته من شخصية حقيقية وهي الأمير فياد دراكولا الذي حكم هنغاريا ورومانيا، وكذلك أيضا من الشخصية الواقعية الكونتيسة إليزابيث باثوري من ترانسلفانيا، التي اشتهرت بجمالها، والتي حينما بدأت تتقدم بالعمر أصيبت بجنون الخوف من فقدان جمالها، واعتقدت بأن دماء الفتيات الشابات ستحفظ لها ديمومة تألقها.
وهكذا فقد قتلت 50 من خادماتها لتسبح في دمائهن.
وقد ولد ستوكر في 8 نوفمبر 1847 م، تفوق في دراسته وحاز على مرتبة الشرف لدى تخرجه وقد برع في الرياضيات والعلوم والتاريخ واللغة، وتبع خطى والده في العمل في الخدمة المدنية كموظف في قلعة دبلن وخدم فيها ثماني سنوات نزولا عند رغبة والده.
وخلال تلك الفترة كان ينشر في المجلات بعض القصص، منها "كأس الكريستال" عام 1872، و"سلسلة القدر" عام 1875، و"لعنة الروح" عام 1880، بالإضافة إلى تعاونه مع بعض المجلات كناقد مسرحي من دون أجر، وبعد أن ربطته صداقة عمر بالممثل البريطاني الشهير سير هنري أيرفينغ، عمل مديرا لأعماله، ثم دفعه شغفه بالمسرح لأن يصبح مديرا ناجحا لمسرح ليسيوم الخاص بالممثل، واستمر في وظيفته مدة سبعة وعشرين عاما حتى وفاة صديقه في عام 1906.

ومن خلال الوسط الفني، تعرف على نخبة شخصيات المجتمع الأيرلندي والبريطاني، وقد ربطته صداقة بمجموعة أدباء منهم آرثر كونان دويل وألفريد لورد تينيسون ومارك توين وأوسكار وايلد الذي تنافس معه على طلب ود الفتاة الجميلة فلورنس بالكومب، التي اختارت في النهاية ستوكر وتزوجا في عام 1878.
وعلى الرغم من انشغاله، فقد تمكن من كتابة روايته الأولى الرومانسية وهي بعنوان «درب الثعبان» ونشرت في عام 1890، وعمل بعدها على كتابة روايته «دراكولا» التي لم ينته منها إلا في عام 1897.
وحينما توفي صديقه سير أيرفينغ أصيب ستوكر بنوبة قلبية. وخلال مرحلة نقاهته من المرض عمل على كتابة السيرة الذاتية لحياة هذا الممثل من خلال الصداقة التي ربطتهما، وتم نشر الكتاب في 1906.
وقد نشر عدد من الأعمال الروائية من بينها: «لغز البحر» ونشرت في عام 1902 والثانية رواية رومانسية بعنوان «الرجل» ونشرت عام 1905، وفي إطار روايات الرعب قدم أيضا «جوهرة السبع نجوم» ونشرت عام 1903 وتدور أحداثها في مصر، ورواية «سيدة الخمار» ونشرت عام 1909، و«مخبأ الدودة البيضاء» ونشرت عام 1911،
وخلال سنواته الأخيرة تدهورت صحته بصورة متسارعة، وتوفي في 20 أبريل عام 1912. وعلى الرغم من أن أسباب موته ما زالت غامضة وأثارت الكثير من الجدل، إلا أن كاتبي سيرته الذاتية تجنبوا الحديث عن هذا الأمر.
وقد نشر حفيده دانييل فيرسون في كتاب سيرة حياته أسباب وفاة جده، حيث بين الأطباء إصابته بالشلل العام المرتبط بداية بالجنون.
ويفسر بعض المختصين أن هذه الأسباب ترتبط بمرض السفلس وإن لم يكن تفسيرهم مؤكدا علميا . . .                         بقلم الشيخ فلاح الجربا 

كونفوشيوس الفيلسوف الاكثر تأثيرآ في شرق اسيا والعالم


بسم الله الرحمن الرحيم
"يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا" صدق الله العظيم                                                                      
لعلّ من نافلة القول أن نشير هنا إلى أن التراث الإنساني، بكل أنواعه، هو ملك للبشرية جمعاء، غير مرتبط بزمان أو مكان أو أمة، أو بظرف معين أو حادثة خاصة. ومن المؤكد أن أبرز صفة للتراث الإنساني هي ديمومته وحيويته، رغم تقادم السنين واختلاف العادات والتقاليد والمجتمعات. ومن هنا، ظل التراث الإنساني، بكل ما احتواه من آداب وفنون وعلوم وإنجازات، العلامة الأبرز والأنصع في التاريخ القديم والحديث، وهو أيضا- وهذا الأهم- الرابطة المشتركة التي تقرب البشر من بعضهم البعض، وتؤكد إنسانيتهم وتماثلَ مصائرهم رغم العديد من الاختلافات المرتبطة بالتاريخ أو الجغرافيا. ولكن، حتى وإن تعددت الاختلافات، فإنها لن تفسد إنسانية المرء، ولن تغير من حقيقة أن التراث الإنساني هو نتاج مشترك للبشر في كل مكان. ومن هذا المنطلق، نشأت فكرة تلاقح وتمازج الحضارات في العالم، وجرت العادة وتواصلت الجهود للعمل المشترك في كافة المجالات وصولا إلى نتائج تخدم الناس في كل مكان. ومن هذه الجهود، إسهامات الترجمة لنقل آداب الشعوب وتراثها الحضاري عبر لغات مختلفة، ليتسنى للناس التعرف عليها والاستفادة منها، وتطبيق الصالح منها وفقا للظروف الواقعية لكل أمة وكل بلد وكل زمان.
وما محاولتي هذه للكتابة عن كونفوشيوس(551- 479 ق.م) إلا مسعى متواضع لإبراز جوانب، ربما لم يتم التطرق إليها من قبل، وتعميمها بين القراء العرب، خدمة لهدف إنساني خالص لا يركز على التعريف بشخصية شهيرة جدا، غنية تماما عن التعريف التقليدي، ولكن لإلقاء مزيد من الضوء على جوانب قد تكون خافية، أو لم يتم التطرق إليها بشكل واسع من قبل. وليغفر لي القارئ العزيز زَلّتي إن أخطأت في تعبير، ولكن الذي أريد قوله هو إنني حريص – بدافع إنساني- على أن أتشاطر شيئا جديدا عرفته عن هذا الفيلسوف الحكيم الكبير، وأشعر بالسعادة والفخر لطرحه أمام القراء العرب.

كونفوشيوس ... فيلسوف الشرق الأول

قد يثير عنوان المقال شعورا بأن كونفوشيوس بعيد، ونسعى للتقرب إليه بشكل أو بآخر، أو أنه قريب ونحاول التقرب منه أكثر. وهذا النوع من الشعور صحيح في كلا الحالتين، وأعني كونفوشيوس القريب البعيد، أو القديم المُتجدّد. هذا الفيلسوف الكبير قريب في الذاكرة وعلى اللسان، لكنه غامض للكثيرين الذين يترددون في الاقتراب أكثر من فلسفته وتعاليمه على أساس أنها معقدة صعبة على الناس العاديين، ويفضلون الاستماع لتعاليمه مَشروحةً مُبَسّطةً جاهزة، لا أن يقتربوا منها بأنفسهم ويتعرفوا على حقيقتها ويلمسوها ويشعروا بدفئها، ذلك الدفء الذي يبعث الانشراح والطمأنينة في النفس مثل ينبوع ماء رقراق، أو نسيم خريفي عليل، ويثير في الوقت نفسه الإعجاب بشخصية إنسانية فذة شغلت الدنيا في حينها، وظلّت خالدة إلى يومنا هذا رغم مرور أكثر من ألفين ومائتي سنة.
الملايين يعرفون كونفوشيوس، اسما وفلسفة وتعاليم وطقوسا، ولكن إلى أي مدى يعرفون حقيقة أقواله وسلوكياته التي جعلته بهذه المنزلة الكبيرة، بحيث قال تشاو بو، أول رئيس وزراء في إمبراطورية سونغ التاريخية الصينية، إنه يستطيع إدارة العالم(المعروف آنذاك) بنصف تعاليم كونفوشيوس!. وهذا دليل على الأهمية والتأثير البالغين لتلك التعاليم في ذلك الزمن. أما أهميتها في يومنا هذا، فسنحاول قدر الإمكان إبرازها في هذا المقال عبر حِكَم أو عبارات مُنتقاة من أقواله وأقوال تلامذته في مناسبات عديدة مختلفة.
لقد عرفت كونفوشيوس منذ فترة طويلة لكوني درستُ في كلية إنسانية ببغداد، فيها قسم للفلسفة، حيث درس العديد من أصدقائي الذين كانوا يذكرون اسمه في مناسبات كثيرة، الأمر الذي أثار في نفسي الرغبة للتقرب أكثر من الفلسفة عامة ومنه خاصة. ولكن، للأسف ظلت معرفتي شبه اسمية فقط. وسبب تلك المعرفة السطحية هو أننا كنا نرى الفلسفة فعلا مُعقدة وواسعة وغيبية، إضافة إلى خلو مكتباتنا، آنذاك وربما حتى اليوم، من ترجمة صادقة لتعاليم هذا الفيلسوف. . .  بقلم
 الشيخ فلاح الجربا .